وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

صفقة القرن تحقق أحلام الصهيونية فقط

نشر بتاريخ: 13/06/2018 ( آخر تحديث: 13/06/2018 الساعة: 13:51 )
صفقة القرن تحقق أحلام الصهيونية فقط
الكاتب: السفير عبد الناصر ابو عطا
اجتهد المحللون السياسيون المتخصصون بالصراع العربي الإسرائيلي المتمثل بالقضية الفلسطينية تحديدا ، حول التسريبات التي نسمعها يوميا بل في كل لحظة بشأن "صفقة القرن" والتي لا تعبر سوى عن ( العقيدة الإسرائيلية )بشأن حسم الصراع، حيث من المقرر أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن تلك الصفقة خلال الفترة القريبة جدا والتي أعلن نفس الرئيس الامريكي ان الإعلان رسميا سيكون بعد ايام أو اسابيع قليلة جدا.
لذلك فأن خطة ترامب، المعروفة باسم "صفقة القرن" ستنهي فكرة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1976، وستتعامل وفقاً لرؤية صيونية تقود الى أن الفلسطينيين مجموعات سكانية لا إرتباط لها بالوطن و يجب البحث عن حل لهم ضمن اعتبارت هندسية على الارض يفكر بها الاحتلال والمستوطنين فقط .
و قد سبق وكشف اليكس فيشمان محلل الشؤون العسكرية في دولة الاحتلال ، في تقرير واسع نشرته الصحيفة العبرية في ( اسرائيل ) "يديعوت أحرونوت"، عن أن النسخة المعدلة والأخيرة من "صفقة القرن" تنص على سلب 10 في المائة من الضفة الغربية بما فيها من مدينة الخليل جنوبا، واعتبار أحياء في محيط القدس عاصمة الدولة الفلسطينية والتي هي مناطق ابوديس وإلرام .
ان توسيع مدينة القدس بعد أن تم نقل السفارة الامريكية والحملة المسعورة في التمدد الاستيطاني في احياء المدينة المقدسة يدل على أن ( إسرائيل ) تعيد اليوم إحياء مفاهيم القدس الكبرى خاصة في ظل الحديث الجديد عن ضم أجزاء من الخليل وجزء من بيت لحم لها، لتكون جزءًا من دوله اسرائيل ، وحالياً يتم توسيع القدس فعليا وعلى أرض الواقع ، وهذه المسألة كلها مرتبطة بالدولة الصهيونيه والفكر الصهيوني ، لأن اليمين المتطرف لا يمكنه القبول بأن تكون مدينة الخليل تحت السيادة الفلسطينية بالكامل في الوقت الي يعيش ويسكن في وسطها مجموعة من المستوطتنين اليهود ، ولن ننسى بأنه قد استحدث فيها بعد دخول السلطة منطقتين ( H1 ) و(H2
ان الصهيونية هي من تعتبر مقولة ( حدود اسرائيل من الفرات الى النيل) وأن اي تسوية سياسية قادمة او ربما يتم الحديث عنها اعلاميا ، فإنها تمس الأسس التي قامت عليها (اسرائيل ) ولذلك ستضعف الرواية الصهيونيه المبررة لاحتلال فلسطين بالكامل .
لذلك فان كل مايسمع عن صفقة القرن يدعوا الى إنهاء السلطة الفلسطينية، وإحالة الوجود الفلسطيني الى كانتونات مرتبطة أمنيا بإسرائيل وهذا ما يراد فعليا من صفقة القرن .
هذا وقد صرح بذلك بشكل مباشر رئيس حزب “البيت اليهودي” ووزير التعليم في حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، إن “يهودا والسامرة (المسمى العبري للضفة الغربية) وجميع المستوطنات فيها ستصبح قريبا جزء من دولة إسرائيل” ، هذا ما ورد في تصريحاتة في الصحف العبرية بتاريخ 2018/6/12 .
جاءت تصريحات بينيت، تعليقا على قيام شرطة الاحتلال، صباح نفس اليوم، بإخلاء 15 منزلا في مستوطنة “نتيف هافوت” المقامة على تلة تعود لمواطنين فلسطينيين في بلدة “الخضر” غربي بيت لحم .
ولو عدنا للماضي قليلا ، فان تدمير خيار الدوله الفلسطينية على حدود 1967 تم عملياً عام 2002 خلال عملية السور الواقي وإعادة احتلال الضفة بشكل مباشر وغير مباشر ، حيث تقوم قوات الاحتلال بممارسات يومية وكأن ان لا وجود لكيان فلسطيني وبكل عنجهيه وبدون التزام بأي قوانين وبدون احترام لابسط حقوق البشرية ، وفوق ذلك فان ( اسرائيل ) انهت كل شيء سياسياً بعد عدم اكتراثها لأي اتفاقيات مبرمة بين الجانب الفلسطيني والاسرائيلي .
لذلك فانه بات من المستحيل وجود أي شريك فلسطيني للدخول في صفقة كهذه والتي تزيد من الوضع سوء فوق سوء ، وأي جهات فلسطينية تحاول الدخول في نفق مايسمى بهذه الصفقة فأنها ستكون في حرب مع الشعب الفسطيني ومع القيادة الفسطينية التي حرصت على عدم القبول بأي حلول لا تعيد الحق الفلسطيني كاملا غير منتقصا ، ولن يكتب لأي حل لا يعطي الشعب الفلسطيني كامل حقوقة النجاح ، بل سيلقى الرفض المطلق من الفلسطينيين .
وفي نفس الوقت لا نتفائل كثير بما سيصدر عن الامم المتحدة وهيئتها أو مجلس الامن أو محكمة الجنابات الدولية طالما أن هناك احتلال يضرب بعرض الحائط كل شيء يتعلق بالقانون الدولي ويحميه فيتو ثابت.