الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

لم يكمل زيارته- لماذا اعدم جيش الاحتلال "حامد"؟

نشر بتاريخ: 26/08/2016 ( آخر تحديث: 29/08/2016 الساعة: 18:29 )
لم يكمل زيارته- لماذا اعدم جيش الاحتلال "حامد"؟
رام الله - خاص معا - كان الشاب إياد زكريا محمد جمعة حامد (38 عاماً) في طريقه لزيارة أقارب بحسب ما قالت العائلة، حين أطلق عليه جنود الاحتلال أربع رصاصات، وهو يقود سيارته الخاصة في بلدة سلود شرقي رام الله، وعلى الفور كانت رواية الإعلام العبري أن الشاب أطلق النار على الجنود.

مجدداً يرتقي شهيد جديد، هو الخامس على المدخل الغربي لبلدة سلواد، بعد أن اشتبه به جنود الاحتلال أثناء سيره بمركبته قرب المنطقة، ولدى اقترابه من البرج العسكري، المقام عند مدخل البلدة الغربي، ففتحوا عليه النار بكثافة.

وبات الطفلان زكريا (9 سنوات) وليان (سنتان)، بلا أب بسبب اشتباه أحد جنود الاحتلال بالشاب الذي أطلقت عليه النار، فتبين أنه مدني أعزل كان يسير بالقرب من المكان.

في مركبته الخاصة كان الشهيد حين اقترب من المدخل الغربي لبلدة سلواد، والذي استشهد فيه 4 شبان من أبناء البلدة، بعضهم نفذ عمليات دهس كالشهيد أنس بسام حماد والشهيد محمد عبد الرحمن عياد والشهيد عابد رائد حامد، فيما أعدمت الشهيدة مهدية إبراهيم حماد بلا أي سبب.

هي زيارة لم تكتمل للشاب إياد حماد، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، وتعيش جميع عائلته في الولايات المتحدة، إلا أنها أنهت حياة شاب متزوج وأب لثلاثة أطفال، وهو من الأشخاص ذوي الاعاقة، حين قرر جنود الاحتلال المتمركزون عند برج المراقبة القريب من الشارع الرئيسي بين رام الله وشمال الضفة الغربية، إعدامه بلا أي سبب، إلا ربما لمجرد شعورهم بالملل، يقول مواطنون من البلدة.

حديث الأهالي عن قتل الشاب إياد حامد، يعيد إلى الأذهان حادثة إعدام الشهيدة مهدية حماد في (25/12/2015)، وهي أم لأربعة أبناء، أعدمها الجنود في المكان ذاته أثناء عودتها بسيارة العائلة من زيارة شقيقتها، وهي التي كانت تعاني من مشاكل في السمع والبصر، قتلت بزعم محاولتها تنفيذ عملية دهس، ودون أن تشكل أي خطر على جنود الاحتلال.

مواطنون تواجدوا في مكان إعدام الشاب إياد أكدوا أن الجنود أطلقوا النار عليه أثناء سيره ولم يكن يحمل سكينا ولم يحاول مهاجمة أي جندي من أولئك الجنود المتحصنين بسواتر اسمنتية ضخمة وأبراج عسكرية مرتفعة.

جيش الاحتلال أعلن بعد ساعة على تنفيذ جريمته أن الجنود لم يعثروا على أية سلاح مع الشاب، وهو ما جعل الجيش يعلن عن فتح تحقيق في الجريمة، ولكن كالعادة فإن الملف سيغلف دون اعتقال أحد.

أصيب الشاب إياد بأربع رصاصات، وكان يتحرك ويأن من الألم، حين تقدم منه الجنود، وهم يصوبون سلاحهم نحوه، فأخرجوه من سيارته، واعتدوا عليه، وألقوه على الأرض، وتركوه يتألم حتى استشهد.

الشاب حامد الذي يقول أهالي سلواد إنه من الأشخاص ذوي الاعاقة، كان في طريقه لزيارة أقارب، حين فتح جنود الاحتلال النار نحوه، فأصابوه بأربع رصاصات في الجزء العلوي من جسده، ثم أخرجه الجنود من السيارة وألقواه على الأرض.

لأكثر من ساعتين وجثمان الشهيد حامد ملقى على الأرض ومغطى بالكيس الأسود، بعد أن منع جنود الاحتلال سيارة الاسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر من الوصول إليه وتقديم العلاج له، ليشاهده الجنود وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، في جريمة تعاقب عليها اتفاقيات جنيف، والتي تنص صراحة على تقديم العلاج الطبي للجرحى في الحروب.

وقال الاهالي لـ معا إنه في حالة الشهيد إياد فإنه أعدم بلا سبب، ومع ذلك لم يتحرك ضمير الجنود وضباطهم، ليقدموا العلاج له، بل شاهدوه يأن من الألم حتى فاضت روحه إلى باريها، ليضاف الشهيد إياد إلى مئات الشهداء الذين أعدموا وتركوا ينزفون حتى فارقوا الحياة.

وباستشهاد الشاب إياد حامد (38 عاما) من سلواد، يرتفع عدد الشهداء منذ بداية العام 2016 إلى 91 شهيداً، بينما يرتفع عدد الشهداء منذ بداية تشرين أول الماضي إلى 336 شهيداً، بينهم 68 شهيداً أعدموا على حواجز ونقاط عسكرية.

تقرير: فراس طنينة