وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المصالحة بين النكبة ونقل السفارة

نشر بتاريخ: 05/04/2018 ( آخر تحديث: 05/04/2018 الساعة: 16:28 )
المصالحة بين النكبة ونقل السفارة
الكاتب: د.ياسر عبد الله
احداث دامية في ذكرى يوم الارض وسقوط 18 شهيدا على ارض فلسطين تحدوا بأجسادهم دبابات وبنادق المحتل، اكثر من الف جريح نزفت دماءهم على تراب الوطن ومازالت الجماهير تتوعد بجمعة غضب لتنتفض امام المحتل، يبتكرون الوسائل والاساليب من اجل منع قناصة الاحتلال استهدفهم فقد اطلقوا على هذه الجمعة "جمعة الكوشوك" وهي اطارات من مخلفات السيارات يشعلوها في وجه المحتل يواسون بها انفسهم حين يعتقدون انها تحمي اجسادهم من قناصة الاحتلال ولكنها هي الوسيلة التي يمتلكها أبناء شعبنا لإبعاد قناصة الاحتلال عنهم، بما يملكون من الارادة والقوة والاصرار على مقاومة المحتل.
وقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في يوم 7 كانون الأول/ ديسمبر الجاري اعتراف إدارته بالقدس عاصمةً لإسرائيل، كما وجه وزارة الخارجية لـ"بدء التحضيرات لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس" معلنا ان امريكا هي الراعي الرئيس للاحتلال الصهيوني في الاراضي الفلسطينية وهو يتحدى العالم ويتحدى الاديان السماوية "الاسلام والمسيحية" في قراره بدعم اليهود في تملك الاراضي المقدسة وتملك اقدس بقعة على الارض وهي مدينة القدس يريد ان يكمل ما قامت به بريطانيا في دعم اليهود في امتلاك ارض فلسطين وقد تجاوز ما قامت به بريطانيا وبشكل وقح في قراره بنقل السفارة الى القدس.
وبعد بضع ايام سوف يعود مشهد نقل السفارة على الارض فسفيرهم "ابن الكلب" يقيم شعائر تلمودية على حائط المبكى كيهودي عنصري حاقد سفيرا لامريكا في دولة الاحتلال ويريد ان يكون سفيرا لامريكا في القدس ويريد ان يستباح الاقصى وقبة الصخرة ويريد ان يشدد الخناق على كنيسة القيامة؛ هو ليس امريكيا ولكنه يهوديا يعيش في عباءة الجنسية الامريكية، يريدون ان يحتفلوا في ذكرى النكبة بيعد استقلال دولتهم المزعومة وان يكون نقل السفارة في هذه المناسبة انه 15/ ايار يوم الغضب الفلسطيني يوم الحشر الذي يعد له الفلسطينيون من كافة ارجاء ونقاط التماس على الحدود لتصل الرسالة للعالم ان الفلسطينيون اصحاب حق وانهم سلميون في نضالهم من اجل التحرر.
وبين النكبة ونقل السفارة يبقى الجرج الفلسطيني ينزف دماء الفرقة بين شقي الوطن والفرقة بين ابناء الوطن؛ يبقى الانقسام قائم ولم توحدهم دماء شهداء يوم الارض، ولم توحدها القدس ولا نقل سفارة العدو على ارض القدس ولم توحدهم ضمائرهم؛ فكيف لنا ان ننتصر ونحن نسير منقسمين نحو مقاومة الاحتلال؟ يتوجب ان نسير معاً بكل اطياف العمل الوطني الفلسطيني؛ فلم يبقى وقت للخصام فالقدس في خطر.
يبقى ان تقوم حماس في غزة بخطوة وطنية وجريئة بتسليم كافة الصلاحيات للشرعية وان تخرج من نزعتها الحزبية المتفردة لتكون جزءا من الكل الفلسطيني فالمرحلة الحالية من اخطر ما مرت وتمر به قضيتنا الفلسطينية والوحدة "فرض عين" على حماس وفتح وليست خيار ؛ للنظر الى الخطر القادم من نقل السفارة الى القدس ولنكون على يقين ان تم هذا فالقادم سوف يكون ضم الاراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع وعودة الاحتلال على الارض الفلسطينية، بالوحدة فقط نستطيع ان نوقف هذا المخطط .
وقد كان رد الرئيس الفلسطيني صاعقا ومجسدا حرصه على الثوابت الوطنية حين خاطب سفير "ترامب" في تل ابيب " ابن الكلب ". ووقبل ذلك خاطب قال ترامب "يخرب بيتك" بما يعني ان استفزاز الامريكان اخرج ابو مازن عن صمته فقد كفر الامريكان بكل القيم الانسانية وتجاوزوا كل ابجديات اللباقة والادب؛ فكان الرد كما يستحقونه والرد الذي يعد فرض عين على كل فلسطيني هو الوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة في وجه التحديات الامرصهيونية .