السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

سينما غزة بلا دور عرض

نشر بتاريخ: 30/05/2015 ( آخر تحديث: 31/05/2015 الساعة: 09:23 )
سينما غزة بلا دور عرض
غزة- معا- استطاعت غزة على الرغم من كل الظروف التي تحيط بها وقلة الامكانات التي تعاني منها أن تخطو خطوات متسارعة نحو إنتاج أفلام تحاكي الواقع على اختلاف أنواعه وان كانت بعيدة بعض الشيء عن الأفلام الروائية إلا أنها عالجت مشكلات حياتية وسلطت الضوء على قضايا مجتمعية.

"بيت النملة، بيت ترقيع، اوتار مقطوعة، روسميا، انا انسان، سباط العيد ومقلوبة" جميعها أفلام عكست ألام الحرب الأخيرة على قطاع غزة وعرضت في المكان الذي انتهك فيه جيش الاحتلال حقوق الإنسان، سجادة حمراء وشاشة عرض وليس في دور للسينما كما جرت العادة بينما يمشي على السجادة ناس بسطاء مازالت السياسية لم تلفت أنظار العالم لمأساتهم.

معا حاورت خليل المزين وهو مخرج سينمائي درس في سانت بيترسبورغ في اكاديمية الحضارة في روسيا وتخرج في 1997 له مجموعة من الأفلام الروائية الوثائقية وكان اخر فلم له فلم "سارة 2014" الذي تناول العنف ضد المرأة في قطاع غزة للوقوف على واقع السينما في قطاع غزة التي هي جزء من الحالة الفلسطينية المدمرة والمغيبة.

سينما فردية:
يؤكد المخرج الفلسطيني المزين أن صناعة السينما في غزة تأخذ طابع فردي لأنها تحتاج الى أدوات ضخمة ومؤسسات تمول وحكومة داعمة اما غزة المسكينة بها اعمال فردية بإمكانيات متواضعة قد تكون إنتاج شخصي فردي أو انتاجات بسيطة من الدول المانحة قد تكون عربية أو أجنبية لان واقع غزة يختلف عن أي بلد آخر.

وبين المزين ان غزة تعيش ظروف صعبة بسبب الحصار الأمر الذي خلق مشاكل كثيرة غير مشاكل السينما واحتياجات تمنعهم من التفكير في السينما مشددا ان وزارة الثقافة او الإعلام غير قادرة على تامين موازناتها فكيف نتخيل أن تأخذ على عاتقها مشروع سينما يحتاج لأموال ضخمة بالإضافة إلى الاحتياجات اليومية غير المتوفرة كالكهرباء والراتب.

السينما يحتاج الى مشروع دولة ومؤسسات حتى تنهض بهذه الحالة الثقافية...ليس على المستوى المطلوب.

التوجه للميديا اصبح ظاهرة:
ولفت المزين الى ان كثير من الشباب توجه الى الميديا وتحديدا للسينما بحثا عن ذاتهم وبامكانات بسيطة استطاع عدد من الشباب بحسب المزين انتاج افلام لا بأس بها ويقول:" هؤلاء الشباب مازالوا مادة خام فهو يحاول من خلال السينما للسينما التعبير عن ذاته ويجد من خلال فيديو صغير أو ستاند اب كوميدي يصرخ باعلى صوته انه موجود ويعبر عن احتياجاته وكأنه يحاول التحرر من الواقع الصعب الذي يعيشه".

سينما تعاني الانغلاق
وأشار المزين إلى أن السينما الفلسطينية تعاني من الإغلاق والحصار مشددا أننا غير منفتحين على العالم الخارجي بإمكانياته الضخمة بالإضافة إلى قلة الخبرة مشيرا إلى أن كثير من شركات التوزيع تقوم بتوزيع الأفلام على نطاق واسع بينما تعيش غزة أوضاع صعبة ليس على مستوى التوزيع وإنما مستوى الإنتاج أولا"صعب يطلع من غزة وكثير ظروف صعبة تؤثر على جودة الفلم ونوعيته والفكرة".

واقع غزة انعكس على السينما:
وبين المزين ان واقع غزة يعكس حاله الناس فظروفها الصعبة وإمكاناتها صحيح أنهم متعطشين للسينما ولكن بصفة عامة همومهم وجراحاتهم تجعلهم يعزفون عن السينما مشيرا إلى أن المنتج المقدم لا يشد انتباه الناس.

واشار المزين الى غياب الثقافة بالسينما ودور العرض غير متوفرة ما يؤثر على طريقة عرض الفلم في قاعات المؤسسات العامة مشددا أن صالات عرض السينما لا ترقى لمستوى عرض أفلام.

ولفت المزين أن اغلب الأفلام التي تنتح 90% منها أفلام وثائقية قصيرة أو برامج وثائقية تنتج للقنوات مثل قناة العربية والجزيرة والميادين وهناك غياب للأفلام الروائية في غزة لذلك يغيب عنها الفن والكوميديا وتعكس واقع قطاع غزة حتى أن الأفكار الغريبة والتجريدية تصطدم بواقع قطاع غزة لأنه جزء من الشخصية الفلسطينية المجبولة بالحزن والمأساة والآلام ويتم نسخ الواقع في الأفلام.

ويقول:"هناك بعض الأفلام وبعض السكتشات تحتوي على الكوميديا وأيضا غير قادرة على الابتعاد عن الواقع فتستنسخه بشكل ساخر".

وعن علاقة المخرجين الفلسطينيين بالمهرجانات الدولية أكد المزين أن أي حدا يفتح له مجال وإمكانات حتى لو لم تكن إمكانات هوليودية سيبدع في مجال السينما ليعبروا عما بداخلهم ويشدد المزين:"المخرج الفلسطيني إذا توفرت له الفرصة فانه سيصل".

الانقسام هو المعيق:
وبين المزين ان الانقسام الذي حصل اثر على حياتنا ويعيق عمل المخرجيين السينمائيين متابعا:"لو كان هناك وحدة وطنية سيهتم كلا الطرفين ببرامج غير البرامج الاغاثية والاعمار وسيكون هناك اهتمام اكثر بالبرامج الثقافية والعلمية التي ترعى الشباب وتكون حاضنة لهم ولمشاريعهم وتقف معهم.

واضاف:"الحالة العامة سيئة فكيف نفترض ان يكون هناك سينما والشارع مكسر والبيت مهدم وما فيش كهربا ما هي السينما جزء من الحالة العامة لو بتتحسن الجوانب الحياتية للناس بصير في تفكير بالسينما والثقافة".

وتساءل المزين: "هل يمنع الانقسام بنهضة سينمائية؟؟؟".

وعن مشروع السجادة الحمراء ومهرجان كرامة لحقوق الانسان اكد المزين ان رسالة كانت ان من هذا المكان القبيح المدمر نخلق الجمال كلنا سواء وكلنا نمشي على السجادة الحمراء وهي ليست حكرا للقادة والوزراء لذلك رفضن وجودهم في المهرجان.

واضاف:"لو يقعد السياسي يحكي عن الأعمار لسنة واثنين وثلاثة لا يوازي لقطة واحدة من الأفلام التي عرضت في مهرجان السجادة الحمراء" وفي نفس الوقت هذه رسالة لاهمية وجود دور عرض للسينما في غزة.

السينما مستقبلا:
يخطط المزين لانشاء اكاديمية تعنى بالسينما في قطاع غزة تكون حاضنة للشباب الخام في هذا المجال تقوم على تخريج ممثلين ومخرجين وفني صوت وصورة.

مقابلة هدية الغول