وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

إذا وفقط إذا ! بقلم - صالح حساسنة

نشر بتاريخ: 26/01/2008 ( آخر تحديث: 26/01/2008 الساعة: 15:06 )
بيت لحم - معا - كسرت نظرية " إذا وفقط إذا " في هذه اللحظات نظريات " شمر والحق " ونظريات الخوارزمي وبن حيان ، وأصبحت على موعد جديد مع كرتنا الفلسطينية ، بعد أن تذللت لها الرؤوس ، ورفعت لها القبعات ، ودقت لها العود ، وأقيمت لها الأفراح والليالي الملاح ، مؤكدة أنها لا تستخدم فقط في الرياضيات وقوانينها ، بل أضحت نموذجاً يحتذى به في فتح النيران من بابها الواسع على الكرة الفلسطينية !

بصراحة .. ارتفاع ملحوظ بالكولسترول وصل لدرجة المائة والعشرين على السبعين ، مصحوب بغثيان وارتفاع في ضغط الدم ، مع ارتفاع لدرجة الحرارة إلى الأربعين وربما الواحد والأربعين "إذا وفقط إذا" كانت كرتنا تنتمي للفترة المفتوحة ] صح النوم [ ، لأن حياتنا الكروية أصابها من الإعياء ما يفيض ، لمجاراتها نظيراتها العالمية ، فمن حقها أن تأخذ قسطاً من الراحة ، وتهلوس في النوم على إيقاع أغنية " قدك المياس يا عمري " !

وأعتقد جازماً أن كرتنا لن تنسى إيقاع الأغنية الجبلية " عالروزانا عالروزانا " إذا وفقط إذا كانت نتائج "فدائيينا " هي تكديس مرمى منتخبنا بقبلات التسعة وقبلات الأربعة في شوط أو شوطين ، وكانت هذه النتائج محتوى في مجموعة الكلمات المؤلفة من 11 حرفاً مضمونها [ موسوعة جينيس ] ، فمهما صار ومهما حصل يبقى مرمى "الفدائي" دليلاً على دخول منتخبنا موسوعة جينيس للأرقام الخيالية في نتائج كرة القدم ، وتبقى صدى أغنية الروزانا يسمع القاصي والداني ، وشوفيني يا جارتي !

وحتى أعضاء الاتحاد برمتهم ، كل حسب موقعه ومنصبه وكرسيه ، لم يسلموا من هذه النظرية الرياضية ، لأنها دائماً ما تدخل أنفها في ما لا يعنيها ، فتأتي نظرية رقم "3" وتقول : لا نريد أحداً يدخل أنفه في أعمالنا الجهنمية إذا وفقط إذا كانت هذه الأعمال من مجموعة الكلمات الحقيقية ( دوري متوقف ، مقر الاتحاد خامل ، وفشل منقطع النظير )التي تودي بنا لا محالة إلى سفوح الهاوية المستديمة !


والدخان ، ويا عيني على الدخان ، إن كان صفة ملازمة للاعبينا في السراء والضراء ، قبل المباراة أو بعدها إذا وفقط إذا كانت السيجارة تبعث لنا مجموعة كلمات تنتمي للفترة المغلقة [ بنحرق مع الركض والتمارين ] ، فهل ستعطي الفترة المغلقة جواباً يقول : هذا صحيح ، أم أنها ستقول " الدخان الذي ينزف بلا نهاية " ، والذي لا ينفع الرياضة ولا الرياضيين !

بين النجاح والفشل شعرة ، ويبدو أننا لم نسلم هذه الشعرة ، ووقعنا في حفر أخطائنا ، التي من المحتمل أنها لن تعطينا السماح لتكرار سيناريوهات أخطائنا التي لا مسد لها ، ولا أدري إن كان أبو غالب ، باب الحارة ، قد انتهى من دق طبله ، على سكان "حارة الضبع" لكي يأتي إلينا ويدق طبله بإيقاعات عالية ، لأننا فعلاً نحتاج إلى أبي غالب جديد يوقظنا من سباتنا العميق ، ويقول لنا " يا رياضة فلسطينية .. وحدي الدايم " .. وهلمي إلى مجد جديد نكسر به حاجز الصمت !

سألت كرة سلة شقيقتها كرة القدم ، وقالت لها : لم يزل فيكي دم الأجداد يا شقيقتي ؟ .. لا .. يا حبيبتي ، إذن لماذا أنجبوكي ؟ وما ذنبي أنا هل باختياري خلفوني ؟؟ .. دمهم فيكي هو المطلوب لا أنتي ؟ .. وإذن يا أختي .. كيف أضمن ألا يقتلوني ؟؟ ، أجابت : انتحري ، أو موتي ، أو استسلمي لأنياب المنون !

يقول سعد باشا زغلول في أنشودته المعروفة " مفش فايدة " .. وعلينا أخذ العبر !