وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كتاب نرويجي جديد يتحدث عن دور النرويج في القضية الفلسطينية و الصراع العربي الإسرائيلي

نشر بتاريخ: 19/10/2005 ( آخر تحديث: 19/10/2005 الساعة: 12:56 )
غزة-معا- كشف كتاب جديد صدر في النرويج مؤخرا جوانب خفية وجديدة للدبلوماسية النرويجية في الشرق الأوسط في الثمانينات.

ويعتبر الكتاب واحدا من احدث الكتب الصادرة في النرويج عن القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي.

ونقلاً عن موقع "الصفصاف" الإلكتروني فقد استعرض الصحافي النرويجي المخضرم و الخبير في شؤون الشرق الأوسط وكبير مراسلي المحطة التلفزيونية الرسمية النرويجية "أنيركو- NRK" في فلسطين وجوارها السيد " أوود كارشتين تفايتOdd K Tveit" " الدور النرويجي في المنطقة موضحا أن حكوماتها و أفرادها كان لهم دور في القضية وضلوعا في الصراع بأشكال مختلفة ومتفاوتة و ذلك في كتابه" في الحرب والدبلوماسية" -Krig og diplomati ".

وعرض تفايت في كتابه الجديد الكثير من المعلومات الهامة والجديدة عن دور النرويج في النزاع العربي الصهيوني في الفترة ما بين 1978 و1996مستعرضا صورة مفصلة عن الغزو والاحتلال الإسرائيلي للبنان، ومن الجدير ذكره أنه كان واحدا من الصحافيين الأوروبيين القلائل الذين غطوا تلك الأحداث من خلال عمله كمراسل للتلفزيون والإذاعة في النرويج كما كان له العديد من الاصدارات التي تحدثت عن الصراع في الشرق الأوسط .

وكشف الكتاب عن عميلة نرويجية للموساد اتهمها المؤلف بالمشاركة في تزويد الموساد بمعلومات عن القائد الفلسطيني الكبير خليل الوزير أبو جهاد الذي اغتيل على أيدي الموساد الإسرائيلي في تونس ربيع عام 1988م.

وتبين أن المتهمة بكونها عميلة الموساد المفترضة و المذكورة في الكتاب هي الناشطة النرويجية السابقة ضمن لجنة فلسطين أو لجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني "كارين لينستاد - Karin Linstad" زوجة الدكتور" تروند علي لينستاد - Trond Ali Linstad" الرئيس السابق للجنة فلسطين في النرويج، والذي خدم طبيبا في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وكان شيوعيا ماوياً ثم اسلم متأثرا بثورة الإمام الخميني في إيران.

وأصبح علي لينستاد بعد ذلك ومازال احد أهم قادة العمل الإسلامي في النرويج، حيث أسس مدرسة لتعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية،ولديه برنامج تلفزيوني أسبوعي مدته نصف ساعة في التلفزيون النرويجي يتحدث عن الإسلام والقضايا المصرية مثل قضية فلسطين.

ووضع لينستاد البرنامج التلفزيوني المذكور تحت تصرف المؤسسات الفلسطينية في النرويج منذ سنة الانتفاضة الأولى وذلك من اجل أن يكون البث عن القضية الفلسطينية والانتفاضة وعن فلسطين. وقد عاد قبل عدة اشهر وقدم نفس العرض للمنظمة النرويجية الموحدة من اجل فلسطين كي تقوم بتقديم مواد إعلامية تخدم القضية الفلسطينية بالذات.

اعترف الدكتور علي لوسائل الإعلام المحلية أن زوجته كانت قبل نحو ثلاثين عاما سألته عن رأيه في حال قيامها بالعمل كعميلة في الموساد كي تتمكن من الحصول على معلومات تفيد الفلسطينيين فأجابها بأنه لا مانع لديه مؤكدا ذلك مؤخرا في حديثه لوسائل الإعلام.

كما أكد لينستاد أن اعتراف زوجته بأنها كانت عميلة للموساد يجب ألا يساء فهمه من العرب والمسلمين، فقد خدعت الموساد وعملت لحساب الفلسطينيين والدليل على ذلك أن الموساد هو الذي يحاول فضحها اليوم انتقاما منها لأنه كان وراء المعلومات التي تضمنها الكتاب ولازال يردد ويؤكد أن زوجته مناصرة ومؤيدة للشعب الفلسطيني وأنها قدمت خدمات للقضية الفلسطينية.

لكن مؤلف الكتاب يدعي ان كارين لينستاد كانت عميلة للموساد ولجهات أخرى لم يحددها الكتاب بشكل صريح وواضح.

فما نشر في الكتاب يوضح أنها كانت عميلة للموساد وبانها سافرت إلى ( إسرائيل) بجواز إسرائيلي وتدربت هناك منذ عام 1981م، ثم عادت إلى أوسلو وسافرت من هناك إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مع فريق نرويجي متطوع لمساعدة الفلسطينيين، وانها قد زودت الموساد بمواقع القيادات الفلسطينية وتحركاتها، وكانت مكلفة بمراقبة تحركات أبي جهاد بصورة خاصة.

وقد اعترفت كارين بعمالتها لجهاز الموساد لكن ما زاد الطين بلة كما يقول المثل الشعبي تصريحات أدلى بها الدبلوماسي النرويجي الكبير هانس ويلهام لونغفا الذي عمل في لبنان والذي كان قد لعب دورا هاما في منع تنفيذ عملية اغتيال سيلفيا رافائيل وزوجها من خلال إبلاغ الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بمعرفة السلطات النرويجية بنوايا المنظمة.

وتقول الرواية ان كارين لينستاد ذهبت سنة 1981 إلى السفارة الإسرائيلية في اوسلو وعرضت عليهم خدماتها لكنهم شكوا بأمرها،لكن بعد أن قدمت لهم معلومات هامة وذات قيمة عن القيادات الفلسطينية، وبعد ان قدمت معلومات مهمة عن تحركات أبو جهاد الوزير، ومن ثم بعد السؤال عنها عند المخابرات النرويجية التي ردت بشكل ايجابي أي قامت بتزكيتها، تم قبولها في صفوف الموساد.

وبحسب الرواية أيضا فان علاقة كارين كانت جيدة بابي جهاد الوزير وزوجته،رغم أن أبا جهاد لم يرها أبدا في منزله مع انه كان من السهل على أي نرويجي يبدي تعاطفه مع الفلسطينيين ان يدخل منازل القادة الفلسطينيين في لبنان وللعلم فان السيدة انتصار الوزير كانت قد زارت النرويج سنة 1981 بدعوة من لجنة فلسطين في النرويج وقد حلت ضيفة على عائلة علي وكارين لينستاد في اوسلو, هذا وكانت كارين لينستاد متواجدة في لبنان خلال الغزو الإسرائيلي (عملية سلامة الجليل) سنة 1982.

وقد ادعت كارين أن الموساد يريد الانتقام منها عبر تسريب المعلومات وقالت إنه يريد إيذاءها، وشككت في المعلومات التي يتضمنها الكتاب واعتبرتها افتعالا ومبالغات.

ويقال أن كارين لينستاد كانت قد قطعت علاقاتها مع الأصدقاء القدامى واختفت من الوسط الفلسطيني وتوقف نشاطها الداعم للقضية الفلسطينية منذ اغتيال أبو جهاد الوزير سنة 1988،ثم ما لبثت أن قامت بقطع علاقاتها مع لجنة فلسطين نهائيا سنة 1989.هذا بحسب ما جاء في بعض وسائل الإعلام.