الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

عندما اختطف الموت الرضيع خالد وهبة من بين أخواته الاحدى عشرة!!

نشر بتاريخ: 11/07/2006 ( آخر تحديث: 11/07/2006 الساعة: 13:12 )
خان يونس- معا- في ساعات متأخرة من مساء أمس، وصل جثمان الطفل الرضيع خالد وهبة بعد أن فارق الحياة في إحدى المستشفيات الإسرائيلية، نتيجة اصابتة في غارة إسرائيلية استهدفت منزل عائلة " أحمد " التي كانت تحتفل مع أنسبائها وأقاربها بعودة ابنهم( زكريا أحمد ) من السعودية العربية، بعد غياب دام أكثر من خمس سنوات.

"أم إبراهيم" أحدى قريبات الشهيد قالت وعلامات الحزن ومعالم الجريمة ما تزال ماثلة أمامها، كنا جالسين نحتفل بعودة زكريا من السعودية منذ ثلاثة ايام، وكان عدد كبير من الأقارب والأحباب متواجدين داخل المنزل، وكان الجو مرحاً وسعيداً، والجميع يتبادل أطراف الحديث، وفي أثناء تناولنا الغذاء الذي اقيم على شرف الشهيد زكريا، سمعنا صوت انفجار ضخم هز أركان البيت، وفجأة خيم هدوء قاتل في أنحاء البيت ولم أصح الا على صوت الأطفال والنساء وهم يصرخون، لقد كنت مصابة ولم اشعر بنفسي ولا بالجروح التي اصابتني.. تتوقف ام إبراهيم عن الحديث وتعاود البكاء بحرارة والحسرة تأكل قلبها على فقدان الاحبة.

استطاعت "ام ابراهيم" ان تتمالك نفسها بصعوبة من جديد، وانينها يملأ السماء - تقول ما هو ذنبنا لكي نقصف بالطائرات ونقتل بهذه الطريقة؟ وتتحول فرحتنا بعودة ابننا إلى مأساة ومأتم، ويتحول الغداء الذي اقيم على شرف زكريا الى ساحة حرب، وبحر من الدماء والأشلاء الممزقة! نحن لم نكن نطلق صواريخ، ولم نكن نستهدف دبابات لقد كنا نحتفل بعودة ابننا من الغربة.

المجزرة التي وقعت لعائلة أحمد أدت الى استشهاد زكريا أحمد ( 47 عاما)، وهو يعمل صحافيا في التلفزيون السعودي، بالإضافة إلى مقتل شقيقته وجنينها، والطفل الرضيع خالد وهبة ( 15 شهراً).

نضال وهبة والد الطفل الرضيع "خالد" أوضح أن ابنه هو الوحيد من بين أكثر من 11 فتاة أنجبها من زوجتين، وطالما انتظر أن يرزقه الله أحد الأطفال الذكور لكي يحمل اسمه من بعده.

نضال الذي بدا متماسكا لم تخف معالم وجهه ونظراته التي يملؤها الحزن لفقدان أحب الأطفال إليه، قال بصوت خافت هذه إرادة الله عز وجل- لله ما أعطى ولله ما أخذ- كلماته كانت كافية لتعبر عما يدور في خلد الأب المكلوم والجريح.

الرضيع خالد ستودعة اليوم جماهير رفح الى مثواه الأخير ليرقد بسلام وطمأنينة بجوار والدته فاطمة، وخاله زكريا، والذين سبقوه إلى الشهادة في تاريخ 21/6 يوم مجزرة (عائلة أحمد ).