وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاحرار يصنعون الحرية ولا يستجدونها

نشر بتاريخ: 13/06/2019 ( آخر تحديث: 13/06/2019 الساعة: 17:12 )
الاحرار يصنعون الحرية ولا يستجدونها
الكاتب: السفير حكمت عجوري
ليست المرة الاولى التي نثير فيها كما العديد موضوع عدم صحة حالة الاستمرار فيما اصبح امر واقع لما في ذلك من تداعيات سلبية لهذا الاستمرار، تداعيات ستلقي بنا نحو المجهول الذي طالما كان وما زال سر الخوف من القادم وما يحمل في خباياه حتى لو لم يكن شرا مع انني اشك في ذلك لانه لن يكون خيار الشعب الفلسطيني، وانما هو مفروض عليه وهو ما يتعارض مع ابسط حقوق هذا الشعب في حقه في تقرير مصيره الذي اقرته له كل الشرائع الدولية.
اضافة الى أن ذلك سيؤدي الى غير ما يامله الشعب في قطف ثمار عقود من النضال الفلسطيني التي استمدت استمراريتها من الطاقة التي تولدت من ارواح الشهداء الذين سقطوا ودماء الجرحى وحرية الاسرى، وهذه الثمار هي كنس الاحتلال واقامة الدولة ذات السيادة على الارض الفلسطينية من اجل أن يعيش هذا الشعب فيها بكرامة كما هي حال الشعوب الاخرى.
لا اعتقد أن أي منا بحاجه لاثبات فشل كل الاتفاقيات التي تمت بين طرفي الصراع ولا اعتقد اننا بحاجة للخوض مرة اخرى في اسباب هذا الفشل وذلك لما اصبح واضحا كالشمس من ان الطرف الاخر وهو اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال تفتقر فقرا مدقعا لاخلاق الالتزام بالمواثيق اتي التزمت بها وفي كل ما تم التوقيع عليه او ما التزمت به قياداتها اخلاقيا كما حصل في البدايات بفعل الكيمياء التي نشأت بين القيادات من الطرفين سواء تلك التي تصافحت امام العالم أو التي وقعت امام العالم.
وعلى الرغم من هذه الحقيقة الا انني اقر في نفس الوقت ومن خلال متابعة حثيثة لمجريات الامور اننا ساهمنا كفلسطينيين في هذا الفشل لسبب واحد فقط وهو اننا اصبحنا نستجدي الحرية مع اننا وعلى مدى كل العقود التي سبقت اتفاق اوسلو كنا نعمل دون كلل على صنع هذه الحرية حيث لا يستجدي الحريه كما قال الراحل العظيم مانديلا سوى العبيد.
الرفض القيادي الفلسطيني مثمن بدون شك الا أنه يبقى محصورا في دائرة السكون عندما يكون غير مقرون بالفعل خصوصا اذا كان الامر يتعلق بالحق الفسطيني واعتقد جازما أن ذلك شجع على خلق حالة من التمادي من قبل اصحاب الباطل من الزمرة الترمبية التي كان اخيرها هذا النشاز الذي انبعث من فريدمان المستوطن على هيئة سفير لهذه الزمرة لدى الكيان المحتل وذلك في تعليقه على تعهدات النتن ياهو لضم مستوطنات الضفة التي بنيت على ارض مسروقة بشهادة العالم الذي ما زال يدين هذه السرقة وما بني عليها ولا اريد هنا أن اكرر ما قاله السفير خصوصا وأنه تسبب في غثيان كل من اطلع عليه أو سمع به الا أن ما يعنينا هنا كما اسلفت هو ضرورة تحريك اسلوب الرفض من لفظي الى عملي حتى لا يستمر اهل الباطل سواء في اسرائيل أو حاضنتها الادارة الاميركية في قرع طبولهم التي وبالرغم من فراغها كطبول الا انها تحدث صدى ذو وقع ايجابي لصالح النتن ياهو الذي يقود المنطقة الى الدمار ومع ذلك فهو ما زال يعاد انتخابه وسيعاد في سبتمبر القادم بسبب لجوئنا لاضعف الايمان كوسيلة للدفاع عن حقنا وهو ما خلق فراغ على مدار اكثر من عقدين من الزمن هذا الفراغ ملاه الباطل الاميركي والاسرائيلي قولا وفعلا وقد بلغ ذروته في تجنيد العرب لصالح هذا الباطل وكان اخر معسكرات التجنيد هو ورشة المنامة التي من المفروض أن تذكرنا بما حصل في سنة 1936 عندما تدخل الحكام العرب ليتوسطوا من اجل انهاء الاضراب الذي استمر شهور هز اركان الانتداب البريطاني في حينه.
الغريب اننا وفي خضم هذه الايام وهي الحبلى بكل انواع المؤامرات ضد قضية الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني بدانا نسمع وبصوت مرتفع حديثا يدور حول انهيار السلطة مع انني اعتقد ان هذا الحديث ياتي متاخرا لكون هذا الانهيار هو نتتيجة حتمية وذلك منذ ان بدأ الانزلاق نحو هذه النتيجة ولم يتوقف لحظة بعد نهاية شهر مايو 1999 وهو الشهر الذي كان من المفروض ان يشهد قيام الدوله الفلسطينيه بحسب ما تم الاتفاق عليه بين طرفي الصراع وبشهادة كل العالم الذي تسمر في الثالث عشر من سبتمبر سنة 1993 امام شاشات التلفزيون يشاهد مصافحات وتواقيع بين زعماء الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي في حديقة البيت الابيض الذي هوايضا (البيت الابيض) لم يحفظ العهد حاله كحال الطرف الصهيوني بالرغم من ان الرساله التي خرجت للعالم في حينه تفيد بانها لحظه نهاية الحروب في منطقه احبها الله وجعل منها محطه سلام انزل فيها انيياءه ولكن اعداء الله من امثال ترمب والنتن ياهو وفي تحد لما اراده الله جعلو من هذه الارض مقبره للسلام وارض للموت في محاوله يائسه منهم لقتل الحلم الفلسطيني.