وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

انطلاق أعمال مؤتمر "فلسطين إلى أين..."

نشر بتاريخ: 23/06/2018 ( آخر تحديث: 23/06/2018 الساعة: 15:57 )
انطلاق أعمال مؤتمر "فلسطين إلى أين..."
رام الله- معا- افتتح مركز السياسات ودراسات حل الصراع في الجامعة العربية الامريكية، فعاليات المؤتمر الدولي السنوي الأول بعنوان "في ظل المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية.. فلسطين الى اين؟"، يوم الجمعة، وتستمر جلسات المؤتمر لمدة 3 أيام في حرم الجامعة بمدينة رام الله، بمشاركة سياسيين وأكاديميين وخبراء مختصين محليين ودوليين في مجال السلام وحل الصراع.
وبدأت فعاليات المؤتمر، بجلسة خاصة تحدث فيها منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، ورئيس مجلس أمناء الجامعة العربية الامريكية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور محمد اشتيه.
وجاء ذلك بحضور، رئيس مجلس إدارة الجامعة الدكتور يوسف عصفور، وأعضاء مجلس الإدارة، وأعضاء مجلس الأمناء، والرئيس المؤسس للجامعة المستشار الاكاديمي لمجلس الادارة الدكتور وليد ديب، ورئيس الجامعة الدكتور علي زيدان أبو زهري ونوابه ومساعديه، وعدد من السفراء والقناصل، وعدد من أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وممثلي الأحزاب الفلسطينية، وشخصيات سياسية ومحللين واكاديميين فلسطينيين ودوليين.
واعرب ملادينوف عن اعجابه بالجامعة العربية الامريكية في جنين وبحرمها الجديد في رام الله مثمنا دورها الأكاديمي، وقال "لا تذهبوا الى أي مكان، بل ابقوا هنا على ارضكم، لتبنوا دولتكم، ولا تتخلوا عن فكرة بناء دولة ديمقراطية على مبدأ حل الدولتين، لأنها الوحيدة للوصول الى سلام شامل وعادل".
واكد ان مسؤولية المجتمع الدولي هو احياء عملية السلام، من خلال القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية بوساطة دولية، بالإضافة الى معالجة القضايا وإيجاد الترتيبات للحل النهائي، مشيرا الى ان الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي سيساهموا في ذلك، متطرقا الى بعض العراقيل الموجودة على ارض الواقع والتي تأتي ضد ما يخطط له لإحياء عملية السلام، كتحركات الحكومة الامريكية تجاه القدس ونقل سفارتها اليها، وتقليص الدعم للأونروا، وتوسيع الاستيطان من قبل الحكومة الإسرائيلية، ومقتل اكثر من 100 شخص وجرح اكثر من 1400 اخرين في غزة في غضون أيام قليلة، بالإضافة الى الوضع الإنساني السيء في القطاع ومحاولة اعادته الى شرعية السلطة الفلسطينية.
وتابع ملادينوف "فيما يتعلق بنا نحن الأمم المتحدة ندعو الى العودة الى طاولة المفاوضات على الأسس المشروعة لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، وهذه الأسس وضعت في اجتماعات الأمم المتحدة وتم مناقشة العديد منها، وبالتالي علينا ان نستأنف المفاوضات ومن خلالها سيتم اتخاذ قرارات صعبة لإنشاء دولتين فلسطينية وإسرائيلية".
وأضاف، "علينا ان لا نستمع الى بعض القيادات الفلسطينية والإسرائيلية التي تقوض أسس حل السلام والتي تقف ضد المفاوضات على أساس ان استئنافها يعني المزيد من العنف، بل نريد قيادة فلسطينية وإسرائيلية تؤمن بحل الدولتين لان الجميع رابح والربح يكون بالاعتراف بالدولتين لكلا الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي".
واكد على ضرورة اتخاذ خطوات إيجابية وتوفير مناخ مناسب لإحياء عملية السلام واستئناف المفاوضات، ويأتي ذلك من خلال تغيير الحقائق على ارض الواقع والوقوف ضد التوجهات السلبية ودعم التوجهات الإيجابية، وغير ذلك سنقع في مآسي الماضي.
وأشار ملادينوف الى ان الأمم المتحدة ستعمل بكل جهد من اجل الحفاظ على وحدة الضفة الغربية وقطاع غزة فأمامها تحديات كبيرة وستواصل عملها مع القيادة والحكومة الفلسطينية، وتقديم الخدمات الإنسانية لقطاع غزة الذي يعاني العديد من المآسي، وسيتم تنفيذ كل وعد قطع للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وختم كلمته قائلا، "ان قناعتنا هو حل الدولتين لأنها السبيل الوحيد لإنهاء النزاع، وعلينا العودة الى طاولة المفاوضات، وإيجاد البيئة المناسبة لاستئنافها، وانهاء الجو المسمم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ودعم القوى المعتدلة ضد المتطرفة، وسنواصل رحلتنا المشتركة في احياء الامل والسير قدما لبناء الدولة الفلسطينية الى جانب الدولة الإسرائيلية".
من جهته، رحب اشتيه بالحضور، شاكرا الجامعة على تنظيم هذا المؤتمر، قائلا "نحن ندرك اننا امام مرحلة خطيرة وامام فرصة في ذات الوقت، اما المرحلة الخطيرة فهي متمثلة في انسداد الأفق السياسي، وهناك عراقيل إسرائيلية لتقويض فكرة حل الدولتين بسبب المستوطنات والمشروع الامريكي الذي يحضر في هذه الاثناء وغير ذلك فنحن قادمون على صيف ساخن من الناحية السياسية".
وأضاف "وفي ذات الوقت نحن امام فرصة وهو ترتيب البيت الفلسطيني، وإعادة صياغة العلاقة مع إسرائيل، بالإضافة الى تحقيق الوحدة الفلسطينية".
وتابع "رؤساء الولايات المتحدة السابقين حاولوا جاهدين إيجاد حل نهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفشلوا، والان نحن نرى جهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وننتظر ما ستؤول اليه الأمور"، مشيرا الى ان سبب الفشل هو اللوبي اليهودي الذي لا يريد حلا.
وأوضح اشتيه ان الجميع يعلم ما هي مكونات الحل والتي تتضمن انهاء الاحتلال عن أراضي ال 67 وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وإيجاد حل ومتفق عليه لقضية اللاجئين، ولكن هناك جهود إسرائيلية لا تريد ذلك من خلال تهويد القدس والاغوار، وتعاملها مع مناطق "ج" على انها الخزان الجغرافي لتوسيع الاستيطان، بالإضافة الى حصار غزة وتجويعها وايصالها الى مستوى انساني سيء، مشيرا الى انه لا يوجد في إسرائيل شريك في المفاوضات بل يوجد ائتلاف يعمل على توسيع الاستيطان مؤكدا على عدم وجود إرادة إسرائيلية ولا إرادة دولية في إيجاد حل للقضية الفلسطينية والدليل هو ما يمارس على الأرض.
وتطرق اشتية الى التحركات الامريكية على ارض الواقع ونقل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الى صراع إيراني، ومحاولة التطبيع مع العرب، مؤكدا على ان أمريكا مخطئة بانها ستمرر صفقة القرن في ظل الضعف العربي، بل على العكس حيث ان هذا الضعف لن يمكن القادة العرب من اجبار الفلسطينيين على القبول بما يحاك لتصفية القضية الفلسطينية، مشيرا الى ان الوضع الان، أمريكا تتحدث عن حل شكلي للصراع في المنطقة وإخراج القدس واللاجئين من طاولة المفاوضات وتتحدث عن دولة من دون حدود، ونقل السفارة الامريكية الى القدس والأخطر اعتبار القدس عاصمة اليهود وبالتالي الرئيس الأمريكي قبل الرواية التوراتية حول المدينة المقدسة ولم يقبل الرواية الانجيلية، متسائلا أي بيئة سيتم توفيرها لاستئناف المفاوضات التي توقفت كليا، وفي ظل إرادة دولية لا تسعى لإيجاد حل للقضية التي لم تتحدث ابدا عن وقف الاستيطان وهدم منازل الفلسطينيين وحل الدولتين، مضيفا ان أي مفاوضات ليس لها مرجعية ونوايا واطار زمني لن يكون لها امل في النجاح.
وحول الوضع في غزة أشار اشتيه الى انها مأساوية بسبب الحصار المفروض عليها مؤكدا على ان الحالة الفلسطينية يجب معالجتها بشكل كلي وليس بشكل جزئي.
وعن المصالحة قال اشتيه "قلنا لحماس لا نبحث عن اتفاقات ووسيط جديد وما نريده هو تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وإذا حماس لا تريد منظور سلاح واحد وشرعية واحدة ودولة واحدة فلا أساس للمصالحة لأننا لا نريد التقاسم الوظيفي، وإذا لم نصل الى تقدم علينا التوجه الى الانتخابات".
وأوضح الى ان المجلس المركزي سيجتمع الشهر المقبل وسيتحدث عن قضايا عديدة منها المصالحة وشكل العلاقة مع إسرائيل، مشيرا الى ان الرئيس أبو مازن قدم مبادرة في الأمم المتحدة من 8 نقاط ونعتبرها أساسا للحل، مؤكدا على ان إسرائيل لا تريد حل الدولتين وانما تريد استمرار الامر الواقع كما هو، ونتنياهو لا يريد مشروع ترامب بل يريد استمرار الاحتلال.
وفي نهاية الجلسة الخاصة فتح باب النقاش والاجابة على الاستفسارات والاسئلة.