وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هل السكوت علامة الرضا؟؟

نشر بتاريخ: 13/05/2019 ( آخر تحديث: 13/05/2019 الساعة: 12:01 )
هل السكوت علامة الرضا؟؟
الكاتب: رامي مهداوي
بدأت الأحاديث والتسريبات حول ما يسمى "صفقة القرن" تزداد بشكل ملحوظ؛ وكأنها مدروسة من قبل المطبخ الذي يقوده مستشار الرئيس الاميركيّ جاريد كوشنير، ونحن على الصعيدين العربي كان أو الفلسطيني اكتفينا بالمتابعة، والنفي والإستنكار والشجب دون أي فعل مدروس أو التحضير لخطة ما في مواجهة الصفقة؟!
ومع العديد من التصريحات الفضفاضة التي يطلقها بعض السياسيين والمُحللين أجد المشكلة الأساس بأننا في حالة تيه ووهم وكأننا أيقنا بأن الصفقة هي تصفية للقضية الفلسطينية وليس انهاء الإحتلال، ليجعل طريقة تعاطينا مع الصفقة خجولة كأننا نقول لهم: السكوت علامة الرضا!!
وحتى لا أجلد ذاتنا مع الأخذ بعين الإعتبار بأننا نستحق الجلد بسبب الحالة التي وصلنا لها، إلاّ أنني لا أعرف ما هو المبرر بعدم قيامنا بالوظائف الداخلية التي يجب علينا القيام بها من أجل تعزيز الموقف الفلسطيني أمام عاصفة القرن؟!
قد يسأل سائل: ماذا بالإمكان أن نفعل فما باليد حيلة؟ وقد يوعظنا جبان قائلاً: الموجة أكبر منا لذلك علينا أن نخفض رؤوسنا!! وقد يطل علينا "مثقف" عربي ترعرع على أحد آبار البترول بمقال يقول فيه" على الفلسطينيين القبول فأكثر من هذه الصفقة لن يحصلوا على شيئ""، والأخطر من هذا كله لا يوجد قائد فلسطيني أو/و عربي يقول لنا أين قضيتنا الفلسطينية ستذهب في ظل هذه التغيرات المُتسارعة التي أيضاً قد تقود الى متغير سياسي في المنطقة لأن هذه الصفقة لن فقط تكون نتائجها فقط على الفلسطينيين وحدهم على الرغم من أننا المستهدفين.
الإحتلال الإسرائيلي تمكن من تحويل مبادرة السلام العربية الى اتفاقات سرية منحته ليس فقط السيادة العسكرية والاقتصادية وإنما حولته من عدو لدود إلى صديق الأمن والأمان للبعض؛ ونجح في تحويل صورة العدو من اسرائيل لإيران.
البعض يراهن بأن الصفقة سيتم تأجيلها لاتخاذ القرار ضمن ظروف ومعطیات مختلفة لكنه لیس من الواضح متى ستتبلور بشكل نهائي. وعلى الأرجح أن یساھم التأجیل في مفاقمة بعض التحديات أمام الإدارة الأمريكية، وعلى رأسھا بأن الولايات المتحدة الأمريكية الآن أصبحت تعتبر ذاتها فوق جميع الشرائع والقوانين والهيئات الدولية وما یتبع ذلك من اجراءات ستنعكس حتما على منظومة الأمن والسلم الدولي.
والتأجیل على علاته یمنح بعض الوقت للبدء ببعض الإجراءات الضروریة، إذا أرادت القيادة الفلسطينية والعربية أن تنتقل من حالة السكوت بأسرع وقت الى الفعل المُمُنهج وهذا غير متوقع، وحتى تكون الأمور واضحة اذا ما تم التأجيل يجب أن لا يتم تسويقه بأنه إنتصار فغول الإستعمار يفرض ما يريده من خلال سياسة فرض الأمر الواقع الذي يشرعنه ترامب بقلمه.
الخروج من أزمة صفقة القرن یحتاج إلى عمل وليس الى السكوت، وما تراكم على مدى عقود لا یمكن حله الاّ بخطط عملية دبلوماسية وتعزيز الجبهة الداخلية. المطلوب ھو الفعل المدروس لكسب ثقة الناس اذا ما أرادت أن تقوم به القيادة.
الصفقة بحد ذاتها مؤلمة اعتماداً على تصريحات الإدارة الأمريكية التي لن تتنازل عن دعم حليفتها، السؤال الأساسي هو الشعب إذا ما أراد أن يقول كلمته لتغيير كافة الموازين وخصوصاً بأن هناك من يراهن بأن الشعب سيقبل بالصفقة لأنه تعب من قيادته التي يعتقد بأنها لن تقوده الى الحرية وتقرير المصير. وبالنتیجة الجمیع سیخسر جراء هذا السكوت.

للتواصل:
[email protected]
فيسبوك RamiMehdawiPage