وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هجرة الشباب ظاهرة تدق ناقوس الخطر

نشر بتاريخ: 27/04/2019 ( آخر تحديث: 27/04/2019 الساعة: 18:53 )
هجرة الشباب ظاهرة تدق ناقوس الخطر
الكاتب: إياد الدريملي
لم تعد هجرة الشباب والعقول الفلسطينية من قطاع غزة الى الخارج مجرد مشكلة بسيطة يمكن وضع المعالجات التقليدية لها فحسب بل تطورت هذه المشكلة الى ظاهرة خطيرة تنذر بالخطر الكبير على الواقع الديموغرافي لسكان قطاع غزة الذين يعانون من حصار مستمر وممنهج لأكثر من عقد من الزمن تسبب بالكثير من الإشكاليات والآثار الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية فبين فينة واخرى يفجع سكان قطاع غزة على نبأ فقدان وغرق شباب في عمر الزهور يلقون مصيرهم في المياه الدولية وممرات التهريب وقبالة شواطئ بلدان اللجوء بحثاً عن الحياة الكريمة.
وللأسف حتى هذه اللحظة لا توجد إحصائية رسمية حول إعداد الشباب والأسر التي غادرت قطاع غزة بهدف الهجرة نظرا لاستمرار هجرة الشباب، حيث أن "طوابير الشباب في انتظار ركوب البحر وركوب المجهول"وبالرجوع للعديد من الادبيات والدراسات والاستطلاعات خلال الأعوام الخمسة الماضية من الضرورة بمكان أن نستعرض ملخصات نتائج وتوصيات هذه الظاهرة بإيجاز قدر المستطاع.
إن هجرة الشباب أصبحت من المشاكل الشائعة في قطاع غزة ومحل نقاش مستمر وهي في زيادة مستمرة، وهذا ينم عن حجم الكارثة والمخاطر التي حلت بالشعب الفلسطيني، وخلصت النتائج إلى أن استمرار حالة الانقسام السياسي والجغرافي واستمرار الحصار الإسرائيلي لأكثر من عقد من الزمن وغياب الوحدة الوطنية وتضاؤل فرص انجاز المصالحة الفلسطينية و الفشل في تشكيل حكومة إجماع وطني فلسطيني والتي أدت إلى غياب مشاريع التنمية المستدامة التي تلبي حاجات الشباب الفلسطيني أثرت بالسلب على واقع الشباب، وعزز الشعور باليأس وإجبار الكثير منهم على البحث عن الهجرة إلى خارج الوطن وان هناك زيادة ملحوظة وملموسة في رغبات الشباب نحو الهجرة إلى خارج الوطن.
ويرى معظم الشباب أن دوافعهم للهجرة خارج الوطن بسبب استمرار الانقسام السياسي والجغرافي الذي أدى إلى الكثير من المشكلات والاثار المدمرة وتخوفاتهم من المستقبل المجهول في ظل غياب الاستراتيجيات الوطنية الجامعة والموحدة في وجه المخاطر المحدقة وفقدان الأمل بتحقيقها ، و كذلك اتساع مشكلة انتشار البطالة، وعدم توفر البنية المادية والاجتماعية والخدماتية الأساسية من أكثر العوامل التي تحفز الشباب على الهجرة إلى خارج الوطن.
كما ان انعدام الأمن الإنساني بشكلٍ شامل، وانعدام الأمن على الحياة في ظل ظُروف قاهرة أيضًا يَشهد فيها قمع للحريات وتَدهور مُضطرد للخدمات الأساسية.
ناهيك على اشتداد الحصار الاسرائيلي وغياب أدنى مقومات الحياة بفعل ذلك، حيث أفاد الاحصاء الفلسطيني بأنَّ أكثر من ثلث الشباب في القطاع يرغبون في الهجرة بحثا عن فرص عمل وحياة آمنة
ويعتبر استمرار هجرة الشباب سيكون لها آثار سلبية على التركيبة السكانية للمجتمع والتي قد تتسبب في زيادة نسبة العنوسة خاصة بين فئة الإناث
اضافة الى أن ظاهرة هجرة الشباب إلى خارج الوطن هي ظاهرة تتفق مع أهداف الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى بكل الوسائل إلى تهجير وتفريغ الأرض الفلسطينية من أهلها اضافة الى انها تؤدى الى اعاقة عملية البناء والتحرر الوطني من الاحتلال
وأن لجوء الشباب للهجرة لخارج الوطن ليس ضعفاً للانتماء الوطني والعقائدي للشباب، ولكن ما يرغب الشباب بالهجرة هي أسباب وتحديات قاهرة من أهمها وحسب تصنيف أولويات الشباب اسباب اقتصادية بالدرجة الاولى وسياسية واجتماعية بالدرجة الثانية وثقافية بالدرجة الاخيرة.
ويتفق جزء كبير من الشباب أن الاحتلال الاسرائيلي يلعب دوراً بارزاً في تشجيع الشباب للهجرة إلى خارج الوطن من خلال احكام الحصار الشامل والتهديد المستمر بشن حروب مستمرة و شاملة على قطاع غزة,ويرى غالبية الشباب أن الجهات المشجعة للهجرة إلى خارج الوطن هي جهات مشبوهة متعاونة مع الاحتلال الاسرائيلي في ظل عدم اهتمام من قبل السلطة الفلسطينية وحكومة الأمر الواقع في غزة فهجرة الشباب وازدياد أعداد الغرقى والمفقودين منهم باتت ظاهرة ترتفع بوتيرة ملحوظة خلال الأشهر الاخيرة الماضية التي شهدت تدهورا غير مسبوق في كافة مناحي الحياة في ظل انعدام الأفق السياسي والاقتصادي فقطاع غزة أصبح الآن بيئة طاردة لسكانه وهى عملية مستمرة وفي تزايد.
وتقدم معظم الاستطلاعات والدراسات نتائج هامة للحدمن ظاهرة هجرة الشباب بضرورة ان تتداعى قيادات الشعب الفلسطيني وجميع فصائله وقوى المجتمع المدني ومؤسسات واطر العمل الاجتماعي والوطني بشقي الوطن إلى تبني خطة وطنية شاملة وموحدة للشباب تعتمد على مبدأ دعم المشاريع الشبابية التي تعمل على خلق فرص عمل وتنشيط الاقتصاد الفلسطيني للحد من البطالة، التي تعتبر من عوامل زيادة رغبات الشباب نحو الهجرة، بالإضافة إلى ضرورة إشراك الشباب في العملية السياسية وصنع القرار وإتاحة لهم حرية الرأي والتعبير خاصة في القضايا التي تخصهم يكون ارتكازاتها معالجة اثار الانقسام والحزبية والتفرد والاستئثار بالسلطة وتفعيل اطر ومكونات ومفاصل الحياة العامة في مقدمتها إنهاء الانقسام، وتحقيق الوحدة الوطنية واجراء الانتخابات العامة بكافة مناحي الحياة ودفع بعجلة الديمقراطية والممارسة والمشاركة السياسية واشراك الشباب في صناعة واتخاذ القرار وتأمين مطالب الشباب لدعم صمودهم أمام التحديات الخطيرة، التي تواجه القضية الفلسطينية والاهتمام بالتعليم الاساسي والاكاديمي والبحث العلمي والاهتمام بالمبدعين والموهبين والتدريب المهني وبرامج التكنولوجية المختلفة وتحديث المناهج التعليمية وضرورة إنهاء الانقسام الداخليوتحقيق الوحدة الوطنية، تلتها في المرتبة الثانية ضرورة توفير فرص عمل لجميع فئات الشباب خاصة الخريجين، تلتها في المرتبة الثالثة توفير حاجات الشباب المختلفة، وقد جاءت في المرتبة الرابعة ضرورة العمل على توعية الشباب من خطورة الهجرة على المجتمع الفلسطيني وغرس الانتماء الوطني، والولاء للوطن، وقد جاءت في المرتبة الخامسة والأخيرة هو محاربة آفة هجرة الشباب إلى الخارج بطرق علمية مدروسة.