السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

قصة "اودي اديب" قائد اول خلية يهودية تابعة لحركة فتح

نشر بتاريخ: 12/08/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:05 )
قصة "اودي اديب" قائد اول خلية يهودية تابعة لحركة فتح
بيت لحم- معا- استذكر الكاتب الاسرائيلي "افرايم لبيد" في مقالته الاسبوعية المنشورة، الخميس، على موقع "RNG" الناطق بالعبري قصة اول خلية يهودية عربية مشتركة يقودها يهودي تابعة لحركة فتح دون ان يذكر الكاتب المذكور سبب ذكره اليوم تحددا لهذه القضية رغم ان ذكراها السنوية لا زالت بعيدة نسبيا.

ووصف الكاتب القصة على انها اول واكبر قضية تجسس وتامر شهدتها اسرائيل بدأت في وادي النساس بمدينة حيفا وانتهت بالسجن.

بدأت القصة المعروفة لدى الكثيرين من اسرى الفصائل الفلسطينية الذين أموا السجون في ستينيات وسبعينيات ومطلع ثمانينيات القرن الماضي من خلال معرفتهم الشخصية ببطل هذه القصة المناضل اليهودي "ادوي اديب" مطلع الستينيات بقيادة الفلسطيني "داود سمعان- تركي صاحب محل لبيع الكتب في منطقة وادي النسناس بمدينة حيفا فيما تم تشغيل الشبكة من قبل رجل حركة فتح "حبيب قهوجي" وكانت وفقا للادعاءات الاسرائيلية على علاقة بالمخابرات السورية والمصرية اضافة لعلاقتها مع حركة فتح الفلسطينية.

وشكلت ليلة 6/ 12/ 1972 بداية تفكيك هذه الشبكة حين اعتقل عناصر الشاباك الاسرائيلي المناضل "اودي اديب" الذي كان في الـ 25 من عمره ويسكن في كيبوتس "غان شموئيل" وكان معروفا لجهاز الشاباك كعضو في حركة "ماتسبن" التي تصفها المخابرات الاسرائيلية بالمتطرفة جدا قبل ان يخرج منها ويشكل حركة خاصة به اطلق عليها اسم "افن غراد" او "الطليعة" وضم اليها مع مرور الوقت الكثير من الشبان اليهود مثل "دان فرد، دويد كوفر، يحزقالي كوهن" وغيرهم.

واستخدم الشاباك مجموعة من الوسائل لاعتقال افراد الشبكة منها التصنت السري وزرع العملاء ومتابعتهم من قبل رجال وحدة العمليات الخاصة الذين صوروهم اثناء اجتماعهم مع رجل الفتح "ابو كمال" فيما عرض الشاباك على "يوسي بن يعقوب" عضو حركة "ماتسبن" العمل لصالحهم كعميل.

وعثر الشاباك اثناء تفتيش منزل "اودي ادم" على كراسة تعليمات تتعلق بصناعة المواد المتفجرة ليستكمل عملية الاعتقالات التي بدأت مطلع ديسمبر 1972، وطالت اكثر من 60 شخصا تم التحقيق معهم ليتقلص عدد من تم تقديهم للمحاكمة الى 40.

وقدمت النيابة الاسرائيلية في شباط 1973 لوائح اتهام ضد افراد المجموعة الاربعين اتهمتهم فيها بالتجسس والخيانة الخطيرة والاتصال بعميل اجنبي، وتسليم اسرار عسكرية للعدو وبنودا اخرى كثيرة.

وهدفت الشبكة الى تنفيذ عمليات "تخريبية" ضد مرافق ومنشات استراتيجية في اوقات الطوارئ وذلك بالتنسيق مع "العدو" وفقا للسان حال لائحة الاتهام.

وتميزت الشبكة بكثرة عدد افرادها، وطول فترة عملها قبل ان يتم اكتشافها من قبل الشاباك.

وجرت المحكمة خلف ابواب مغلقة وحكم على "اودي اديب" بالسجن الفعلي لمدة 7 سنوات لكنه بقي في السجن مدة 12 عاما، رافضا الاعتذار او ابداء الندم حتى عام 1985 حين اطلق سراحه ضمن صفقة تبادل الاسرى التي عرفت فيما بعد بصفقة "احمد جبريل".

واكمل "اودي اديب" بعد اطلاق سراحه دراسة الدكتوراه في جامعة لندن، وعمل فيما بعد محاضرا في الجامعة المفتوحة في اسرائيل.