وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المكتبة الوطنية الفلسطينية

نشر بتاريخ: 27/08/2017 ( آخر تحديث: 27/08/2017 الساعة: 17:14 )
المكتبة الوطنية الفلسطينية
الكاتب: عنان حمد
ما دفعني للكتابة حول موضوع المكتبة الوطنية هو صدور المرسوم الرئاسي رقم (14) لسنة 2017 من قبل الأخ الرئيس أبو مازن بإنشاء المكتبة الوطنية، وذلك نظرا لأهمية و دور المكتبة الوطنية في ترسيخ معالم الهوية الوطنية والثقافية للدولة، كما أنها تعتبر الوجه الثقافي والحضاري للشعب الفلسطيني ورمز هويته و مستودع فكره، ومجمع الإرث الثقافي والحضاري، ورعاية وتوحيد دور المكتبات في الدولة، وكان لقرار الأخ الرئيس بجعل قصر الضيافة مقرا للمكتبة الوطنية أهمية كبيرة لدور المكتبة الوطنية حيث أن معظم المكتبات الوطنية في العالم تؤسس في المقرات التاريخية سواء كانت في السابق سياسية أو سيادية وذلك لإعطاء المكتبة الوطنية صفة السيادة والهوية والتاريخ، كما يعتبر إنشاء المكتبة الوطنية واجباً وطنياً.
وتعرف المكتبة الوطنية بأنها " المكتبة التي تقوم بجمع التراث الفكري الوطني، وحفظه وتنظيمه والتعريف به والإعلام عنه، والتي تؤدي دورها كمركز إيداع وفقا لقانون تصدره الدولة".
ففي سنة 1980 تبنت منظمة اليونسكو – منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة- في مؤتمرها السادس عشر تعريف المكتبة الوطنية بما يلي" هي المكتبة المسئولة عن طلب و حفظ و نسخ جميع المطبوعات الهامة التي تنشر في الدولة، والعمل كمكتبة إيداع سواء حسب القانون أو تحت أي ترتيبات أخرى، وتؤدي لجانب ذلك بعض الوظائف الأخرى ( الببليوغرافيا الوطنية، حفظ و تحديث مجموعات من الإنتاج الفكري الأجنبي بما يتعلق بالدولة، العمل على اقتناء الفهارس الموحدة ونشر الببليوغرافيا الوطنية).
وعند الحديث عن المكتبة الوطنية ودورها البارز والقيادي بالنسبة للمكتبات الأخرى في الدولة، أذ تعتبر المكتبة المركزية للدولة، والمركز الثقافي والمعلوماتي الذي يعكس تراث الأمة و تطورها الأدبي والعلمي والثقافي والحضاري، وبدون المكتبة الوطنية يبقى التراث الفكري الوطني مشتتاً، وخاصة اننا بحاجة كفلسطين لجمع التراث الفلسطيني المشتت في العالم، والعمل على جمع واستعادة ما تم سرقته من قبل الاحتلال في عام 1948 ، والذي وضع في مكتبة الجامعة العبرية تحت مسمى أملاك الغائبين. ولمعرفة دور واهمية المكتبة الوطنية للدولة و المجتمع لا بد بأن نذكر أهم الواجبات الاساسية للمكتبة الوطنية:
1. تجميع التراث القومي.
2. إصدار الببليوغرافيا الوطنية.
3. الحصول على مجموعات مرجعية.
4. إصدار والإشراف على الفهرس الموحد.
5. التعاون بين المكتبات محلياً وعربيا و دولياً.
6. العمل على توحيد و تقنين الإجراءات الفنية الموحدة بين المكتبات.
7. التدريب وتنمية وكفاءات مهنية متخصصة في مهنة المكتبات والمعلومات.
ومما سبق ذكره نؤكد على حاجتنا للمكتبة الوطنية الفلسطينية، حيث أنها ستكون العنوان الثقافي و الحضاري والأدبي لدولة فلسطين كما هي موجودة في معظم دول العالم لا بد أن تكون لدينا هذه المكتبة الهامة والضرورية ولا بد لنا من دعم و تطوير هذه المكتبة لتكون في مصاف المكتبات العالمية. ومن هنا نثمن قرار الرئيس أبو مازن بإصداره مرسوم إنشاء المكتبة الوطنية على أن يتم تطبيق هذه المرسوم فورا و بدون أي تأخير من قبل الجهات المعنية جميعها. ولنتكاثف جميع المكتبين في الوطن لدعم وإنجاح هذا الصرح الوطني الهام.
نتمنى ان تكون المكتبة الوطنية المظلة التي تجمع و توحد جميع المكتبين في فلسطين على أسس مهنية وتكمل وتشرف على دور جميع المكتبات الأخرى.
وفي الختام نبارك لفلسطين والشعب الفلسطيني و لمجتمع المكتبيين المكتبة الوطنية الفلسطينية الأولى.