الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

"تلفريك" فوق القدس القديمة

نشر بتاريخ: 06/03/2015 ( آخر تحديث: 19/03/2015 الساعة: 09:13 )
"تلفريك" فوق القدس القديمة

القدس - تقريرمعا - جددت بلدية الاحتلال بالقدس المحتلة مشروعا قديما مثيرا للجدل والصراع يتضمن إقامة "تلفريك" فوق البلدة القديمة من القدس المحتلة بالتعاون مع الجمعية الاستيطانية "العاد" وفقا لما كشفه اليوم موقع "هأرتس "الالكتروني".

وتقضي الخطة التي لم تنل المصادقة النهائية حتى ألان بإقامة أربع محطات تفصل الواحدة منها عن الأخرى مسافة قصيرة في أماكن "حساسة " من الناحية الدينية كما سيجري نصب عشرات الأعمدة الضخمة التي ستقسم الحوض المقدس للمدينة العتيقة إلى نصفين، الأمر الذي وصفه احد الخبراء اليهود في شؤون القدس "بتغيير هوية المدينة التاريخية".

وقال موقع "هارتس" بان عددا من المساحين والمختصين بعمليات التخطيط ترددوا خلال الأشهر الماضية أكثر من مرة على ساحة الكنيسة "بطرس" الانجليكانية القائمة على "جبل صهيون" بهدف دراسة المكان وتحديد أفضل موقع لنصب عامود هائل لحمل "التلفريك" الذي سينقل الناس من هناك إلى ساحة "المبكى" والبلدة القديمة وجبل الزيتون .

ووضع "المساحون " عدة نقاط وحددوا عددا من الأشجار الواجب قطعها الأمر الذي أزعج رجال الكنيسة بشدة - حسب تعبير الموقع الالكتروني.

ودفعت بلدية الاحتلال بالمشروع المثير على مدى العام الماضي قدما دون إثارة انتباه احد ولأجل هذه الغاية اتصلت البلدية مع شركة فرنسية متخصصة علما بان فكرة إقامة "تلفريك" بالقدس والمخططات الخاصة بهذا المشروع تتدحرج في أروقة البلدية منذ سنوات طويلة وفقا لموقع "هأرتس" .


وحول ذلك قال نائب محافظ القدس عبدالله صيام لوكالة "معا" ان مشروع"التلفريك" هو اعتداء على الارث الثقافي والحضاري، وتغيير للطابع التاريخي لمدينة القدس.
واضاف صيام :"ان اسرائيل تسابق الزمن تحت مسميات تهودية مختلفة "كالتطوير السياحي وحدائق عامة" على حساب الوجود العربي للمدينة.

واستنكر صيام قيام سلطات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية "بزرع أجسام غريبة" في سماء مدينة القدس، وتهدف بشكل رئيسي لتغيير الآثار العربية والإسلامية في المدينة المقدسة.
واضاف صيام لوكالة معا ان بلدية الاحتلال لا تقدم ادنى خدماتها لمواطني القدس الشرقية ولا تراعي حقوقهم وهناك فرق كبير بين الخدمات المقدمة لأهالي القدس الشرقية والغربية,ومشروع"التلفريك" يخدم أهداف الاحتلال بتهويد واسرلة القدس فقط.
واكد صيام ان الاحتلال يضرب بعرض الحائط بكافة الأعراف والمواثيق الدولية,ويفرض سياسة الأمر الواقع بالمدينة بالقوة. وقال ان الاحتلال يستغل الأوضاع في العالم العربي وانشغال الحكومات والشعوب بمشاكلها الداخلية لتنفيذ مشاريعه ومخططاته في القدس والمسجد الأقصى.
وأضاف ان جميع حكومات الاحتلال تقوم بتفيذ مخططاتها في المدينة المقدسة وبوتيرة اسرع.
بدوره قال مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر لوكالة معا إن مشروع "التلفريك" هو مشروع قديم جديد هدفه تهويد المشهد المقدسي وتغيير معالم المدينة وانتهاك المشهد المقدسي القائم.
وحذر عبد القادر من خطورة المشروع الذي يعمل على تشويه العديد من الأماكن الدينية المقدسة في المدينة. واكد ان المشرزع ينتهك معايير منظمة اليونسكو .
وقال عبد القادر:" ان سلطات الاحتلال تعيد طرح المشروع اليوم في اطار الحملات الانتخابية لكسب اصوات الناخب الإسرائيلي. وأضاف أن المشروع سياسي بحت وليس سياحيا كما تدعي سلطات الاحتلال، وشدد على ضرورة التحرك على كافة المستويات لمنع تنفيذ المخطط الاستيطاني الخطير.
من جهته حمل الناطق الرسمي باسم حركة فتح في القدس رأفت عليان اليوم، حكومة الاحتلال الاسرائيلية وشركائها من الجمعيات الاستيطانية، استمرارية تنفيذها على قدم وساق لبرامج تهدف الى تهويد المدينة.
وحذر عليان من خطورة تنفيذ هذا المشروع الذي سيقضي على العديد من الشواهد والحضارات التاريخية العربية، وسيشوه معالم المدينة الاسلامية والمسيحية التي تذخر بها، وهذا يعارض كافة القوانين والمواثيق الدولية وخاصة اتفاقيات منع المساس بالأماكن الأثرية التي نصت عليها اليونسكو بمنع المُحتل تغير او هدم او المساس بها.

متابعة : فؤاد اللحام وميسة ابو غزالة