|
أوسلو.. لنا موت ولهم حياة
نشر بتاريخ: 15/09/2017 ( آخر تحديث: 15/09/2017 الساعة: 12:16 )
الكاتب: علي قباجه
نبذ العنف ومنع المقاومة المسلحة، ومنح الكيان الغاصب 78% من أرض فلسطين التاريخية مقابل اعتراف إسرائيل بمنظمة التحرير ممثلة للفلسطينيين، وبضع أراض يقام عليها حكم ذاتي على أن ترتبط عضوياً وأمنياً واقتصادياً بالكيان!. هذا باختصار اتفاق أوسلو المشؤوم، الذي لا يقل خطورة عن وعد بلفور ، الذي منح أرضاً لا يملكها لشعب لا يستحقها. وها هو الاتفاق الذي وقع في الثالث عشر من سبتمبر/أيلول قبل 24 عاماً مازال صامداً؛ لكن من جانب واحد، وهو من طرف السلطة الفلسطينية، التي تعض عليه- إلى اليوم- بالنواجذ، رغم أنه على أرض الواقع لا وجود له، فالاحتلال حوّله إلى هشيم تذروه الرياح.
هذا الاتفاق، الذي يمكن بأقل التقديرات وصفه بأنه عبء حقيقي وثقيل جثم على صدور الشعب الفلسطيني، وأثقل كاهلهم بالتزامات لم يجن مقابلها أي ثمن، فالضفة الغربية التي كان من المفترض أن تقام عليها الدولة الفلسطينية إلى جانب غزة بعد خمس سنوات من المرحلة الانتقالية المتفق عليها، أمست اليوم غابة من المستوطنات، التي تقطع أوصالها لتحيلها إلى شظايا يرتع فيها المستوطنون، ويعيثون فيها إفساداً، بينما القطاع يرزح تحت حصار مشدد، فضلاً عن الحروب المتتالية التي مزقته، ونشرت فيه رائحة الموت والدمار. اتفاق بائس لم تتحلل السلطة بعد من بنوده، فهي ما زالت تبني الآمال على مخرجاته، التي تنصل منها الاحتلال سريعاً بسوره العنصري، الذي أحاط الضفة، وبمعركة سماها سور واقي حطم فيها مدن وقرى الفلسطينيين باجتياح شامل في 2002، وكان أول المستهدفين هي مراكز السلطة، والمقاطعة في رام الله، ورئيسها ياسر عرفات الذي كان مهدداً بالقتل يومذاك، رغم أنه طالما حمل غصن الزيتون منادياً بالسلام والوفاق. وما أشبه اليوم بالأمس، فشرعة الظالم هي التغول في أكل الحقوق وممارسة الظلم، فها هو الكيان يمارس بطشه في كل حدب وصوب، ولم يتوان عن بناء المستعمرات، وإغلاق المقدسات، واعتقال نواب التشريعي، ومحاربة وجود السلطة في كل محفل؛ لذا فإن هذه الاتفاقية سمحت له باختراق الصف الفلسطيني، والعبث به والتحكم بأوصاله اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً. بداية التحرر تكمن في الرفض لأجل الانعتاق، فبعد سنوات عجاف من الترقب لا بد من إدراك أن الاستمرار في طريق التسويات الموقعة لن يوصل إلا إلى جرف هار، يؤدي بالقضية الفلسطينية إلى ثقوب سوداء تدميها وتحرق أحقيتها. وعقدان ونيف من اتفاقية جوفاء لا بد من أن تكون كافية لإدراك أنها تحطمت، وأن المراهنة عليها ضرب من العبث. الفلسطينيون ليس أمامهم إلا رفع سقف مطالبهم، والعودة إلى طريق التحرر الشامل الذي يشمل فلسطين التاريخية بكل أجزائها من البحر إلى البحر ومن رأس الناقورة إلى أم الرشراش. |