وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اللاجئون الفلسطينيون.. العملاق النائم

نشر بتاريخ: 30/06/2019 ( آخر تحديث: 30/06/2019 الساعة: 11:27 )
اللاجئون الفلسطينيون.. العملاق النائم
الكاتب: عماد عفانه
لا شك أن هناك الكثير من الأدلة على الترابط الوثيق بين ورشة البحرين الذي استهدفت تصفية القضية الفلسطينية عبر جيوب الخليجيين، مستغلة الحاجة الاقتصادية للفلسطينيين المحاصرين ماليا وسياسيا، مقابل إطلاق يد التوسع الاستيطاني، لالتهام ما تبقى من الضفة المحتلة، بما يقضى كليا على كل احتمال لإقامة دولة فلسطينية ضمن ما يسمى بأكذوبة حل الدولتين.

وبين جهود "بن ميناشي" لتلميع صورة الأنظمة العسكرية الانقلابية في كل من ليبيا والسودان، في إطار إدارة "اسرائيل" للعبة الدموية لإعادة تشكيل وتركيب الأنظمة في المنطقة بما يتماشى مع المصالح الصهيونية في الشرق الأوسط.

وبين اللقاء الذي انعقد في القدس بين مستشاري الأمن القومي لأميركا وروسيا وإسرائيل، الذي استهدف إعادة تركيب الأنظمة في المنطقة المحيطة "بإسرائيل" سوريا والعراق بما يخدم "اسرائيل" تمام كما حاولت فعله ورشة البحرين.

اهداء ترامب مرتفعات الجولان "لإسرائيل" كانت المقدمة فقط لضمان وجود نظام صديق ان لم يكن موالي "لإسرائيل" في دمشق تحت الوصاية الروسية لقطع الطريق على إيران.

لكن ربما نسي صانع السياسة في واشنطن وتل أبيب الذي يمسك بمبضع الجراح لإعادة تقسيم المنطقة بما يخدم مصالح "إسرائيل" ربما نسي أن فلسطين والقدس تعتبر درة تج أمة ضحّت بمئات آلافٍ من أبنائها من أجل حريتها.

ويعتقد المايسترو الصهيوأمريكي أنه حان الأوان لقطف ثمن الموت المنتشر في جنبات الأرض العربية في العراق وسوريا وليبيا والسودان واليمن وغيرها من ساحات الفوضى الأمريكية الخلاقة، عبر تفاهم أميركي روسي "إسرائيلي"، لرسم معالم الصورة النهائية لشكل فلسطين ما بعد تفكيك الوضع العربي في ضوء المصالح الصهيونية.

حيث تتكفل روسيا بوضع الرتوش الأخيرة على الصورة السورية ما بعد الدمار، بمساعد واشنطن وتل ابيب، بينما تتولى أمريكا تحديد معالم صورة العراق والخليج وإيران، بمساعدة موسكو وتل أبيب.

فيما تطلق يد "اسرائيل" لتصفية ما تبقى من الكيان السياسي للفلسطينيين عبر تخييرهم بين التجويع أو التسليم.

ويبدو أن "اسرائيل" نجحت وبمساعدة موسكو وواشنطن وبعض العملاء العرب بالعمل من خارج القانون الدولي، لتحديد وتوزيع الحصص من تفكيك المنطقة العربية، بعدما نجحت في تغيير تصنيفها من موقع العدو الى موقع الحليف بعدما أقنعت الأعراب بأن العدو هي إيران وليس "اسرائيل".

كما يبدو أنها نجحت في خلق منصات دولية من خارج الأمم المتحدة وجمعيتها العامة -التي طالما خسرت فيها "اسرائيل" أمام الحق الفلسطيني الأبلج-، لتقرير مصير العباد والبلاد العربية.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا: أين موقع ملايين اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في بقاع الأرض من هذه المؤامرة الكونية التي تستهدف أرضهم وحقهم ومستقبل أجيالهم.

فإذا كانت المؤامرة على تصفية وبيع القضية الفلسطينية كونية ودولية، ألا يجب أن يكون التصدي لها دوليا وكونيا أيضا، حيث الانتشار الكوني للاجئين الفلسطينيين في بقاع الأرض.!.

فعلى سبيل المثال أين صوت أكثر من أربع ملايين فلسطيني في الساحة الأردنية المستهدفة بالرشوة الصهيونية الأمريكية لتوطينهم والتنازل عن الوصاية الأردنية على المقدسات لصالح الوصاية السعودية مقابل حفنة من المليارات.!.

وأين صوت نحو نصف مليون لاجئ مغيب مقموع ومحاصر في لبنان، ليس لديهم ما يخسروه في لبنان الممنوعون من التملك فيه والتعلم أو حتى العمل.!.

وأين دور أكثر من ستة ملايين لاجئ موزعين على قارات العالم الخمس وبينهم الألاف من رجال الأعمال وأصحاب الملايين والاستثمارات، كما بينهم مئات الآلاف من القيادات والكوادر والكفاءات في شتى المجالات والتخصصات.!.

اللاجئون الفلسطينيون عملاق نائم رأسه في الأردن ويداه في لبنان وساقاه في سوريا وجسده في القارات الخمس.

اللاجئون الفلسطينيون عملاق نائم لا ينقصه المال ولا الكفاءة ولا العلم أو الخبرة.

اللاجئون الفلسطينيون عملاق نائم لا ينقصه سوى قيادة تتقن فن تنظيمه وتوجيهه وتوظيف طاقاته الهائلة ليس لإفشال كل الخطط والمؤامرات التي تستهدف تصفيته أو تذويبه فحسب، بل ليأخذ دوره الحاسم في معركة التحرير والعودة.