الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

"مهندسو خضوري" ينحازون للبيئة في 17 تجمعًا

نشر بتاريخ: 22/03/2017 ( آخر تحديث: 22/03/2017 الساعة: 15:57 )
بيت لحم- معا -  تتبع طلبة من كلية العلوم والتكنولوجيا الزراعية بجامعة فلسطين التقنية (خضوري) حال البيئة في تجمعاتهم. واستعرض المهندسون الزراعيون الذين يستعدون للتخرج، خلال لقاء خاص نظمته الكلية بالشراكة مع مركز التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، التحديات التي تعكر صفو التنوع الحيوي في 17 تجمعًا بمحافظات: طولكرم، وجنين، وطوباس والأغوار، ونابلسن وقلقيلية، بفعل الممارسات المجتمعية، عدا عن انتهاكات احتلال لا ترحم البشر والشجر والحجر.
وقدم إياد الصيفي شرحًا مقتضبًا لكفر عبوش جنوب طولكرم، وما تتميز به من تنوع حيوي ساحر وحقول زيتون شاسعة، لكن ذلك المشهد تطارده عمليات رش مبيدات الأعشاب، ذات التداعيات الخطرة على الصحة والبيئة، عدا عن الزحف العمراني، الذي يطارد الأراضي الزراعية دون رحمة.
فيما عدّدت براءة جوابرة جماليات بلدتها قباطية المتاخمة لجنين، بسهولها المشتهرة بالزراعة وجبالها المزينة بالزيتون وبعض كروم العنب. وقالت: مقالع الحجارة وغبارها وضجيجها تتدخل في تعكير جمال بلدتنا.
وانتقلت دعاء منصور إلى نابلس، المدينة الساكنة بين جبلين، وقالت: يوفر جرزيم وعيبال تنوعاً حيويًا هائلاً بألوان الطيف، فهناك الأصفر والأحمر والأزرق، التي تتوحد لتشع جمالاً، لكن كل هذا مهدد بالزحف العمراني المتسارع، وبالضوضاء التي تسببها زحام المركبات.
طمون: زحف الدفيئات
ورسم زكريا بشارات مشهد بلدته طمون بمحافظة طوباس والأغوار الشمالية، وما فيها من سهول البقيعة وعاطوف وأراض ممتدة تلونها أزهار الربيع، لكنها تتعرض لتهديد زحف بلاستيكي لدفيئات وبرك زراعية تكاد تحجب بيوت البلدة.
وعدّد محمد جابر مكونات باقة الشرقية بمحافظة طولكرم، وما فيها من ماء وزراعة وجبال مزينة بالتنوع الحيوي، وعلى النقيض تقف مصانع الاسمنت والغبار الذي تسببه لتلوث المحيط.
واستعار محمد عبد اللطيف جمال قرية فرعون المجاورة لطولكرم، والتي تجمع بين الجبال والوديان، لكنها ملاحقة بفعل القطع الجائر لأشجار الزيتون، والنفايات العشوائية التي تلوثها.
ورحلت زهراء زيود إلى بلدتها سيلة الحارثية، غرب جنين، لتقول إنها تحرس مرج ابن عامر، أعظم سهل داخلي في فلسطين، وتجاور تل تعنك التاريخي، وتتمتع بزيتون ممتد، لكن غابات الاسمنت تزحف في كل ناحية، كحال غالبية التجمعات الفلسطينية.
واسترسلت استبرق نعيرات لتقص جمال بلدة ميثلون جنوب جنين، بسهلها الذي يغرق في سنوات الأمطار الغزيرة، ويتحول إلى بحر، فيما اختفت من أراضيها زراعة البطيخ ذائع الصيت؛ بفعل أمراض التربة وفي مقدمتها (الفوزاريوم) عدا عن اختفاء البذور البلدية.
وقال محمد العارضة إن عرابة في محافظة جنين، الشهيرة بقصورها التاريخية وبسهلها المنبسط تعاني الخنازير البرية، وما تتركه من آثار سلبية على الأشجار والمحاصيل.
ونقل محمد جعفر رفاقه إلى كفر راعي، جنوب غرب جنين، التي تشتهر بكرزها وزيتونها، فيما صار يتهددها مكب "زهرة الفنجان" بما يبعثه من روائح وحشرات وكلاب ضالة وضجيج مركبات جمع القمامة.
واصطحب محمود بشارات الطلبة في رحلة قصيرة إلى بلدته طمون، التي لا زالت تحفظ بريتها ببعض أزواج غزال الجبل الفلسطيني، وتكسوها زهرة الدحنون الحمراء، فيما يقطع صفاء المشهد الصيد الجائر للغزلان، والاعتداء على الحياة البرية عموماً.
الباذان: أحراش حزينة
واستعرض زهراب شنابلة ( الذي يشير اسمة لماء الذهب) أحوال طلوزة حارسة أحراش الباذان ومياهها ومتنزهاتها الطبيعية، لكن المياه العادمة القادمة من نابلس، والمكبات العشوائية للنفايات، وفوضى المتنزهين وقمامتهم في كل مكان، وقطعان الخنازير تقلب المشهد الجميل رأسًا على عقب، لتحولها إلى أحراش حزينة.
وأكمل أسيد حشايكة من وادي الباذان رسم المشهد الجميل للوادي، والمهدد بطوفان المياه العادمة وما تخلفه من تلويث وروائح، عدا عن النفايات العشوائية المنتشرة في كل ناحية.
وقال محمد زيد من قرية فلامية بمحافظة قلقيلية إن مسقط رأسه محروس بأزهار الترمس البري الزرقاء، ومغطاة بكثافة وزهرة الخردل الصفراء، غير أن قطع الأشجار يدمر المشهد الجميل.
ميثلون: بحيرة مؤقتة!
وأكمل جبريل ربايعة لوحة ميثلون التي تتزين ببحيرة مؤقتة في سنين المطر الوافر، فتأمها الوفود الزائرة من البلدات المجاورة والبعيدة، وتزحف إليها الطيور المهجرة، وتحولها إلى بحيرة كطبريا، تترك آثاراً على الأرض التي لا تزرع غالباً.
وعرضت أميرة شافعي مشهد إكتابا في طولكرم، الجميلة في تنوعها الساحر، والتي لا تعرف الهدوء بسبب الكسارات ومصانع الطوب. وتذكرت نبات الفول البلدي الذي انقرض من حقولها.
وقالت خديجة نجار إن مخيمها نور شمس المتاخم لطولكرم يعاني الأمرين بسبب مجاري وادي الزومر، وما فيه من روائح وبعوض، وخاصة خلال الصيف.
وتجولت عرين بني عودة في حقول عاطوف الملاصقة لبلدتها طمون، والتي تتزين هذه الأيام بحلة حمراء لأزهار الدحنون، لكن الجمال يوقف تألقه انتشار البيوت البلاستيكية كالفطر في البلدة.
كفر رمان: حارسة الحجل
وذهبت طيف ياسين إلى جبال كفر رمان، القرية الرومانية القديمة شرق طولكرم، ونقلت مشهد طائر الحجل الذي يكحل القرية، فيما تلاحقه ممارسات الصيد الجائر، وتهدد لوحة الجمال الطبيعية مبيدات الأعشاب، التي تحرق الأخضر واليابس.
وقالت ديما أبو ظاهر إن فلامية، شمال شرق قلقيلية، تشتهر بزيتونها وزعترها وبأشجار الجوافة، لكن جدار الفصل العنصري سمم حياتها.
بدوره، أشار المحاضر بكلية العلوم والتكنولوجيا الزراعية أسامة خلف أن الطلبة يقتربون من البيئة من خلال تمرينات حقلية، تجري فيها الزراعات العضوية والبيئية والمائية، ويتم تحضير الأسمدة العضوية، والتدوير، مثلما غرس الطلبة الأزهار في مخلفات القنابل التي يطلقها الاحتلال داخل حرم الجامعة.
وأكد أن الطلبة استمعوا لمحاضرة تحدثت عن تنوعنا الحيوي، والأقاليم النباتية في فلسطين، والطيور، والتحديات البيئية، وسبل توجيه مشاريع التخرج التي يقدمها الطلبة نحو علاج شؤون بيئية.
فيما ذكر المدير التنفيذي لـ"التعليم البيئي" سيمون عوض أن الطلبة هم أساس تشكيل الوعي، ويمكنهم نقل التحديات التي تتهدد بيئتهم، وإطلاق مبادرات للتخفيف من تأثيراتها السلبية، ونشر الوعي حولها.
وأضاف أن المركز يرعى منتديات طلابية خضراء، تناقش شؤون البيئة وشجونها، وتعد منصة للحوار حول الحقوق والواجبات تجاه محيطنا البيئي، والاقتراب من تنوعنا الحيوي بجماله وما يهدده.