![]() |
دون مجاملة --في اجواء الانتخابات يكتبها محمد صبيحات
نشر بتاريخ: 15/03/2008 ( آخر تحديث: 15/03/2008 الساعة: 14:04 )
بيت لحم - معا - بعد ستين يوما، سيجري انتخاب مجلس ادارة جديد لاتحاد كرة القدم يتمنى الجميع ان يكون قويا، متماسكا، قادرا على تحقيق اهداف وطموحات كل الغيورين على مصلحة اللعبة، خصوصا، والحركة الرياضية على وجه العموم.
ستون يوما أمام كل المهتمين والمعنيين، للعمل بشكل جاد، من اجل تحقيق هذا الهدف، وهذا يحتاج الى جهد جماعي، لا فردي، لأن وضعنا اصبح لا يحتمل أي انتكاسة جديدة، قد تلقي باللعبة الى الهاوية لسنوات طويلة قادمة. وأظن بأن السنوات الاخيرة الماضية، قد اسقطت ورقة التوت عن الجميع، لذلك فإن المنطق يقول، ان عمومية الاتحاد اصبحت مدركة وواعية لحقيقة الامور. ولكن التجربة علمتنا ان لا نتائج مضمونة او منطقية في الانتخابات، وخاصة انتخابات اتحاد الكرة لأن سياسة التجييش وحملات التشويه، والفزعات والمناطقية وتغليب العاطفة والمجاملات على العقل والمنطق قد تؤثرا كثيرا على النتائج النهائية، بصورة سلبية، لن تكون نتائجها محمودة. صحيح ان آلية الانتخابات الماضية، المناطقية، شكلت تربة خصبة لانتشار كل الآفات التي تحدثنا عنها، ولكن تغيير الآلية وحدة لن يكون كافيا لانتخاب مجلس اتحاد بمواصفات جيدة قادر على حمل الامانة، كما يتمنى الجميع، وانما نحتاج الى وضع المصلحة العامة صوب اعيننا، بدلا من الانانية. وأعتقد جازما بان تدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم >الفيفا< جاء لمصلحة اللعبة، خاصة عندما الزمنا باقرار نظام اساسي ينسجم مع لوائحه وأنظمته ومن اهم هذه الايجابيات، هو اصرار الفيفا على انتخاب رئيس مجلس الاتحاد ونائبه، بشكل مباشر من العمومية، وهذا يعني ان الآلية السابقة تم نسفها بالكامل، خاصة وانها تشهد معارضة قوية جدا، خاصة من أندية المحافظات الكبرى، في المحافظات الشمالية. وأظن ان تثبيت هذا البند، واقراره في اطار النظام الأساسي يصب في المصلحة العامة لأن الفائز في هذا المنصب سيكون قويا، لأنه سيتسلح بثقة غالبية اعضاء العمومية لذلك لا بد ان يحصل الرئيس على نسبة تتجاوز الـ 05% من مجموع اعضاء العمومية، بمعنى انه اذا ما ترشح اكثر من متنافسين اثنين على منصب الرئيس، ولم يحصل أي من المتنافسين على اكثر من 05% فلا بد من أن تجري انتخابات معادة لمنصب الرئيس، بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى الاصوات، كي يحصل الفائز على دعم غالبية العمومية، ما سيفرده قوة، وما سيعزز من قدرته على قيادة الاتحاد كي يكون قادرا على اتخاذ قرارات مصيرية ومهمة خاصة وان امام مجلس الاتحاد المقبل قضايا في غاية الاهمية، مثل تقليص عدد الفرق في الدرجات العليا، واجراء بطولات رسمية، في مقدمتها بطولات الدوري. من هنا يأتي التركيز على آلية انتخاب رئيس الاتحاد، الذي سيتسلح بدعم ناخبيه وبمؤازرة اعضاء مجلس الاتحاد. صحيح ان مثل هذه الآلية قد لا ترضي البعض، لأن الترشح لمنصب الرئيس مهمة ليست سهلة، لأن من لن يحالفه الحظ لن يكون عضوا في مجلس الاتحاد، ولكن هذه الطريقة هي الانجع والافضل لانتخاب الرئيس، من وجهة نظري المتوضعة. واعتقد ان هناك شخصيات قوية، وان كان عددها محدودا، قادرة على خوض المعركة وهي مؤهلة لقيادة الاتحاد وتحقيق الاهداف المرجوة. فهناك بعض الشخصيات التي تتمتع بالمواصفات القيادية، ولها علاقاتها المحلية والخارجية، ولديها القدرة على جلب الدعم المادي لصندوق الاتحاد وان لم تكن خاضت معترك الانتخابات في المرات السابقة، ولكنني لن اتطرق لأسمائها إلا بعد اقرار النظام الاساسي للاتحاد. ورغم ان العديد من اعضاء المجلس الحالي ينوون خوض غمار الانتخابات من جديد، رغم كل ما جرى وهذا بالطبع من حقهم، الا انني ارى اننا مقبلون على تغيير دراماتيكي في الانتخابات المقبلة، قد يكون بمثابة المفاجأة الكبرى. وما لحظناه خاصة خلال السنة الاخيرة، ان هناك العديد من المتحمسين الذين بدأوا الاستعداد للانتخابات، وشمروا عن سواعدهم، وبدأوا ينشطون في لجان الاتحاد المختلفة، وهذا قد يساعدهم ولكن ليس بصورة كافية لانهم حسبوا انفسهم، او هكذا اعتبرهم الآخرين، على طرف ضد طرف آخر، وهذا وضع منطقي. فأظن ان كل الذين دفعوا بانفسهم الى الواجهة، سواء كانوا من مجلس الاتحاد او لجان ستكون مهمتهم صعبة وشاقة، ان لم تكن مستحيلة، عدا عن القليل القليل، م ن اولئك الذين يحافظوا على توازن في العلاقات واظن ان هؤلاء لا يرغبون بخوض معترك الانتخابات. ورغم ان ما نقوله قريب جدا من المنطق، ان لم يكن منطقيا الا ان الابواب ستبقى مشرعة امام أي تحالفات مفاجئة، بعد ان بدأت بعض الاتصالات السرية بين بعض الاطراف، لكنها لم تصل الى نتائج حتى اللحظة على الاقل. على أي حال فإننا قد دخلنا اجواء الانتخابات التي ستزيد سخونتها بعد اقرار النظام الاساسي مباشرة. [email protected] |