الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

إسرائيل تخطط لتهجير سكان "وادي السياح" في حيفا

نشر بتاريخ: 07/03/2014 ( آخر تحديث: 08/03/2014 الساعة: 01:10 )
بيت لحم- معا - "لا أتخيل أني ساترك بيتي الذي ولدت فيه وأنتقل إلى مكان آخر لأن بلدية حيفا قررت ان تقيم حديقة عامة مكان بيوتنا" يقول توفيق ابو عباس، أحد سكان حي وادي السياح الذي يشكل امتداداً لأراضي جبل الكرمل الحرجية.

وتقيم عائلة أبو عباس التي تعد نحو 60 فردأ وعائلة حجير في الحي الواقع على ساحل البحر المتوسط عند منحدر جبل الكرمل في بيوت متلاصقة محاطة بأشجار معمرة.

وتطالب بلدية حيفا وما تسمى بوزارة الداخلية الاسرائيلية وسلطة حماية الطبيعة افراد العائلتين باخلاء بيوتهم التي يملكونها بشكل فوري ليصار هدمها في إطار ضم المنطقة إلى "المتنزه الوطني" الاسرائيلي، أو يجبروا على العيش فيها بدون اي خدمات بلدية خلال مهلة عشر سنوات سيضطرون بعدها للرحيل، والا سيتم اخلاؤهم بالقوة مع انتهاء تلك المهلة، بحسب محامي العائلتين.

ويقول توفيق ابو عباس لوكالة فرانس برس "نحن ولدنا في هذه البيوت، وكنا فيها قبل تاسيس اسرائيل وبحوزتنا طابو (سندات الملكية) ولولا اوراق الطابو لقاموا بترحيلنا منذ زمن بعيد".

ويضيف "في البداية حاولت شركة كاديشا لليهود المتدينين أن تبسط يدها على اراضينا لتضمها للمقبرة اليهودية المجاورة لنا وترحلنا. فتصدت لها سلطة حماية الطبيعة التي حسمت القضية مع المتدينين، وبعدها قررت سلطة الطبيعة ان تستولي على اراضينا لتحويلها إلى متنزه وطني".

ويضيف "السلطات الاسرائيلية تفضل الاموات الاسرائيليين والطبيعة علينا نحن العرب، حتى أن إحدى مسؤولات الطبيعة وصفتنا باننا مستوطنون وتساءلت: كيف غزوا هذا المكان الطبيعي وكيف تواجدوا فيه؟"

ووادي السياح هو امتداد لاراضي جبل الكرمل الحرجية المغطاة بأشجار البطم والسنديان والازهار البرية. وفوق وادي السياح آثار لكنيسة صليبية، وكهوف للرهبان الكرمليين وعند السفح توجد عين ماء ونبعة وجدول يسير بين الصخور الجيرية.

وشيدت سلطة الطبيعية الاسرائيلية مسارات للسير بمحاذاة بيوت عائلة ابو عباس ينطلق منها المتنزهون حتى قمة الجبل، كما أقامت معرشات طبيعية للتخييم.

ويحيط وادي السياح من الغرب البحر الابيض المتوسط ومن الجنوب مقبرة كفار سمير الاسرائيلية وعلى قمة الكرمل من الجهة الشرقية "حي كرميليا الاسرائيلي" وعلى القمة الشمالية حي "الكبابير" العربي.

ومضى توفيق او عباس يقول "هل كانت بلدية حيفا ستتجرا على ترحيل السكان لو كانوا اسرائيليين؟ نحن ندفع كل الضرائب المفروضة علينا ونقوم بواجباتنا للبلدية التي لم تعطنا اي خدمات".

ويوضح "كنا نصعد سيرا على الاقدام الى حي الكبابير على قمة الكرمل للذهاب للمدرسة ولم يعطونا كهرباء او ماء حتى عام 1995".

ولا توجد إنارة ليلية في الحي. ويقول أبو عباس" المكان مخيف في الليل. ما ان تغيب الشمس حتى تغرق المنطقة في ظلام دامس".

وتقول صابرين ابو عباس "لا اعرف ماذا سنفعل، نحن نعيش على اعصابنا. أين سنعيش في حيفا لو رحلونا؟ تعودنا على العيش هنا، كيف سنترك بيوتنا وأراضينا وبساتيننا".

وتضيف "العرب يعيشون في شقق صغيره في حيفا، وهناك اماكن كثيرة لا يستطيعون شراء بيوت فيها لانهم عرب، نحن نعيش حرب استنزاف، ففي كل مرة يخلقون لنا قصة جديدة".

وتبنى مركز مساواة الحقوقي في مدينة حيفا قضية سكان وادي السياح ويتصدى للبلدية وسلطة الطبيعة والداخلية الاسرائيلية من الناحية القضائية.

يقول محامي المركز سامح عراقي لوكالة فرانس برس ""تريد البلدية ان تستولي على ارض تصل الى 35 دونما هي ارض عائلة ابو عباس وبستان عزيز الخياط المتوفى والذي كان احد اكبر الملاكين العرب في حيفا وتحويلها الى متنزهات عامة".

ويؤكد سامح عراقي "اعلنت المؤسسات الاسرائيلية على ان مخططاتها في منطقة وادي السياح جاءت للحفاظ على منطقة الوادي وتاهيله نظرا لقيمته الطبيعية والاثرية، ولكنهم ناقضوا مخططهم اذ باتوا يريدون تهجير السكان العرب دون النظر الى انهم جزء من وجود هذا المكان ومن تراثه".

واضاف "نحن الان نريد ان نقدم مخططا بديلا يستثني التجمع السكاني لوادي السياح من عملية الهدم، لعلنا ننجح".

وينشط مركز مساواة على تفعيل المسار الشعبي اذ نظم حملة شعبية لمساندة سكان الوادي من خلال اقامة ايام عمل تطوعي ومحاضرات وحشد جماهيري للتظاهر امام المحاكم.

ويؤكد مدير مركز مساواة جعفر فرح لوكالة فرانس برس "نحن نعمل من حيث المبدأ على حق السكان بالبقاء والعيش في بيوتهم وعلى اراضيهم، وضمن قرارات البلدية وسلطة الطبيعة. استيلاء سلطة الطبيعة على ارض وادي السياح لا يعني ان العائلات العربية غير مالكين للأرض. سيكونون مالكين للارض لكن ليس من حقهم البناء او ابقاء بيوتهم المبنية عليها لانها متنزه طبيعي".

ويضيف "لذا نحن نصر على ان تقوم بلدية حيفا بتغيير مخططاتها وهذا ما نطالبها به".

"فرانس برس"