وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عزبة ابو ادم.. مواطن يتحدى الاستيطان وحيدا

نشر بتاريخ: 02/04/2018 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
عزبة ابو ادم.. مواطن يتحدى الاستيطان وحيدا
سلفيت - خاص معا - صامد كجبل بوجه رياح عاتية، لا تستطيع كسر ارادته وصموده مهما بلغت قوتها، ولسان حاله يقول سأبقى على هذه الارض ما بقيت الروح بالجسد، المواطن عبد الرؤوف صلاح 65 عاما، مالك عزبة ابو ادم المحاطة بمستوطنتي "بركان" و"ارائيل"، بين بروقين وسرطة غربي سلفيت.
معا التقت بالحاج عبد الرؤوف ليتحدث عن العزبة ويوضح ان مساحتها اكثر من 140 دونم، تعيش العائلة فيها منذ اكثر من 80 عاما، ولد عبد الرؤوف واخوته، ولم يتبق فيها الا هو وزوجته و5 من اولاده الـ 16 من الذكور والاناث بعد أن تزوجوا وأسسوا عائلاتهم بعيدا عن العزبة.
واوضح عبد الرؤوف ان العائلة تعيش في العزبة بالرغم من عدم وجود مقومات الحياة الاساسية، في منزلين قديمين، ومغارة ولد فيها الاخوة، حيث كانت العائلة تعيش فيها، ولكن أصبحت المغارة مع السنين بحاجة الى ترميم، وتسعى العائلة لترميمها ليسكن فيها الوالدين كي يتمكن احد الابناء من الزواج والعيش في المنزل القديم.
واضاف عبد الرؤوف ان الاحتلال حاول تهجير العائلة مرارا لكنه لم ينجح، حيث تملك العائلة أوراق اخراج قيد بها منذ عام 1983 تثبت ملكية العزبة، التي تعود لوالد عبد الرؤوف- الحاج أبو ادم حيث سميت العزبة تيمنا باسمه.
وعن ممارسات الاحتلال من أجل ترحيله، يقول لـ معا انه وفي بداية التسعينيات جرّف مستوطنو "بركان" المقامة على اراضي اهالي سلفيت مئات الدونمات الزراعية المزروعة بشجر الزيتون، وضغط الاحتلال على العائلة بعدة وسائل لبيع الارض او تأجيرها، والخيار الاخر مصادرتها ووضع اليد عليها من خلال مضايقتهم واقتلاع اشجار الزيتون تارة، ومحاولة اغراء العائلة بملايين الشواقل تارة أخرى، ولكن عبد الرؤوف وابناءه لم يكترثوا لأي أنواع الممارسات، بالرغم من الحياة البدائية التي عاشوها سابقا دون مياه او كهرباء لكن تم وصلها للعزبة لاحقا.
واوضح ان المعاناة كانت مضاعفة بعدم توفر طرق وكانوا يسيرون على الاقدام مسافات طويلة للوصول الى البلدة، الى جانب ان الاحتلال قام بفصل العزبة عن البلدة بشارع استيطاني سريع ضاعف معاناتهم.
وبحسرة يكمل عبد الرؤوف حكايته، ويقول انه يعمل في الزراعة منذ طفولته ما زاد من عشقه للارض، حتى ان العزبة أصبحت قطعة من جسده وهي مصدر رزقه الوحيد، فلا يمكنه تركها والعيش بمكان آخر، مشيرا ان صموده وعائلته في العزبة حال دون مصادرتها من قبل الاحتلال رغم اقتطاعهم اجزاء منها للشوارع الاستيطانية، الا ان العائلة صمدت وصممت على البقاء في العزية، حيث واجه وعائلته اصناف العذاب والاعتداءات من قبل الاحتلال ومستوطنيه.
وعن امنياته يقول عبدالرؤوف لـ معا... أناشد المؤسسات مساعدتي في ترميم المغارة وتقديم كل ما يلزم من احتياجات من اجل تأهيلها للسكن، هذا كل ما أطمح به في الوقت الحاضر.