الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

دراسة بحثية توصي طرفي الانقسام لإتمام المصالحة

نشر بتاريخ: 08/04/2020 ( آخر تحديث: 08/04/2020 الساعة: 19:47 )
دراسة بحثية توصي طرفي الانقسام لإتمام المصالحة

غزة- معا- أوصت دراسة بحثية أجراها الباحث الصحفي صالح سليمان المصري، بضرورة دعوة طرفي الانقسام إلى العمل الجاد لإتمام المصالحة، وضرورة أن تضع الجامعة العربية لاستراتيجية جديدة لتحقيق المصالحة.

ودعت الدراسة الموسومة بعنوان: (تأثير الدبلوماسية الفلسطينية على مواقف جامعة الدول العربية نحو إنهاء الانقسام الداخلي 2007 -2019م) جامعة الدول العربية لوضع استراتيجية جديدة للتعامل مع القضية الفلسطينية عموماً، وملف المصالحة خصوصاً.

وأشرف على الدراسة الأستاذ الدكتور عبد الناصر محمد سرور، فيما كان المناقش الداخلي الدكتور إبراهيم يوسف عبيد استاذ العلوم السياسية بجامعة الأقصى، أما المناقش الخارجي الدكتور أحمد جواد الوادية أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية.

وشددت الدراسة على ضرورة تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية، خاصة في ظل التمادي الإسرائيلي في بناء المستوطنات، وتهويد الأرض والمقدسات، وما بات يُعرف بصفقة القرن. وشددت الدراسة على ضرورة العمل على توثيق العلاقة بين القيادة الفلسطينية مع جامعة الدول العربية، وتقديم دراسات بصفة دورية، تقترح من خلالها على جامعة الدول العربية رؤى جديدة، وعملية يمكن أن تستغلها في تعاطيها مع تطورات القضية الفلسطينية وملف المصالحة. واستعرضت الدراسة خلفية تاريخية لظاهرة الانقسام في النظام السياسي الفلسطيني خلال الفترة 1964 – 1993م، وتوضيح نتائج الانتخابات التشريعية عام 2006, وتداعياتها على الحالة الفلسطينية الداخلية، وتحليل الآثار المترتبة للانقسام السياسي على أداء الدبلوماسية الفلسطينية بشكل عام، والتأثير السلبي للانقسام على أداء الدبلوماسية الفلسطينية في جامعة الدول العربية.

وقد اعتمدت الدراسة على العديد من المناهج البحثية، وهي: المنهج التاريخي، والمنهج الوصفي التحليلي، ومنهج السلوك السياسي والمنهج الاستشرافي؛ من أجل الوصول إلى نتائج علمية. وقد خلصت الدراسة إلى نتائج عدة أهمها، أنه رغم تناول جامعة الدول العربية القضية الفلسطينية، في القرارات والبيانات الصادرة عن اجتماعاتها، خاصة فيما يتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، ومشاريع التسوية السلمية، والأوضاع الداخلية الفلسطينية إلا أنها لم تبذل جهداً عملياً باتجاه إنهاء الانقسام وبقيت قراراتها مجرد حبر على ورق. كما أيدت جامعة الدول العربية، وفق الدراسة، جميع المبادرات الداعية لإنهاء الانقسام، ولكنها لم تكن فاعلة ومؤثرة في المصالحة الفلسطينية، بل كانت وظيفتها إصدار القرارات المرحبة بأية مبادرة، وهذا دليل على العجز السياسي الذي تعاني منه جامعة الدول العربية. كما بينت الدراسة أن القضية الفلسطينية خسرت نتيجة الانقسام معظم أوراق قوتها، خاصة الدبلوماسية منها، التي هي بأمس الحاجة لها، فيما ربح عدوها أوراقًا دبلوماسية جديدة، توجت بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس. وأوضحت الدارسة، أن بعض الدول العربية والإسلامية، وغيرها ساهمت عبر تدخُلاتها المُباشرة، في استدامة، واستمرار الانقسام، ليصبح انفصالاً تاماً، لتمرير صفقة القرن.

كما أظهرت الدراسة أن دور الدبلوماسية الفلسطينية؛ انحسر مما أربك السلك الدبلوماسي الفلسطيني، ووضعه في خيارات سياسية صعبة نتيجة استمرار الانقسام. وبينت الدراسة، أن الانقسام لم يكن وليد عام 2006 بل كانت جذوره ممتدة عبر عقود منصرمة من تاريخ القضية الفلسطينية، نتيجة الاختلاف السياسي والطبقي والعقائدي.

وبينت، أن الانقسام ساهم في فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة سياسياً، وأضعف دور السلطة الفلسطينية في إدارة ملف المفاوضات مع الاحتلال الاسرائيلي، لأن القيادة الفلسطينية لم تعد ممثلة للشعب الفلسطيني.

وأوصت الدراسة بضرورة العمل على الحد من الثنائية والاستقطاب ذو الطابع الأيدلوجي بين فتح وحماس، لما تمثله من معوق جدي أمام الوصول إلى قرار فلسطيني موحد. كما أكدت أهمية تطوير أداء عمل الدبلوماسية الفلسطينية من خلال تسخير الإمكانيات للقيام بمهام وطنية، وتأكيد حقوق الشعب الفلسطيني، واستحضار كفاءات جديدة وشابة، ومميزة، ووضع الخطط، والبرامج لإيصال رسالة الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته بالتحرر وإنهاء الانقسام.

ونبهت لضرورة اعتماد مسار تفاوضي غير الموجود والمنبثق من اتفاقية أوسلو التي حصرت الدبلوماسية الفلسطينية في إطار المفاوضات فقط. وأكدت ضرورة العمل على توثيق العلاقة بين القيادة الفلسطينية مع جامعة الدول العربية، وتقديم دراسات بصفة دورية، تقترح من خلالها على جامعة الدول العربية رؤى جديدة، وعملية، يمكن أن تستغلها في تعاطيها مع تطورات القضية الفلسطينية وملف المصالحة. وشددت على ضرورة العمل على تحقيق المصالحة بين فتح، وحماس من خلال إصدار الجامعة العربية قراراً ملزماً لإنهاء الانقسام وتحميل المسؤولية للجهة التي ترفض الوحدة الفلسطينية. ودعت الدراسة الباحثين للاهتمام بتناول مواقف جامعة الدول العربية من القضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية، وما يترتب عليه من تقديم نتائج أبحاثهم واستثمارها لتطوير عمل الجامعة تجاه القضية الفلسطينية.