|
أي حكومة نُريد..
نشر بتاريخ: 04/02/2019 ( آخر تحديث: 04/02/2019 الساعة: 20:57 )
الكاتب: ربحي دولـــة
رئيس بلدية بيتونيا
منذ تأسيس السلطة الفلسطينية بُعيد اتفاق أوسلو جرى تشكيل ُ أول حكومة فلسطينية بمرسوم من الرئيس ياسر عرفات الذي ترأس العديد من الحكومات والتي كان مهمتها بالإضافة الى إدارة شؤون البلاد العمل على بناء مؤسسات الدولة المستقلة التي ستُقام فعلياً بعد خمس سنوات من توقيع اتفاقية السلام. وبعد أن تم استحداث منصب رئيس الوزراء، وتعاقب الحكومات في ظل انسداد الأفق السياسي وارتفاع نسب البطالة وتغول الاحتلال في الارض الفلسطينية وارتفاع نسبة الدين والعجز بفعل السياسات المالية التي لم تكن بمجملها سليمة لانقاذ البلاد التي تعتاش فعلياً على المُساعدات الخارجية مدنياً وعسكرياً، إضافة الى دخول حركة حماس المجال السياسي والفوز بتشكيل حكومة لم تلقَ القبول الدولي بدأت من هنا المشاكل الداخلية منها المفتعلة داخليا أو بفعل العقوبات التي فرضت على الحكومة في حين حاول السيد الرئيس تجميل صورة "حماس" أمام العالم خاصة انها جاءت للحكم من خلال صناديق الاقتراع ضمن عملية ديمقراطية شهد العالم بنزاهتها، إذ تجاهلت حماس وقتها نداءات الرئيس بتغيير سياستها كونها أصبحت الحزب الحاكم الا ان اصرارها على نهجها الفئوي زاد من الوضع صعوبة ولم تكتفِ بهذا التعنت بل قامت بعملية انقلاب دموية استطاعت من خلاله فرض سيطرتها على قطاع غزة ومن هنا انقسم الوطن بين غزة والضفة، وانقسم العالم بين من يدعم ويُغذي الانقسام وبين من يدعم الشرعية. كما ازدهرت تجارة الأنفاق التي تُسيطر عليها "حماس" بالكامل ليُصبح قادتها وعناصرها من أغنياء الحرب وشعبنا في غزة يُعاني من الحصار ويدفع الثمن، فيما عُقدت عدة لقاءات لتحقيق المصالحة وقعتها حماس مع قيادة حركة فتح وتم التوافق على تشكيل حكومة توافق وطني كلف برئاستها الدكتور رامي الحمد الله التي عملت بأصعب الظروف وحاولت إعادة اللُحمة بين شقي الوطن لكن "حماس" استمرت بتعنتها وتنكرها وشكلت حكومة موازيـة تولت مهمة الجباية في غزة وتقوم بصرفها على "حماس" وأنشطتها وعناصرها، فيما حازت غزة على أكثر من نصف الموازنة للسلطة وحماس وحدها المستفيد وزاد من مخزونها كونها تحكم وتحصل على دخل بلا اَي التزام، كما قامت بتشكيل جيش جديد من الموظفين من أبنائها والتي أصرت على تثبيتهم على كادر السلطة الوطنية والغريب في الأمر أن الذي تذرعت حماس بانقلابها بسببه وهو المفصول محمد دحلان وجماعته اصبح اليوم حليف قوي لها من اجل أضعاف مكانة فتح في القطاع وخاصة أن حماس بدأت بملاحقة كل قيادات وعناصر فتح في غزة وإطلاق العنان لعناصر المفصول لكي تعيث فساداً لإظهار ضعف الشرعية وتقوية الخوارج.. وبعد أن كان التواصل مع الاحتلال يُعتبر خيانةً في نظر حماس أصبحت الآن تعقد الاتفاقيات مع الاحتلال "المال مقابل الهدوء"، وأصبحت وقادتها يتلقون الأموال القطرية ضمن كشوفات تمر عبر المخابرات الاسرائيلية . وفي المحافظات الشمالية وبعد فوز ترامب ونقل السفارة الأمريكية الى القدس وبعد البدء بإعداد ما يسُمى بـ"صفقة القرن" لتصفية القضية الفلسطينية وبعد تصدي السيد الرئيس لها ومقاطعته لأمريكا بدأ الحصار الخانق والعقوبات تتوالى على قيادتنا وأنقطعت معظم المساعدات وأصبحت اكتر من ٨٠ ٪ من موازنة السلطة من الناتج القومي استمرت الحكومة بالعمل تحت كل هذه الضغوطات الى يومنا هذا حتى أصبحت الحاجة مُلحة بأن يتحمل الكل الفلسطيني مسؤليته في إدارة الحكم ... نعم نحتاج الى حكومة تشارك بها كل فصائل منظمة التحرير ومهمتها الأساسية قيادة البلد الى انتخابات رئاسية وتشريعية في ظل قيادة المنظمة الحكيمة اللمثل الشرعي والوحيد لشعبنا نحو التحرر والاستقلال والخلاص الأبدي من الاحتلال ليعيش شعبنا في ظل دولته المستقله وعاصمتها القدس الشريف . هذه هي الحكومة التي نُريد ونحتاجُ .. نحتاجُ الى حلول خلاقة لإيصالنا وقضيتنا الى بر الأمان ولا نحتاج الى من يبحثون على ايجاد أنفسهم من خلال المواقع التي يتقلدونها. |