![]() |
الدبلوماسية الرقمية والشعبية والحاجة الملحة لهم
نشر بتاريخ: 24/07/2019 ( آخر تحديث: 24/07/2019 الساعة: 20:54 )
![]()
الكاتب: د. جهاد الحرازين
تواصل الدبلوماسية الفلسطينية الرسمية عملها دون كلل او ملل بل تكاد توصل الليل بالنهار لإيصال الموقف الفلسطينى والتعريف بالقضية والحصول على الدعم الرسمى العالمى للقضية ولحقوق الشعب الفلسطينى واستطاعت الدبلوماسية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس ووزير الخارجية و السفراء وكل الاطقم العاملة ان تحقق العديد من المكاسب على الصعيد الدولى والاقليمى لصالح القضية الفلسطينية وحقوق الشعب فحصلت على الاعتراف الدولى من قبل ١٤٠ دولة بالعالم بالدولة الفلسطينية المستقلة ورفعت العلم الفلسطينى امام مقر الامم المتحدة وانضمت لأكثر من ١٢٣ اتفاقية ومعاهدة ومنظمة دولية بل ذهبت لأكثر من ذلك عندما استطاعت فلسطين ان تقود وتتراس مجموعة ال ٧٧ والصين والتى تضم ١٣٤ دولة من اصل ١٩٤ دولة وحصلت فلسطين على اكثر من ٨٦ قرار من مجلس الامن لصالح القضية واكثر من ٧٢٢ قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة الامر الذى يسجل للدبلوماسية الفلسطينية وقيادتها وامام هذه الانجازات والحركة النشطة للدبلوماسية الفلسطينية ودورها على الصعيد الرسمى اصبحت بحاجة ماسة جدا لوجود دبلوماسيات اخرى تساهم وتساعد فى حماية الموقف الفلسطينى وتحافظ على ما تم تحقيقه من مكاسب وطنية وسياسية وفى ظل ما يشهده العالم من ثورة رقمية دفعت الغالبية العظمى للتعامل التكنولوجى فى المعرفة والوصول للمعلومة الموثقة والمؤكدة والتدقيق بها وحفظها ونشرها بأسرع وقت مما يعنى بضرورة التركيز على الدبلوماسية الرقمية بشكل كبير بما تستطيع التأثير فيه من نقل للحدث مباشرة او نقل الصورة او ايصال الرسالة لأكبر قدر من الشخصيات القائدة بمجتمعاتها وحتى لأفراد المجتمعات واظهار حجم الجريمة المنظمة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى والكشف عن الوجه العنصرى للاحتلال وزيفه وخداعه وانتهاكه لكافة قواعد العدالة والاخلاق ولحقوق الانسان والقانون الدولى والاتفاقيات الدولية حيث من الممكن القيام بالنشر على اوسع قدر ممكن بكافة لغات العالم واستهداف قادة المجتمعات و الفئات وهذا الامر اصبح سهلا وبسيطا فى ظل ان العالم اصبح قرية صغير من خلال الشبكة العنكبوتية شبكة الانترنت والتى اصبحت سهلة الاستخدام واستخدام مواقع السوشيال ميديا ومواقع اليوتيوب لتوثيق الجريمة الاسرائيلية التى ترتكب بشكل متواصل ومستمر يوميا بحق الشعب الفلسطينى اذ من الممكن اعداد الرسالة وتسويقها وتدعيمها بالصور والفيديوهات مما سيؤدى الى ازالة واسقاط القناع الذى ترتديه دولة الاحتلال وتخبئ خلفه حقدها وعنصريتها وفاشيتها ودموية نظامها الاحتلالى الاسنيطانى الكولونيالى فالدبلوماسية الرقمية رافد أساسي وداعم رئيسي للدبلوماسية الرسمية بل هى جزءا منها . اما عن الدبلوماسية الشعبية والتى شهدت تجاربها نجاحا كبيرا فى العديد من الدول التى شهدت حراكات وخضعت لاستعمار وكانت مجتمعات العالم مضللة امام قضايا هذه الشعوب فكثير من المجتمعات الغربية والاقليمية كانت والبعض منها مضللا بصورة ذهنية رسمت بداخلهم جعلت من المستعمر صاحب حق ومن الجلاد ضحية ومن السجان سجين ومن القاتل مقتول ومن المعتدى معتدى عليه نتيجة حالة تأثير بمجموعة من المؤثرات التى تتواكب مع التقدم والتطور والرقى والمظاهر الخلابة واخفاء الوجه الحقيقى وما يحدث على الارض وهو ما نجده اليوم من قبل البعض الذى يتحدث عن دولة الاحتلال بانها الدولة الديمقراطية والمتقدمة وصاحبة حقوق الانسان وحالة الانبهار بما فيها دفع البعض للحديث عن فكرة التطبيع او الزيارة او حتى التعاطف معها وانكار الحق الفلسطينى الامر الذى يتطلب حالة من الوعى والمشاركة المجتمعية والشعبية لتوضيح الحقيقة وكشف وجه الاحتلال البريء فى ظاهره والمجرم بحقيقته لذلك كان لا بد من البحث عن ضرورة تفعيل الدبلوماسية الشعبية والتى تتشكل من التنظيمات والاتحادات والنقابات والجمعيات والجامعات والمراكز الفكرية والبحثية والفعاليات الجماهيرية للقيام بحملة دبلوماسية شعبية للاتصال بنظرائهم فى كافة الدول ووضع الحقائق بإطارها الصحيح وصورتها الحقيقية والكشف عن حقيقة هذا الاحتلال المجرم وما يمارسه من اجرام ويرتكبه من جرائم منتهكا كل المبادئ والاخلاق والشرائع السماوية والوضعية والكشف عن مدى خطورة حالة التجاوب التى تأتى من قبل البعض للتجاوب مع حالات تطبيعيه او زيارات لهذا الاحتلال والالتقاء بقادته ورموز اجرامه فأليات تفعيل الدبلوماسية الشعبية التى تصل الى كافة فئات وطوائف الشعوب الاخرى والاقرب لهم والاكثر اقناعا سيكون لها تأثيرا مباشرا على صانعى القرار فى تلك الدول وسيكون هناك ظهيرا شعبيا داعما لمواقف الشعب الفلسطينى وقيادته فى تلك الدول وسيؤدى لوقف حالات الهرولة والتطبيع الذى يضر بالقضية بالإضافة الى الدور السياسى على المستوى الدولى والاثار التى ستترتب على ذلك الامر لذا فان الدبلوماسية الشعبية التى نجحت فى كثير من دول العالم قادرة على النجاح وان تكون سندا وداعما للدبلوماسية الرسمية التى نحن بأمس الحاجة لصهر كافة الطاقات فى بوتقة العمل الفلسطينى ومساندة القيادة الفلسطينية ودبلوماسيتها الفاعلة التى وضعت الاحتلال ومن يقف خلفه ويدعمه فى حالة من العزلة الدولية بأكثر من مكان وزمان وحماية مقدرات الشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة. |