الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أعلى نسبة سرطان في فلسطين موجودة في بيت لحم وفيها لوحدها 250 منشار حجر

نشر بتاريخ: 09/10/2005 ( آخر تحديث: 09/10/2005 الساعة: 21:46 )
وكالة معا - اثارت دارسة بيئية جديدة اصدرتها الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن في فلسطين العديد من الاسئلة الصعبة والخطيرة على صعيد واقع الحال البيئي في فلسطين لا سيما مخاطر مناشير الحجر والكسارات المتناثرة بين مساكن المواطنين بلا رقيب او حسيب ما يتناقض مع حق الانسان في بيئة نظيفة وامنة وقد نصت المادة 33 من القانون الاساسي الفلسطيني على ان " البيئة المتوازنة النظيفة حق من حقوق الانسان والحفاظ على البيئة الفلسطينية وحمايتها من اجل اجيال الحاضر والمستقبل مسؤولية وطنية " .

وتنتقد الدراسة او ما اصطلح عليها - حالة دراسية - الاطار القانوني المحلي الذي اهمل تنفيذ القانون الاساسي مثل قانون الدفاع المدني رقم 3 لسنة 1998 الذي يفتقد لضبط قاونو التخزين وقانون المدن والمناطق الصناعية الحرة لسنة 1998 او قانون المصادر الطبيعية رقم واحد لسنة 1999 المتعلق بالمصادر المائية والمياه الجوفية وقانون البيئة رقم 7 لسنة 1999 في مجال تعريف النفايات الضارة والذي اغفل خاصيتين هما التأكل والتفاعل .

ويلقي التقرير الضوء على الازدواجية وتحديد الجهات المخولة مثل دائرة التخطبط البيئي في وزارة التخطيط والتعاون الدولي ودوائر مشابهة في كل من وزارة الصحة والزراعة والحكم المحلي وكذلك انشاء سلطة جودة البيئة بمرسوم رئاسي في العام 1996 .
ويضاف الى الوضع البيئي السئ في فلسطين اجراءات الاحتلال الاسرائيلي مثل شق الطرق وتدمير الاراضي الزراعية وبناء جدار الفصل العنصريوما اسماه التقرير " نقل المخلفات الخطرة الصادرة عن اسرائيل الى الاراضي الفلسطينية " .

وعلى الصعيد البيئي الداخلي يثبت التقرير ان فلسطين تتعرض للتلوث حيث تعاني الاراضي الفلسطينية من نقص حاد في خدمات تصريف المياه العادمة ومعالجتها فشبكات المياه العادمة تخدم 28% فقط من سكان الضفة الغربية و66% من سكان قطاع غزة ، اما الباقون فيستخدمون المجاري المكشوفة والحفر الامتصاصية دون تبطين فيبلغ تدفق المياه العادمة سنويا 11 مليون متر مكعب دون معالجة .

ومن القضايا الخطيرة التي يكشفها التقرير الوضع البيئي في بيت لحم الموجودة 9 كم جنوب القدس وعلى جبل يرتفع 750 متر فوق سطح البحر بمساحة 627 كم مربع صادرت اسرائيل منها 18كم مربع اي ما نسبته 3% من مساحتها وبنت عليها 21 مستوطنة يستوطن فيها 74 الف يهودي . اما الطرق الالتفافية التي شقتها اسرائيل فيبلغ طولها 32 كم وتحتل مساحة 19 كم مربع .

ويعيش في بيت لحم 177385 نسمة موزعين على 72 تجمعا سكانيا ، ولكنها تعاني من ثلاثة انواع تلوث هي الهوائي والمائي والازعاج البيئي ، واهم عوامل التلوث الهوائي في بيت لحم مناشير الحجر ، وهي تأتي في المكانة 12 على سلم العالم ، فمثلا يبلغ الانتاج فيها من صناعة الحجر ضعف الانتاج الالماني ونصف الانتاج التركي و70% من الانتاج الامريكي ، وفيما يوجد 600 منشار حجر في فلسطين كلها يوجد في بيت لحم لوحدها 250 مصنعا للحجر والرخام .

وتقول الدراسة انه ورغم اهمية ذلك اقتصاديا الا ان هذه المناشير موجودة في مناطق مأهولة بالسكان ولا يفصلها سوى امتار عن منازل المواطنين كما ان الغبار الصادر عنها يتسبب في التلوث الهوائي ويضر بالبيئة وبصحة الانسان وتؤكد الدراسة وجود عدد كبير من المواطنين المصابين بالربو والحساسية وامراض الجهاز التنفسي ، وافاد الدكتور عيسى ثوابتة احد الاطباء المهتمين بالبيئة بأن حوالي 455 شخصا من سكان بلدة بيت فجار لوحدها يعانون من مشاكل الجيوب الانفية وأن حوالي 115 شخصا يعانون من الازمة الصدرية .

من ناحية ثانية تؤثر كميات الغبار والاتربة المنبعثة من المناشير والمحاجر على المزروعات والاشجار وتلحق ضررا بالغا في نموها .

وتشير الدراسة الى مخاطر ما اسمته " بابراج الجوال وتاثيراتها على البيئة " حيث يوجد في بيت لحم 12 برجا هوائيا وابراج 3 محطات تلفزة محلية ومحطتين اذاعيتيين الى جانب الموجات المنبعثة من ابراج اسرائيلية ، وتقول الدراسة ان الخطر يندرج في اطلاق موجات واشعاعات وتتسبب في حدوث امراض خطيرة .

ومن عوامل التلوث الاخرى عدم وجود مكان لاحراق النفايات والتلوث المائي لا سيما في وادي النار ومجاري المستوطنات .

اما التلوث الجرثومي فيسببه المياه العادمة والسيول وموت بعض الحيوانات في ابار المياه ، اما مرض السرطان فبحسب الدكتور عبد الرازق سلهب في مستشفى بيت جالا الحكومي ورئيس قسم الاورام وامراض الدم ، فان اعلى نسبة سرطان في فلسطين هي في منطقة بيت لحم حيث يوجد 84 حالة سرطان لكل 100000 مواطن .

وتختم الدراسة بالقول ان بيت لحم تعاني من تلوث بيئي يفوق باقي المناطق بسبب التلوث الهوائي الناجم عن حرق النفايات ومناشير الحجر والرخام وتوصي السلطة الفلسطينية بوقف اعطاء تراخيص لمصانع الحجر والرخام .