الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

صفقة القرن تضرب الاسواق.. ديليفري ومكبّرات صوت مزعجة تنادي على الفقراء

نشر بتاريخ: 10/08/2019 ( آخر تحديث: 13/08/2019 الساعة: 12:02 )
صفقة القرن تضرب الاسواق.. ديليفري ومكبّرات صوت مزعجة تنادي على الفقراء
الضفة الغربية - تقرير معا - كفّ العديد من التجار عن إستيراد كميات كبيرة معتادة للعيد لمعرفتهم أن ظروف الناس لن تسمح بقوة شرائية عالية . وقد باح العديد من التجار لمراسلي معا انهم ألغوا طلبيات كبيرة كانت مخصصة لأسواق العيد بسبب الحصار المالي المستمر على الضفة الغربية وبسبب انتشار قوات كبيرة من الاحتلال في شوارع الضفة عقب عملية قتل جندي اسرائيلي في مستوطنة "عتسيون" بين بيت لحم والخليل.
وبالاضافة الى الجو العام المتعلق بالدين والصوم يوم عرفة، انتشرت البسطات والعربات ذات العجل بشكل عشوائي ودون مراعاة قوانين السير أو لوائح البلديات فاعترضت طريق المارة وأحيانا احتلت الشارع الأصلي ومفترقات الطرق وزادت من أزمات السير التي صارت لازمة من لوازم العيد.
أصحاب المحلات وفي بعض الاحيان لجأوا الى منافسة البسطات التي تنافسهم على لقمة العيش من خلال استخدام مكبرات صوت عالية ومزعجة تصدح ليل نهار دون حسيب او رقيب فترعج النيام وتقلق راحة البال دون جدوى .. وهذه لم تكن موجودة من قبل في مدن الضفة الغربية لكنها انتشرت هذا العام بشكل مزعج ومبالغ فيه . ووراء كل مكبر صوت كنت تجد محلا فارغا من الزبائن، لان الصوت العالي لم يجلب الزبائن ولم يجلب الحظ أيضا.
صنف ثالث من التجار المتجولين إستخدم السيارات ومكبرات الصوت في التجوال بين الاحياء السكنية لعل في الامر فائدة دون جدوى أيضا . واختلف نوع البضائع من الايس كريم الى البطيخ والشمام والفواكه وحتى الادوات الكهربائية ما يشير الى أن السوق في حالة تخبّط كبيرة دون توجيه.
صنف رابع اشترى راحة البال ويرفض أن يخرج الى السوق هربا من ازمة السير التي لا تطاق ولا يمكن تخيلها ، حيث احتاج الامر الى ساعة كاملة لقطع نص كيلومتر في بعض الاحيان . فصار يطلب احتياجاته عن طريق التوصيل ( موتور الديليفري ) وهو ما سهّل الازمة وساهم في تشغيل بعض الشباب.
صنف خامس اختار البيع بين المدن وعلى طريق القرى، ومع درجات الحرارة العالية كانت الكاميرا تشفق على الباعة وتشفق على الزبائن.
احد كبار تجار المفروشات في جنوب الضفة الغربية قال لمعا: كنت طلبت شحنة كبيرة من اوروبا وعلى الفور قمت بالغاء الطلبية لان الناس لا يملكون القوة الشرائية.
هذا وخلت أسواق العيد من التوجيهات الحكومية ومن ارشادات المراكز الاقتصادية، ومعظم التجار لم يخاطبهم أحد ولم يشرح لهم أبعاد الأزمة الراهنة ومستقبلها. ما يعني ان المسئولين تركوا السوق يتفاعل مع ذاته دون ارشاد ما خلق التنافس بين صغار الكسبة وباعة الطريق دون رحمة.
وفي تعقيب على الامر قال رئيس تحرير شبكة معا د. ناصر اللحام : مع دخول البلد هذه الحالة من ضعف القوة الشرائية وإنحسار النقد سندخل في مرحلة تاّكل الرأسمال الوطني وهو تنافس قاس ومريض داخل الاسواق المحلية يؤدي الى خسائر فادحة عند تجار الطبقة الوسطى وتجار السوق الفقير وبشكل جماعي وسوف تغلق مئات المحلات ابوابها في فترة قياسية ما يزيد من غضب السوق وعنف التنافس وعشوائية البيع والشراء وانتشار عصابات التسوّل وسيطرة رعاع على الممتلكات العامة، وبالفعل بدأت الطبقة الفقيرة والطبقة المتوسطة تنشئ أسواق خاصة بها مؤخرا وهو مؤشر خطير على وجود نوعين من الزبائن ونوعين من الأسواق ونوعين من المستهلكين ونوعين من التجار .. فالحقيبة التي تشتريها سيدة من حي .... الغني والفاخر بمئة دولار ، يمكن ان تجدها في سوق .. الشعبي بقيمة لا تتجاوز 10 دولارات . وفيما يشتري اولاد الذوات هاتف امريكي محمول ب1500 دولار يشتري عامة الناس وطلبة الجامعات الان جهاز هاواوي بقيمة 100 دولار وهكذا. ومعظم الناس سيبحثون عن علبة سجائر لا تزيد قيمتها عن 5 شيكل، ولسوف يجدون غايتهم إن اّجلا ام عاجلا.
واضاف اللحام: قريبا سوف ينشئ الفقراء أسواقهم الخاصة وعالمهم الخاص الذي يعتمد على الاكتفاء وعلى الاختفاء ، عالم لا يكترث ببورصة شيكاغو ولا يورصة تل ابيب، وسوف يخلق السوق من تلقاء ذاته تجّار جملة وسوق البضائع المهربة بشكل لم تشهده الاسواق المحلية في الارض المحتلىة من قبل.