الأربعاء: 14/05/2025 بتوقيت القدس الشريف

المالكي يستقبل نظيره الهولندي ومبعوث السلام الصيني للشرق الاوسط

نشر بتاريخ: 23/06/2009 ( آخر تحديث: 23/06/2009 الساعة: 17:46 )
رام الله- معا- استقبل د.رياض المالكي، وزير الشؤون الخارجية هذا اليوم بمقر الوزارة في رام الله مكسيم فيرهاجن وزير خارجية هولندا، والمبعوث الصيني لعملية السلام في الشرق الأوسط وو سيكي كلُ على حدة- بحضور ممثل هولندا لدى السلطة الوطنية الفلسطينية بيم ديوموري، ويانغ ويجو سفير الصين لدى السلطة الوطنية الفلسطينية.

ووضع د.المالكي الضيفين بصورة الأوضاع السياسية في أعقاب خطاب الرئيس الأمريكي أوباما، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وخطاب رئيس الوزراء د.سلام فياض يوم أمس في جامعة القدس وجهود الرئيس محمود عباس وجولاته المكوكية الى عدد كبير من الدول الشقيقة والصديقة حول العالم من أجل حشد الدعم الدولي لإيجاد حل عادل ودائم للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي من جهة والعربي الإسرائيلي من جهةٍ أخرى.

كما أثنى المالكي على مواقف الدول العربية الشقيقة كافة خاصةً جمهورية مصر العربية وجهودها في تحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية، مشيراً الى تبادل المسؤولين العرب للزيارات إنما يأتي في سياق تنقية الأجواء وجعلها أخويةً بكل المقاييس، مبيناً أن الزيارة الوشيكة التي سيقوم بها العاهل السعودي جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز للجمهورية العربية السورية، ذاكراً أن في ذلك مصلحة فلسطينية بشكل خاص وعربية وإقليمية بشكل عام.

وناقش الوزير المالكي مع ضيفيه عملية السلام، وإجماعهم على ضرورة إغتنام الفرصة السانحة من أجل الدفع قدماً بقيادة إسرائيل للتوجه نحو السلام ومتطلباته. لا أن تقوم إسرائيل بالتركيز على قضايا أخرى، وتفتح جبهات عديدة في نفس الوقت ومحاولة تفتيت القضايا الى جزئيات، ففي الوقت الذي نتحدث فيه عن ضرورة وقف الإستيطان تقوم بذلك في القدس وبقية أراضي الضفة الغربية، وطرد السكان من الأغوار، وتزيد من عدد الحواجز وإعادة ما قالت أنها أزالته مثل حاجز عطارة، لنعود ونتفاوض بشأنه مرةً أخرى.

وقال المالكي : "أن الشروط التي وضعها نيتنياهو لقيام دولة فلسطينية لا يمكن لفلسطيني واحد أن يقبلها مهما كانت صفته، وهذه الشروط تعتبر وصفة خاصة لتدمير أي جهد من أجل تحقيق السلام في المنطقة".

وذكر المالكي أن يوم غدٍ الأربعاء سيكون هناك إجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة بحيث سيخرج الإجتماع بموقف موحد من كافة القضايا المتعلقة بعملية السلام وتطورها في أعقاب الزخم الدولي المتلاحق في المنطقة والعالم وموقفه من الحل القائم على أساس الدوليتن. كما أنه سيكون هناك إجتماع في مدينة "تريست" الإيطالية لوزراء الخارجية العرب مع نظرائهم الأوروبيين على هامش إجتماع الدول الصناعية الثمانية "G8"، أما بخصوص الحوار الداخلي الفلسطيني فقد أشار المالكي الى أنه سيكون هناك إجتماع بين فتح وحماس في 28/06/2009، ونأمل أن يكون توقيع إتفاق مصالحة وطنية فلسطينية في 07/07/2009 في القاهرة، وأن تزف هذه البشرى السارة للشعب الفلسطيني في إستعادة الوحدة واللحمة لشقي الوطن، أما بخصوص مؤتمر فتح فسيعقد بتاريخ 4/08/2009 وذلك في ذكرى مولد الرئيس الراحل ياسر عرفات، علماً بأنه سيعقد اليوم المجلس الثوري لحركة فتح إجتماعاً خاصاً لهذا الغرض.

وفي حديثه مع وزير خارجية هولندا تم التركيز على دعم هولندا للموقف الدولي الرافض للإستيطان بكافة أشكاله وفي جميع الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، وضرورة فتح معابر غزة، وحديثه مع نيتنياهو يهذا الشأن وضرورة السماح بالإستيراد والتصدير من قطاع غزة الى العالم الخارجي.

وركز وزير خارجية هولندا الذي زار سوريا قبل مجيئه الى هنا على ضرورة المصالحة العربية الشاملة وحقوق الإنسان في المنطقة خاصة في الأراضي الفلسطينية، وممانعة هولندا لحكم الإعدام في أي مكان بما فيها فلسطين، وأشار الى عمق العلاقة بين هولندا وفلسطين، واعداً بإستمرار الدعم المالي والإقتصادي والسياسي لفلسطين ومتعهداً برفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني لدى هولندا.

أما المبعوث الصيني فقد أكد على العلاقة التقليدية والتاريخية القائمة بين فلسطين وجمهورية الصين الشعبية، ودعمها المتواصل لعدالة القضية الفلسطينية ورغبتها في تحريك عملية السلام التي يكتنفها بعض الجمود، معرباً عن دعم الصين لفكرة عقد مؤتمر دولي للسلام، يقود الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس، معرباً عن سماعه لخطاب نيتنياهو، وتفاصيله مبيناً أن حديثه عن الدولة الفلسطينية مهم لكن الشروط الواردة فيه لا يمكن لا للصين ولأي جهةٍ دوليةً القبول بها.

وشكر د.المالكي المبعوث الصيني على دعم بلاده لفلسطين، وتقديم حكومة جمهورية الصين الشعبية الدعم لبناء وزارة الشؤون الخارجية، لافتاً الإنتباه بأن الحفريات لإنشاء الوزارة بدأت يوم أمس، منوهاً الى أن هذا إن دل على شيء فإنما يدل على هذا التلاحم بين الصين وفلسطين قيادةً وشعباً، وأن كل هذا يأتي في سبيل تعزيز هذه العلاقات.