وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فض الاعتصام في الخرطوم: ارتفاع الحصيلة إلى 108 قتلى

نشر بتاريخ: 06/06/2019 ( آخر تحديث: 06/06/2019 الساعة: 17:27 )
فض الاعتصام في الخرطوم: ارتفاع الحصيلة إلى 108 قتلى
بيت لحم-معا-ابدى رئيس المجلس العسكري الانتقالي الحاكم الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان انفتاحه على مفاوضات "لا قيد فيها" حول مستقبل البلاد، فيما سُمعت أصوات عيارات نارية في أنحاء العاصمة بعدما بلغت حصيلة فض الاعتصام 108 قتلى منذ الاثنين.

ورغم القلق الدولي المتزايد ازاء ما يصفه المتظاهرون بـ"المجزرة الدموية" فشل مجلس الأمن الدولي الثلاثاء بإدانة قتل مدنيّين وبإصدار نداء دولي ملحّ لوقف فوري للعنف في هذا البلد، وذلك بسبب اعتراض الصين مدعومةً من روسيا، بحسب ما أعلن دبلوماسيّون.

وقالت مستشفيات الخرطوم إنها تجد صعوبة في استيعاب أعداد الجرحى بعد فض الاعتصام الاثنين. وصرح طبيب يعمل في مستشفيين في المدينة أن "الوضع صعب للغاية، معظم المستشفيات استقبلت أعدادا أكبر من الجرحى من قدرتها على الاستيعاب".

أعلنت وزارة الصحة السودانية، اليوم الخميس، أن عدد قتلى عملية فض الاعتصام أمام القيادة العام للقوات المسلحة بالخرطوم الاثنين لم يتجاوز 46، بحسب ما نقلت عنها وكالة الأنباء السودانية الرسمية. وكانت لجنة أطباء السودان المركزية المشاركة في تحالف "إعلان قوى الحرية والتغيير" الذي يقود التظاهرات منذ كانون الأول/ديسمبر، أعلنت الأربعاء أن العدد بلغ 108 قتلى.

وأوردت وكالة الأنباء السودانية (سونا) "نفى الدكتور سليمان عبد الجبار، وكيل وزارة الصحة، في تعميم صحفي ما أوردته بعض وسائل الاعلام من أن عدد القتلى في الأحداث الأخيرة قد بلغ مائة شخص، مؤكدا أن العدد لم يتجاوز ال46". وأقدمت القوات السودانية، لا سيما وكالة الدعم السريع، الاثنين اعتصام آلالف من السودانيين أمام مقرّ القيادة العامة للقوات المسلحة والذي كان قائما منذ السادس من نيسان/أبريل الماضي. واتهم المحتجون المجلس العسكري باستخدام "القوة" لفض الاعتصام.

وبدأ الاعتصام للمطالبة بتنحي الرئيس السابق عمر البشير الذي أطاح به الجيش في 11 نيسان/أبريل. لكن الاحتجاج تواصل مع تولّي مجلس عسكري السلطة، للمطالبة بنقل السلطة الى المدنيين.
وكثفت قوات الأمن وجودها بعد خروج المصلين في عدد من الأحياء لأداء صلاة عيد الفطر عقب دعوة قادة المحتجين "الى الصلاة على أرواح الشهداء". وفي أم درمان الواقعة على الضفة المقابلة للخرطوم من نهر النيل، شوهدت قوات الأمن تسيّر دوريات في شاحنات ثبت عليها ما يبدو أنها مدافع مضادة للطائرات وغيرها من الأسلحة ومن بينها قاذفات صواريخ.

وأطاح المجلس العسكريّ في نيسان/أبريل بالرئيس عمر البشير بعد أشهر من الاحتجاجات. وكان المجلس وافق على فترة انتقاليّة مدّتها ثلاث سنوات لتسليم السُلطة إلى المدنيّين. لكنّ رئيس المجلس الفريق أوّل ركن عبد الفتّاح البرهان أعلن فجر الثلاثاء التخلّي عن هذه الخطّة ودعا لإجراء انتخابات بإشراف إقليمي ودولي.

وبعد فشل مجلس الأمن في الاتّفاق، قالت ثماني دول أوروبية في بيان مشترك إنها "تدين الهجمات العنيفة في السودان من جانب أجهزة الأمن السودانية ضد المدنيين". وقالت كل من بلجيكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وهولندا والسويد إن "الإعلان الأحادي" الصادر عن المجلس العسكري "بوقف المفاوضات وتشكيل حكومة والدعوة إلى إجراء انتخابات في غضون فترة زمنية قصيرة جدا، هو أمر يثير قلقا كبيرا".

وأعلنت السعودية أنها تتابع "ببالغ القلق" الوضع في السودان مؤكدة أهمية "استئناف الحوار بين القوى السودانية المختلفة". وشاركت السعودية الامارات في تقديم مساعدة طارئة بقيمة 3 مليار دولار للسودان بينها 500 مليون دولار اودعت في بنك السودان المركزي. وكان رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أوّل ركن عبد الفتاح البرهان زار القاهرة والرياض وابوظبي قبل أيام على حصول فض الاعتصام في الخرطوم.