الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

كورونا لا يعرف حدوداً ولا حواجز ...

نشر بتاريخ: 25/03/2020 ( آخر تحديث: 25/03/2020 الساعة: 12:11 )
كورونا لا يعرف حدوداً ولا حواجز ...
الكاتب: تمارا حداد
لم يتوقف الحديث عن الكورونا ولو لمدة دقيقية واحدة، فحديث الوقت الراهن فقط عن الكورونا واعداد الوفيات واعداد الذين خرجوا من الازمة بسلام، واهم الاجراءات الاحترازية والوقائية، واهم المسببات وتداعياته حول العالم سواء من النواحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

ولم يتوقف فيروس "كورونا" عند حد من هم خارج السجون بل تخطى من هم داخل السجون، ولكن السؤال الاهم كيف اذا وصل الفيروس الى المعتقلات الاسرائيلية واصاب 5 الاف اسير فلسطيني؟

ان مخاطر فيروس كورونا في الخارج شديد البأس ولكن اذا وصل داخل السجون الاسرائيلية فسوف يكون شديد الوطـأة على حياة 5 الاف اسير فلسطيني داخل السجون الاسرائيلية وذلك لان فيروس " كورونا " سريع الانتشار وبالتحديد في المعتقلات والتي هي بشكل عام غير مؤهلة صحياً ولا تصلح للعيش الادمي.

عند وصول فيروس " كورونا " فهذا يعني استشهاد الاسرى الفلسطينيين وبالتحديد ان داخل السجون لا يتوفر العلاج اللازم، فبدون كورونا كان العلاج لجميع الامراض سواء النفسية او الامراض الجسدية والسرطانات وغيرها لا تُعالج الا بعلاج المسكنات فقط، فكيف اذا اصاب الاسرى فيروس "كورونا"، فان المعتقلات ستكون مدافن لهم وبالتحديد ان هناك نقصاً في اجهزة التنفس الاصطناعي والذي يُعتبر اهم جهاز لتفادي نقص الاوكسجين من جراء الالتهابات الرؤية الحادة والتي يُسببها فيروس" كورونا".

هذا الامر يدق ناقوس الخطر لانقاذ حياة الاسرى الفلسطينيين داخل المعتقلات وهذا الامر بحاجة الى سياسة اعمق واقوى ورؤية ممنهجة للضغط على الاحتلال قبل فوات الاوان وتفشي الفيروس الذي هو خطر على حياة الاسرى، ولن يكتفي الامر بنقل العدوى لنفس الاسرى الفلسطينيين بل سيتعدى الامر الى من يعتقل الاسرى من ضباط وحراس السجون الاسرائيلية.

هذا الامر بحاجة الى حل عاجل من الصليب الاحمر بان يتحمل مسؤوليته امام الوباء العالمي تجاه الاسرى وبالتحديد الاسرى المرضى الذين يعانون من الامراض التنفسية والتهابات القصبة الهوائية.

ان فيروس " كورونا" لا يعرف حدوداً ولا حواجز حيث وصل العالم اجمع ولم يقف عند حد معين فوصوله الى السجون الاسرائيلية ما هو الا مسالة وقت، واسرائيل بشكل عام تعاني من انتشار الفيروس والذي سيصل بلا محالة الى السجون داخل اسرائيل.

قضية الاسرى يجب ان تخرج الى حيز التضامن الفعلي والنظر الى هذا القضية الانسانية بعين الرحمة والرافة من منظور انهم بحاجة الى انقاذ من خلال الاطر الاعلامية والدولية والقانونية، ففيروس كورونا عندما يصل سيقضي على 5 الاف اسير وعندها ستكون جريمة نكراء بحقهم وبحق ذويهم، ولن يغفر التاريخ لمن قصر ولم يدافع عن قضيتهم التي فاقت الخطوط الحمراء وبالتحديد امام هذه الازمة الصحية العالمية والتي يعاني منها اغلب دول العالم، فالفيروس لا يعرف كبيرا ولا صغيرا ولا غنيا ولا فقيرا.

معركة الاسرى هي معركة جميع ابناء الشعب الفلسطيني فالأسرى يحتاجون دعم ثلاثة عشر مليون فلسطيني في انحاء العالم، فإذا تضامنوا معهم سيقلب شعبنا المعادلة بوجه كل هذا العالم الظالم، ويجب ان يكون هناك دورا بارزا لكل الاطر الفصائلية لدعم تلك المعركة المصيرية التي يخوضها الاسود الجبابرة.

فأسرانا في اعناق الجميع وعنق كل ضمير حي استعصى على الذوبان، ولم يفسده خميرة الرجولة ليقفوا الى جانب هؤلاء الشرفاء الاحرار، فقضيتهم تجاوزت الخطوط الحمراء، فماذا تنتظرون لحل هذا الملف الساخن؟ تنتظرون خروج نعوشهم من قبورهم الصماء؟ فاعملوا على ضمد جراحهم النازفة.

الحرية للاسرى معنى مختلف فهي الشمس التي يجب أن تشرق فيهم، فعندما تتحرر الحرية فان الحرية ستقوم بالباقي والحرية المقوم الأول للحياة، وان لا حياة إلا بالحرية. لان إيماننا بها هو حق بلادنا في الحياة وهذا الإيمان هو أقوى من أي سلاح.