وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

طفل يتحدى سرطان الحوض

نشر بتاريخ: 15/02/2018 ( آخر تحديث: 16/02/2018 الساعة: 11:31 )
طفل يتحدى سرطان الحوض
القدس- معا- "محمد جودة" طفل من غزة لا يتجاوز الثمانية أعوام، له أب وأم وشقيقتان، يعيش بحي " الشيخ رضوان"، كان ككل أطفال العالم يلعب ويقفز ويحلم الأحلام لكن جاءه مرض سرطان الحوض بغتة كالكابوس في المنام، فأنهك قواه وأسقطه مريضا لا يقوى على الحراك، ويصرخ من شدة الآلام.
لحظة اكتشاف المرض
محمد الذي يرقد منذ التاسع من أيار من عام (2017) على سرير الشفاء في مستشفى الأوغستا فكتوريا - المُطَّلع، حيث كان يقاوم المرض برفقة جدته المتعبة لكن بدون والديه بسبب الإجراءات الإسرائيلية المجحفة بحق مرضانا في القطاع حيث رفضت إسرائيل منح التصاريح اللازمة لوالديه للدخول إلى القدس من أجل مرافقته، وتقول جدته أم أمين عن لحظة اكتشاف مرض محمد: كان الخبر صادما ومؤلما وقاسيا على الجميع ففي تشرين الثاني من عام (2016) بدأ محمد يشتكي من آلام في الحوض كثيرا فأخذه والده للتشخيص في أحد مستشفيات غزة، وعمل له صورة أشعة للحوض لكن الطبيب لم يخبرنا بمرضه، لكن بعد أن ازدادت أوجاعه وآلامه وكان لا يستطيع الحراك أو اللعب، طلب والده الحصول على تحويلة للعلاج في مستشفيات القدس وحصل على التحويلة بعد 6 أشهر أي في التاسع من أيار عام (2017).
العلاج
وتضيف: ستة أشهر كانت كفيلة بازدياد حجم الورم في جسد محمد الصغير بسبب تأخر حصوله على التحويلة وتأخره لشهر كامل أيضا بسبب الأعياد الإسرائيلية واغلاق الحواجز العسكرية، لكن بفضل الله، وصل محمد إلى المقاصد وتم أخذ عينة من الورم وتم تحويله إلى مستشفى المُطَّلع ليبدأ مراحل العلاج من الجراحة حتى الكيماوي.
التنقل ولوعة الفراق
الجدة الخمسينية التي تتنقل مع حفيدها محمد من القدس حتى غزة وبالعكس كل أسبوعين، تحملت ما لا يتحمله أحد، لكن كما تقول" كل شيء يهون مقابل صحة محمد، وكل التعب قد زال لحظة معرفتي بشفائه".
يتواصل محمد مع والديه يوميا عبر الهاتف، لكن تلك الأسلاك لا تلغي الأشواق ولا تخفف لوعة البعد والفراق خاصة حين يخضع محمد لأصعب أنواع العلاجات، وحين سألناه عن أمنياته قال إنه يتمنى عناق والديه وتقبيل شقيقتيه واللعب مع أصدقائه في الحي، وقد طلب من والده فور عودته إلى القطاع بأن يشتري له الشاورما وأن يأخذه إلى البحر.
أحلام وأمنيات
محمد الذي لا يعرف معنى السرطان، سوى أنه مؤلم وموجع وقاس ولا يتحمله جسم الإنسان، فذلك المرض "الغريب" كما وصفه لا يعرف الصغير ولا الكبير، لكن الشفاء منه لم يعد مستحيلا، ويقول محمد" أتمنى أن أصبح طبيبا في المستقبل لأقوم بمداواة جميع المرضى، ولأخبرهم أن السرطان لا يعني الموت، وأن أطفال فلسطين لا تموت".
احتفل محمد في نهاية العام الماضي في عيد ميلاده السابع، وتمنى من الله أن يمن عليه بالشفاء، وقد حقق الله مراده، فاليوم يغادر محمد سرير الشفاء في مستشفى المُطَّلع بلا عودة، شاكرا كل من ساهم بعلاجه ووقف إلى جانبه، ليعود إلى بيته في غزة بعد أن خضع لرحلة علاج طويلة مع مرض سرطان الحوض، ليُسجل بذلك وخاصة في اليوم العالمي لحماية الأطفال من الأمراض السرطانية، انتصارا مشرفا على المرض بفضل من الله وبصبر وتحد منه.