الثلاثاء: 16/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

نجحت الحكومة في إجراءاتها وبقي على المواطنين الالتزام

نشر بتاريخ: 15/03/2020 ( آخر تحديث: 15/03/2020 الساعة: 12:48 )
نجحت الحكومة في إجراءاتها وبقي على المواطنين الالتزام
الكاتب: باسل أبو الحاج
أفكار جديدة وخطوات استباقية اخذتها الحكومة منذ اليوم الأول لعملها، سياسات عامة جريئة وقرارات تتناسب مع الواقع الفلسطيني وزراء من أصحاب الخبرات، حرب مستعرة مع الإسرائيليين لم يتوقعوا في يوم من الأيام ان تكون بهذه الطريقة واقصد هنا موضوع العجول، واليوم نتائج لم يتوقعها أحد ان الحكومة الفلسطينية ستسبق دول الاتحاد الأوربي وامريكا في محاربة الفايروس.

وهذا ما سيناقشه هذا المقال التقييمي لإجراءات الحكومة في محاربة فايروس كورنا المستجد.

بظهور نتائج التي تم نشرها من قبل منظمة الصحة العالمية أستطيع القول ان الحكومة الفلسطينية بحزمة الإجراءات التي اتخذتها لمكافحة فايروس كورنا المستجد قد استطاعت بناء جسور الثقة بين المواطن والحكومة التي كانت شبه مفقودة وهذا بحد ذاته انجاز يسجل لها، حيث كانت ردة فعل المواطنين في بداية الإعلان عن حاله الطوارئ سلبية كما شاهدنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولكن سرعان ما توقفت هذه السلبية بمجرد شعور الناس بالخطر الحقيقي الذي يدور حولهم.

وأقول ان هذا الإنجاز الذي حققته الحكومة لحد هذه الحظة لدولة تعتبر فتية مقارنة مع دول الاتحاد الأوربي والدول الجوار وهنا نتكلم عن دولة فلسطينية عمرها الافتراضي سبعة وعشرون عاما انطلاقا من اتفاق اوسلو، ان تحاصر فايروس بهذه الطريقة لتسجل اعلى درجات الحرص على مواطنيها وهنا لا نقول شيء من فراغ لأنه المقارنة التي اقرانها كباحث في الإدارة العامة والسياسات العامة هي مقارنة صعبة لأنه هناك بعد الدول الأوربية أصبحت تعاني الامرين رغم انها تملك الإمكانيات والطواقم والمختبرات وموازنة وزارة في هذه الدول تساوي موازنة الحكومة الفلسطينية.

وأقول ان الحكومة الفلسطينية عندما أعلنت حالة الطوارئ من البداية كانت على دراية ان امكانيتها لا تسمح لها بمحاربة الفايروس بعد الانتشار فأخذت الخطوة التي تفضل اغلب الحكومات الابتعاد عنها وهي ان تتعامل مع الموضوع من اعلى دراجاته من البداية لكي لا تصل الى العجز في محاربته وهنا يستطيع الجميع ان يقول بان الحكومة صدقت مع نفسها بانها اعترفت وليس بالضرورة للعلن ان الامكانيات للحكومة الفلسطينية لا تسمح لها بمحاربة بعد الانتشار، وهذا انجاز يسجل لها لأنها اعترفت بالواقع كما هو وعملت على بناء خطة الازمة بناء على الواقع الفلسطيني الحقيقي.

ويراود في ذهني مجموعة من التساؤلات التي ارغب في الإجابة عليها من الحكومة لكي أكون منصف في حق الجميع هل ستسمر الحكومة على هذا النهج بعد الانتهاء من هذه الازمة؟ امتحان الثانوية العامة ما مصيره؟ إذا نفذت إسرائيل خطة ومنعت العمال الفلسطينيين من الدخول الى إسرائيل كيف سيكون رد فعل الحكومة واقصد الناحية الاقتصادية لشخص كمواطن ولدولة كعموم؟ واستمرار الخطة الفلسطينية لمواجهة الازمة لأكثر من شهر كيف سيكون التعامل مع طلبة المدارس والجامعات؟ ارجو ان تكون الحكومة الفلسطينية عندها الكم الوفير من الأجوبة على كثير من التساؤلات لنستطيع ان نمر من هذه الازمة دون أثر سلبي المواطنين، وان تكون قد اعدت البدائل المطلوبة لحل المشكلات التي ستواجهها في الأيام القادمة.

ويجب الإشارة ان نجاح وفشل الحكومات يقاس بمقياس المؤشرات الدولة ورضاء المواطنين عن هذه الإجراءات المقياس الأول نجحت الحكومة الفلسطينية بأعلى الدرجات دون منافس مع استغراب لكثير من الدول من هذه النتيجة، اما المؤشر الثاني وهو رضاء المواطنين نحمد الله عز وجل ان المجتمع الفلسطيني مجتمع متعلم ومثقف احسن بالخطر من اول إشارة وهذا كان واضح للجميع كما ذكرنا سابقا ولكن كان بودي ان تقوم الحكومة على نشر توعوي يفيد ان الفيروس ليس بخطر ولكن انتشاره هو الخطر ،وان يكون ما تداوله على طاولة مجلس الوزراء بان الإمكانيات الفلسطينية محدودة قد افهمت الناس لماذا هذا الخطوة الاستباقية في محاربة الفايروس.

وفي الختام وحتى لا يتفشى المرض ونصبح عاجزين عن محاصرته أقول كما بدأت، الحكومة عملت ما عليها وبقي على المواطنين الالتزام.

باسل أبو الحاج

* باحث دكتوراة جامعة القاهرة- كلية الاقتصاد والعالوم السياسية

تخصص إدارة عامة