وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رسالة من الاسيرين ناصر عويص وماجد المصري

نشر بتاريخ: 26/07/2018 ( آخر تحديث: 29/07/2018 الساعة: 09:53 )
رسالة من الاسيرين ناصر عويص وماجد المصري
رام الله - معا- دعا الاسيران ناصر عويص وماجد المصري في رسالة من سجن نفحة الى دعم وإسناد القيادة الفلسطينية والتي تُمارس عليها كافة الضغوطات لتثنيها عن التصدي للصفقات المشبوهة.
كما طالب الاسيران للعمل الفوري والإسراع في تجسيد معالم الوحدة الوطنية على الأرض التي هي مسؤولية الكل الفلسطيني.

وهذا نص الرسالة كاملة :

بسم الله الرحمن الرحيم
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ"

نتوجه اليوم ونحن في خضم إضرابنا برسالتنا هذه إلى مكونات الكل الفلسطيني وفي مقدمتها العناوين التي تتبوأ مواقع المسؤولية في فصائل منظمة التحرير الفلسطينية مظلتنا وممثلنا الشرعي والوحيد، ولممثلي فصائل العمل الإسلامي ولكل العناوين التي تتحمل أمانة شعبنا الصامد بمختلف المجالات والمستويات حيث نستصرخ فيهم فلسطينيتهم، وفي هذه المرحلة الحرجة لحماية مسارنا النضالي من تلك المحاولات والتحديات التي تتربص به لحرفه باتجاه كل ما من شأنه أن يضرب بمصالحنا الوطنية ولنضمن الاستمرارية عبره متسلحين بمقدراتنا الوطنية والتي صنعها شعبنا وبأغلى الأثمان.
وإننا في هذا المقام إذ نؤكد أن خطوتنا هذه والتي جاءت انتصاراً لحق أبناء شعبنا من ذوي أسرانا الأحرار بالعيش الكريم، وانسجاماً لمواقف حركتنا "فتح" تجاه قضية الأسرى والتي تجلت حين أكد قائدها العام الأخ "أبو مازن" منذ يومين من خلال تصريحه عندما قال : "لو بقي قرشٌ واحد سنصرفه على عائلات الشهداء والأسرى"، وتأتي تعبيراً عن قلقنا تجاه هذه المسألة والتي تشكل جزءاً من مجموع القضايا التي تؤرقنا دوماً رغم قسوة الأسر وظروفه، وعلى رأسها وحدة الصف الفلسطيني والتي دونها لن تقوم لنا قائمة.
أيها الفلسطينيون:
إن وحدتنا الوطنية هي القاعدة الوحيدة التي ستكفل لنا تفادي الانحرافات الخطيرة التي ضربت بمسارنا ومكّنت المُحتل من امتلاك عامل الزمن لجانب الكثير من العوامل التي تقف وراء عنجهيته وممارساته التعسفية ضد شعبنا، وإن هذا الشرخ الموجِع شكّل إستثماراً للعديد من الأطراف ومكّنها من الإلتفاف حول حقوق شعبنا الوطنية والتاريخية متنصلين بذلك من مسؤولياتهم تجاه قضيتنا الفلسطينية، والتي يجتهدون لصبغها بالصبغة الإغاثية الإنسانية لينتزعوا بذلك شرعيتها وعدالتها كقضية وطنية سياسية، والأخطر من ذلك أنهم يستخدموننا كورقة رابحة لتدعم توجهاتهم بمنطقتنا العربية والتي تعصف بها مختلف الأزمات بحيث شكلت لهم المناخات المواتية لضرب المواقف والتحالفات الداعمة لشعبنا وقضيته.
وعليه فإننا نطالبكم بالوقوف أمام مسؤولياتكم من خلال دعم وإسناد القيادة الوطنية الفلسطينية والتي تُمارس عليها كافة الضغوطات لتثنيها عن التصدي للصفقات المشبوهة التي تأتي استمراراً لتلك المشاريع التصفوية البائسة والتي استهدفت ومنذ عقود إرادتنا الوطنية، هذه القيادة الوطنية الحكيمة التي تقود المعارك القانونية والدبلوماسية في المحافل الدولية ترسيخاً لوجودنا وحقنا الفلسطيني، وبالتلازم مع المعارك اليومية التي نخوضها لمواجهة ممارسات الإحتلال البشعة بدءاً من محاولات تهويد قدسنا العربية، واستصدارهم لقانون يهودية الكيان المُحتَل الذي يستهدف وجودنا العربي الفلسطيني على أرضنا، مروراً بالإجراءات الأخيرة التي تهدف تقويض قضية لاجئينا عبر تقليص دور الإطار المُلزَم دولياً بتقديم الخدمات لهم، والمساس بحقوق ذوي شهدائنا وأسرانا وجرحانا مستخدمين مختلف الذرائع لتبرير مبتغاهم في هذا الشأن، إلى حرص الإحتلال الدائم لارتكاب المجازر المتكررة والتي تستبيح حياة أبنائنا وأهلنا في غزة، وصولاً لمجموع المشاهد المتضمنة لأبشع الممارسات ضد شعبنا وحيثما حلّ.
كما أننا ندعوكم للعمل الفوري والإسراع في تجسيد معالم وحدتنا الوطنية على الأرض حيث هي مسؤولية الكل الفلسطيني دون إستثناء، فمَن يتبنى نهج المقاومة والتحرر لزاماً عليه تجنيب شعبنا الآثار الكارثية التي ضربت نسيجنا الوطني والإجتماعي، ومَن اتّخذ دور المُدافِع عن حق شعبنا في التحرر عليه أن يلتحق بالركب الوطني وأن يتجاوز التفاصيل ليفوّت على أولئك الذين يستهدفون وجودنا وحقوقنا الوطنية والتاريخية، لا أن يُتيحَ الفرص لهم للإنقضاض على شعبنا وسلبه حقه في تقرير مصيره، إن مجموع الأزمات التي نتعرض لها جميعاً وننشُد معالجتها جاءت كنتيجة طبيعية لهذا الحال المؤسف الذي أصابَ جبهتنا الفلسطينية.
مَن قال أن انعكاسات هذا الحال ستنحصر في غزة الحبيبة فقط! ومَن يعتقد بأنه في حلٍّ مما يعانيه شعبنا وبكافة فئاته في غزة! ومَن يجرؤ على التنصل من دوره تجاه عذابات أبنائنا في غزة هاشم! وبناءً عليه لا يوجد فصيل أو مكوّن فلسطيني معفيّ من تحمل مسؤولياته تجاه قضايا شعبنا ومقومات عيشه بكرامة، وإن الدماء التي لا زالت تنزف على امتداد أرضنا الفلسطينية هي دينٌ في أعناقنا جميعاً، وإلا فإن خارطتنا السياسية التي كان شعبنا ولا يزال هو المُحدد لأبعادها لن تستمر بتحمل عبء ذوي المواقف المرتجفة. إن هذه الدماء الطاهرة النازفة والتي فرضت على شعوب العالم الإنتصار لها، تُلزمنا للتداعي العاجل وعلى قاعدة الشراكة الوطنية الكاملة لتحقيق وحدة الوطن الفلسطيني، وحماية قرارنا الوطني واستقلاليته، وتبني الخيارات النضالية التي تتناسب وما يحيط قضيتنا من ظروفٍ ومناخات وتحولات في البعدين الإقليمي والعالمي، دون التخلي (رغم بعض المواقف الهشة تجاهنا) عن بعدنا العربي الأساس والداعم.
أما في الإطار الفلسطيني العام فإننا نؤكد على ضرورة حماية مشروعنا الوطني وترسيخ ركائزه عبر بناء المؤسسات الوطنية أساس دولتنا الفلسطينية المستقلة الأمر الذي يتطلب تحصينها وبمقدمتها مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية المستهدَفة أيضاً عبر مجموع التحديات التي نواجه، علينا أن نرفد كافة مؤسساتنا بالكفاءات الوطنية المؤهلة ذات المسلكيات النظيفة والتي تحميها من المرتزقة، على مؤسساتنا وعناويننا المختلفة وبكافة القطاعات إضافةً للنخب وبمختلف المجالات أن تواكب الهم الفلسطيني من خلال تبني لغة تكفل تعزيز هويتنا وثقافتنا الوطنية وانتهاج السبل والسياسات التي تضمن لنا ثبات شعبنا وصموده والذي هو عمادنا الأساس في معاركنا مع هذا المُحتَل، وبهذا السياق إذ نؤكد على كافة العاملين في الحقل الإعلامي أفراداً ومؤسسات أن يتحملوا الأمانة والمسؤولية تجاه شعبنا حيث الإعلام أهم الأدوات التي تُسهم في صياغة توجهات الجماهير وحمايتها.
أما رسالتنا كأبناء لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، طليعة الشعب العربي الفلسطيني البطل فنوجهها للأخوة الذين ورثوا الأمانة مكان القادة "أبو جهاد" و"أبو إياد" و"أبو السعيد" و"أبو الهول" وباقي قادتنا المؤسسين والمناضلين وندعوهم لإعادة الإعتبار لرائدة النضال الوطني الفلسطيني وحاملة أمانة شعبنا وهمومه عبر استنفار وتمكين كافة الكوادر والكفاءات الأصيلة، فالمعارك الحقيقية تتطلب الفرسان الحق، مستحضرين هنا قوله تعالى: " فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ"، وبمستوى معاركنا يجب أن يرتقِ أداؤنا فلا يُعقل أن تواجه "فتح" عظيم التحديات دون أن تستند للجماهير التي لأجلها انطلقت ثورتنا "ثورة المستحيل"، والتي لأجلها خضنا ولا نزال معارك حماية قرارنا الوطني الفلسطيني المستقل، لهذا علينا في "فتح" أن نعمل سريعاً على تطوير سياساتنا وأدواتنا ونحن بصدد الانتصار لقضايا شعبنا والذود عن حقوقه الوطنية والتاريخية الغير قابلة للتصرف.
ختاماً:
إن إضرابنا هذا هو استصراخٌ لضمائركم جميعاً فإما أن نمتلك معاً وسويةً الإرادة التي تكفل لنا تجاوز هذه المرحلة الدقيقة، وإلا فإن ما ينتظرنا من إحلالٍ لإرادتنا الوطنية عبر المشاريع البديلة المشبوهة والأدوات المأجورة سيُجهز على ما راكمه شعبنا من تراثٍ وتاريخ وتضحيات، فلنتقِ شعبنا في كرامته وحقوقه وآماله.
رحم الله شهداءنا الأبرار، رحم الله رمزنا "ياسر عرفات"
الحرية لكافة أسيراتنا وأسرانا الأبطال
الشفاء العاجل لجرحانا البواسل
الكرامة والحرية لشعبنا البطل في فلسطين ومخيمات اللجوء والشتات
وإنها لثورة حتى النصر .. حتى النصر .. حتى النصر
إخوانكم الأسيرين ( ناصر عويص وماجد المصري )
سجن نفحة في 26/7/2018