![]() |
دون مجاملة ****استخلاص العبر كتبها -- محمد صبيحات
نشر بتاريخ: 09/02/2008 ( آخر تحديث: 09/02/2008 الساعة: 15:18 )
بيت لحم - معا - ما من شك بأن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بخصوص ازمة كرة القدم الفلسطينية وضع حدا لأي محاولات تهرب من قبل كل من يحاول التهرب من تصويب الاوضاع الخاصة باللعبة التي اصابها الشلل على مدار السنوات الماضية، وهو يشكل اشارة واضحة بأن الامور تحتاج الى اعادة بناء كاملة ومتكاملة.
فمجرد اقرار "الفيفا" بتقديم موعد اجراء انتخابات مجلس اتحاد الكرة في فلسطين، فهذا يعني اعترافا صريحا من الاتحاد الدولي ان هناك خللا كبيرا في ذاك الجسم الذي ادار اللعبة خلال السنوات الاخيرة. أعتقد ان المواعيد التي ضربها الفيفا لإقرار نظام اساسي "خلال الشهر المقبل" واجراء انتخابات في منتصف ايار هي مواعيد معقولة ومنطقية وعملية، ولم تبق أي اعذار لأحد بالاستمرار بالمماطلة والتسويف، واهدار الوقت على حساب اللعبة وامكانية تطويرها واعادة ترتيب بيتها. ان قرار الفيفا بضرورة اقرار نظام اساسي، يعني ان الهيئة العامة كانت صادقة في قولها أنه لا يوجد مثل هذا النظام، وان الادعاءات المعاكسة لم يكن لها أي ساس. ان الوضع الذي مرت به اللعبة، اسبابه ومسبباته، كانت واضحة، وضوح الشمس، وهي لا تحتاج للمزيد من تسليط الاضواء كي يتم اقناع المتابعين للعبة، بأن المجموعة التي تمسكت بالكرسي على مدار السنوات الماضية، على حساب اللعبة ومصلحتها، غير آبهة بالنتائج الكارثية، مستخدمة لكافة الوسائل، البعيدة كل البعد عن الاخلاق والقيم الاجتماعية، عن طريق الادعاء وتوجيه الاتهامات الباطلة، ان هذه المجموعة اصبحت تدرك انها اصبحت مكشوفة للجميع، وان ادعاءاتها الباطلة لم تعد تنطلي على أحد. على أي حال فإن هذه الامور اصبحت الآن خلف ظهورنا، وهي لا تعنينا كثيرا، وعلينا متابعة قرارات "الفيفا" كي لا يتعمد البعض اضاعة الوقت وعدم الالتزام بالمواعيد المحددة. فلا بد من تشكيل اللجان اللازمة، وبسرعة البرق، التي ستقوم بمتابعة تنفيذ هذه القرارات، ومن كل الاطراف المعنية، التي يمكن ان تكون عوامل مسهلة وميسرة، رغم قناعتي انه سيكون هناك من سيحاول "الاستفراد" بالأمر. ولكن اذا ما اراد اصحاب الشأن تسهيل الطريق امام المسيرة، واذا ما تغلب الصوت العقلاني على الصوت الاناني، فإن الامور سيتم انجازها بعيدا عن المماحكات المضرة. ان اصرار الاتحاد الدولي على وحدة العمومية بين المحافظات الشمالية والمحافظات الجنوبية، له توجه ايجابي، وهو يتماشى تماما مع توجهاتنا الوطنية, لذلك لا بد من ان نأخذ به دون ان نختلق الاعذار التي ينطلق اصحابها من دوافع شخصية بحتة. لذلك فلا بد من تغيير آلية الانتخابات الحالية، في شقي الوطن، وعدم اجراء انتخابات منفردة في المحافظات الجنوبية واخرى في المحافظات الشمالية وانما تجري انتخابات موحدة ليقوم عضو الهيئة العامة من محافظة جنين مثلا بانتخاب مرشح من محافظة رفح، والعكس صحيح، ليتم انتخاب اتحاد واحد يمثل فيه كل عضو كل اعضاء الهيئة العامة بعيدا عن الجغرافية التي حاول البعض تغذيتها خلال الفترة الماضية ولكن مثل هذه الآلية يجب ان تأخذ بعين الاعتبار حق التمثيل في شقي الوطن. مثال: اذا ما تم الاتفاق على ان يكون عدد اعضاء مجلس الاتحاد "14" عضوا، يفوز ثمانية مرشحين من المحافظات الشمالية وستة مرشحين من المحافظات الجنوبية، الذين حصلوا على اعلى الاصوات. وهذا على سيبل المثال، لا الحصر، ولكن يمكن ان يكون اساسا لأي آلية جديدة يتم الاتفاق عليها، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة ان يتم تقليص عدد اعضاء الهيئة العامة في المحافظات الشمالية وهذا ما يطالب به الاتحاد الدولي للعبة وهو بالمناسبة مطلب منطقي واعتقد جازما انه يصب في مصلحة اللعبة في بلادي. واخيرا اقول: ان خلصت النوايا فإن امكانية تطوير اللعبة ممكنة لا بل متاحة ولكنها تحتاج الى صفاء للنوايا بعيدا عن الانانية والاضغان والاحقاد المدمرة وعلينا استخلاص العبر من نتائج المرحلة السابقة التي كانت مأساوية وهدامة. [email protected] |