الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ألف سنة لم تفقد حمام السمرة بغزة بريقه

نشر بتاريخ: 31/07/2010 ( آخر تحديث: 01/08/2010 الساعة: 09:45 )
غزة - تقرير معا- في أحد الممرات المتفرعة عن سوق العملة بمدينة غزة، وبين المباني ذات الطراز الحديث الذي تحيط به يقف حمام السمرة أحد المعالم الأثرية صامداً منذ الألف عام ليستقبل زواره من أبناء قطاع غزة الذين لم تلهيهم الحمامات وغرف الساونا الحديثة عن زيارة المكان.

قد لا يلفتك كثيراً منظره الخارجي القديم، ولكنك فور نزولك على درجاته تشعر أنك دخلت لأحد بيوت الحكايات فالزخارف التي تعود للعصر العثماني والنقوش التي تعود لعهود المماليك تجعل للمكان رونقه الخاص.

كثيرة هي الأسباب التي تدفع الفلسطينيين في القطاع لزيارة المكان والاغتسال فيه فالمكان له سره الخاص في توفير نقاهة للجسم وراحة للمغتسل فضلاً عن من يأتيه للعلاج والشفاء من بعض الأمراض والآلام.

يقول الشاب رائد دبوش " أزور الحمام بشكل دوري أنا وأصدقائي وأفراد عائلتي، وكثيراً ما يشعرني الحمام بالراحة وهدوء الأعصاب فرونق المكان وتصاميمه الرائعة تخرجك من الهموم والمشاكل اليومية إلى صفحات التاريخ والماضي الجميل".

ويتابع دبوش " كثيراً ما أشعر بالآلام في ظهري ومفاصلي بسبب الأعمال والمتاعب اليومية خاصة وأني أعمل كمعلم للرياضيات وهو ما يجعلني أقف لساعات طويلة يومياً وفور اغتسالي بمياهه الحارة أشعر بالشفاء الفوري".

فيما يقول الحاج أبو محمد 70 عاماً أحد زوار الحمام الدائمين " منذ أربعين عاماً وأنا أواصل زيارتي لحمام السمرة ولا تغنيني أية حمامات أخرى عن هذا المكان الرائع فلا أحد يستطيع أن يصمم مكاناً عظيماً كهذا المكان الذي صممه أجدادنا القدماء".

فيما يقول الحاج سليم الوزير مدير الحمام "توارثت إدارة هذا المكان عن أجدادي وما حافظ على بقاء حمام السمرة هو ملكيته الخاصة للعائلة التي حافظت عليه فيما أغلقت الحمامات الأخرى ليبقى الحمام الوحيد في القطاع".

ويتابع الحاج سليم " وقبل عشر سنوات قامت الجامعة الإسلامية بترميم هذا المكان ليصبح أكثر جمالاً ولتعود إليه حيويته من جديد".

ويضيف الحاج الوزير " كثيراً من المرضى الذين قدموا للاستحمام في حمام سمرة عادوا مرة أخرى ليشكروني لأن حالاتهم تحسنت كثيراً وحتى أطباء غزة أصبحوا يترددون على المكان والكثير من السياح الأجانب والصحفيين الذين يزورون قطاع غزة يشهدون بأن الحمام له سر خاص يجذبهم إليه من جديد".

ويقول المهندس عماد الوزير إنه لا يملك وثائق دامغة تُثبت تاريخ إنشاء الحمّام، مؤكداً أنه تم ترميمه في عهد المماليك.

وترجع بعض الوثائق التاريخية وفقاً للمهندس الوزير، تأسيس الحمام للقرن الرابع الميلادي في عهد الملكة هيلانة إلا أنه لا وجود لأي دليل قطعي حول تاريخ إنشاء الحمام التراثي.