وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أكاديميون: طرح مساق بالصحافة الاقتصادية لكليات الإعلام نقلة نوعية

نشر بتاريخ: 31/08/2019 ( آخر تحديث: 31/08/2019 الساعة: 12:30 )
رام الله- معا- أجمع أكاديميون وصحفيون على أهمية قيام مركز الإعلام في جامعة بيرزيت على إعداد أول مساق مختص في الصحافة الاقتصادية في فلسطين.
ويرى عدد من الصحفيين والأكاديميين أن من شأن هذا المساق الذي توشك جامعة بيرزيت على الانتهاء من تأليفه أن يحدث نقلة نوعية على صعيد تدريس الإعلام في الجامعات الفلسطينية، مشيرين إلى أنه سيكون بداية لصحافة اقتصادية فلسطينية قائمة على أسس علمية وموضوعية وسيحفز طلبة وخريجي الإعلام على البحث والتحليل في قضايا اقتصادية رئيسية ما سيزيد الحصيلة المعرفية لدى الجمهور.
ويؤكد د. بكر اشتية أستاذ الاقتصاد في جامعة النجاح الوطنية وهو أحد مؤلفي المساق أن هناك غربة بين طلبة الإعلام والمصطلحات الاقتصادية، مشيرا إلى أن هذا المساق الجديد من شأنه أن يعرف الطلبة بالمصطلحات الاقتصادية ومدلولاتها وتأثيرها على حياتنا الاقتصادية.
ويضيف" إذا تعذر في الوقت الحالي إنشاء تخصص في الصحافة الاقتصادية فعلى الأقل من شأن اعتماد مساق متخصص في هذا المجال أن يدفع طلبة الإعلام إلى الاهتمام بالقضايا الاقتصادية من خلال تبسيط المواضيع وشرح أبعاد الأرقام وايصالها للجمهور".
وتقول أمينة خصيب مديرة دائرة الحسابات القومية في الجهاز المركزي للإحصاء إن معظم التقارير الصحفية ذات البعد الاقتصادي تستند إلى الرقم الإحصائي، مشيرة إلى أن البيانات الإحصائية تعد عنصرا حيويا ومؤثرا على كافة شرائح المجتمع.
ولفتت الخصيب وهي من مؤلفي المساق ايضا، إلى أن المساق التعليمي من شأنه أن يعمق المعرفة الاقتصادية لخريجي كليات الإعلام في الجامعات الفلسطينية ما سيساعد على خلق جيل من الصحفيين يستطيع إعداد مواد صحفية مختصة وخلق حالة ترابط معرفي بين القطاعات الاقتصادية وبين الفئات المجتمعية المختلفة.
ويرى المؤلف في المساق حامد جاد الصحفي في جريدة "الأيام" أن لإدراج مساق الصحافة الاقتصادية لطلبة كليات الإعلام أهمية كبيرة على أكثر من صعيد : أولا من شأن ذلك أن يرفد الطلبة الدارسين بخبرات عملية لصحفيين مارسوا الصحافة الاقتصادية ما يعني انهم خاضوا الجانب العملي وبالتالي من المهم ان يستفيد الطلاب من خبراتهم ، ثانيا من شأن هذا المساق ان يعود بالفائدة على المحاضر الذي اعتاد على تدريس الجانب النظري التقليدي بعيدا عن الجانب العملي، ثالثا يوفر هذا المساق أدبيات واخلاقيات لممارسة مهنة الصحافة وخاصة للصحفي الاقتصادي الذي يكون عرضة لإغراءات وعروض رجال المال والاعمال واصحاب الشركات .
ويضيف" هذا المساق يتيح للطالب الفرصة لفهم المصطلحات الاقتصادية المختلفة التي لم ترد في سياق المواد النظرية التقليدية التي درسها طلاب كليات الاعلام إلى جانب اطلاع الطلبة والمحاضرين على تجارب المراسلين والصحفيين الممارسين لهذه المهنة وطبيعة علاقتهم بعالم المال والاعمال".
بدوره، يؤكد محمد رجوب الصحفي في شبكة "أجيال الإذاعية" أن هذا المساق يمثل فرصة أمام طلبة الإعلام لإكسابهم الحد الأدنى من المعلومات والمهارات لممارسة الصحافة الاقتصادية بعد التخرج، خصوصا وان الخطط الدراسية المتبعة في الجامعات والكليات حاليا تفتقر لأي مادة مرتبطة بالصحافة الاقتصادية، رغم أهميتها البالغة وانعكاساتها على حياة الناس.
ويشير الرجوب إلى أن المساق يجمع بين الجانب النظري في تعريف المصطلح والجزء العملي الذي يعكس فيه المؤلفون تجربتهم في ممارسة الصحافة الاقتصادية وهو ما يجعل مضمونه مرتبطا بالواقع العملي المرتبط بالواقع، مبينا أن المساق اعتمد على التبسيط لكسر اي جمود يرتبط بمصطلحات الاقتصاد بحيث يمكن هضمها من الطلبة دون عناء.
ويقول الصحفي المختص في الشأن الاقتصادي محمد خبيصة أن المساق يشكل نقلة نوعية للطلبة الجدد الراغبين في خوض مهنة الصحافة الاقتصادية، لأنه على الأقل يضع الطالب على مسارين متوازيين، نظري وتطبيقي، لاقتفاء أثر الاحتراف في هذا التخصص.
ويضيف" المساق خطوة واحدة لكنها هامة، وهذا يضع تحديات عدة سواء على الجامعات ومدرسي المساق والصحفيين العاملين في الحقل، لتطوير مساقات وبرامج تدريبية تحفر في عمق هذا التخصص".
ويشير إلى أنه من حسن حظ الجيل القادم من طلبة الإعلام، أنه سيجد من يمسك بيده ويضعه على الطريق من خلال ها المساق، لأن الغالبية العظمى من الصحفيين الاقتصاديين العاملين في السوق الفلسطينية حاليا، تعلموا أسس الإعلام الاقتصادي بعيدا عن الجامعات، وقريبا من الاجتهادات هنا وهناك، ودورات تدريبية في الخارج، والتعلم من التجارب، والاستفادة من حرفية وكالات الأنباء الاقتصادية العالمية.
بدوره، يرى الصحفي أيهم أبوغوش منسق شبكة الصحفيين الاقتصاديين ومدير دائرة الاقتصاد في صحيفة "الحياة الجديدة" أن إدراج مساق مختص في الصحافة الاقتصادية ضمن خطط كليات الإعلام من شأنه أن يخدم أهداف الشبكة الرامية إلى تشجيع الصحفيين للتعمق في تغطية القضايا الاقتصادية وبخاصة انها ترتبط ارتباطا وثيقا بمعيشة المواطنين.
ويضيف" هذا المساق سيزود طلبة الإعلام بالمعارف الأساسية بالصحافة الاقتصادية وقد يسهم في خلق جيل جديد من الصحفيين المؤهلين للدخول في معترك الصحافة الاقتصادية الفلسطينية التي تعاني من قلة الخبرات وعدد العاملين فيها، كما سيسهم في وضع الأسس العلمية السليمة لكيفية تحويل الأرقام إلى قصص صحفية حية يمكن للجمهور أن يستفيد منها في اتخاذ قرارات تهم معيشتهم".
وحول الأسباب التي دفعت صندوق الاستثمار الفلسطيني لرعاية إعداد مساق للصحافة الاقتصادية مع مركز الاعلام التابع لجامعة بيرزيت يلفت عوض دعيبس مدير الاتصال والعلاقات العامة في الصندوق إلى أن الصندوق يولي أهمية كبيرة للمؤسسات التعليمية والجامعات الفلسطينية، ويساهم بالتعاون مع الشركاء في القطاعين العام والخاص في تطوير قطاع التعليم والتنمية البشرية من خلال شركاته التابعة وبرامجه التي نفذها وينفذها؛ مثل برنامج "مشروعي يبدأ بفكرة" لتشجيع الفكر الريادي، وبرنامج إدخال منهاج "تعرف إلى عالم الأعمال" في الكليات والمعاهد التقنية، وغيرها من البرامج التي ينفذها.
ويضيف" الصندوق يدرك تماماً ضرورة تعزيز الإعلام الفلسطيني ومن ضمنه الإعلام الاقتصادي، والذي يعتبر وجوده وتطويره ضرورة ملحة في وقت يشهد فيه اقتصادنا الوطني تحولات رئيسية. ومن جهة أخرى، فإن تطوير إعلام اقتصادي مهني قائم على أسس علمية سيساهم بلا شك في رفع الوعي المجتمعي بالقضايا الاقتصادية الملحة وتسليط الضوء عليها بشكل مهني، بالإضافة إلى تقديم القضايا الاقتصادية التي تمس المواطنين ووضعها أمامهم بشكل مبسط بعيداً عن التعقيد.
ويؤكد أن صندوق الاستثمار الفلسطيني يؤمن بأهمية تطوير رأس المال البشري الذي يشكل أهم مقومات اقتصادنا الوطني؛ ومن ضمن ذلك موائمة متطلبات سوق العمل مع مخرجات المؤسسات الأكاديمية، مشيرا إلى ضرورة الاستمرار في تطوير الإعلام الفلسطيني من خلال التركيز على التخصصية".
ويضيف" نحن بحاجة إلى إعلام اقتصادي متخصص. وسيساهم وجود مساق متخصص في الصحافة الاقتصادية يستهدف طلبة الإعلام بلا شك في تنويع خيارات التخصص أمام الطلبة وتشجيعهم على خوض غمار هذا المجال الواسع من جهة، وسيشكل بداية لإعلام اقتصادي قائم على أسس علمية وموضوعية من جهة ثانية. وفي ذات السياق، فإن اعتماد هذا المساق في كليات الإعلام سيحفز الطلبة (الذين هم صحفيو المستقبل) على البحث والتحليل في قضايا اقتصادية رئيسية في مجتمعنا.
وحول توجه مركز الإعلام في جامعة بيرزيت لإعداد مساق مختص في الشأن الاقتصادي، يقول صالح مشارقة منسق السياسات والأبحاث في المركز والمشرف على تنسيق وتحرير المساق: "هذا المساق هو الخامس في سلسلة مساقات طورها مركز تطوير الاعلام منذ العام 2015 ضمن محور متخصص أطلقنا عليه محور التطوير الأكاديمي، الذي تتشارك في تنفيذه (16) جامعة وأربع كليات في الضفة وغزة، التحكيم من قبل رؤوساء دوائر الاعلام والاتفاق على الزملاء الذي سيدرسون هذه المساقات وعقد ورشة تفاعلية لهم للاتفاق على محاضرات نموذجية يتم تصويرها وتحميلها على اليوتيوب كي تكون في متناول أي محاضر او أي طالب يرغب في فهم المساق".
ويوضح مشارقة أن فكرة هذا المساق جاءت بعد مسح بالهاتف اجراه المركز مع الجامعات والكليات وتبين من خلاله أنه يوجد على مقاعد دراسة تخصص الصحافة والإعلام (4159) طالبة وطالبة يتخرج منهم سنويا قرابة (1027) طالبا وطالبة غالبيتهم غير جاهزين للعمل في الصحافة الاقتصادية، ومن هنا نبعت الفكرة التي تفضل صندوق الاستثمار مشكورا بتمويلها وقمنا في المركز باعتماد (14) مؤلفا هم محررو الاقتصاد في عدد من وسائل الاعلام المحلية والدولية ومنهم أساتذة جامعات للقيام بهذه المهمة.
يذكر أن هذا المساق هو الأول من نوعه في الجامعات الفلسطينية وبعض الدول العربية فغالبية الجامعات تدرس طلبة الاعلام مساقا عن الاقتصاد بشكل بحت، ولكن الجديد في هذا المساق هو اختصاصه بصحافة اقتصادية وليس مادة بحتة في الاقتصاد.
وكانت جامعة بيرزيت وصندوق الاستثمار الفلسطيني وقعا اتفاقية في التاسع من نيسان الماضي لتقديم دعم مالي لطرح مساق أكاديمي جديد في الصحافة الاقتصادية لتدريسه في كليات الإعلام الفلسطينية.