الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

صور- معا ترصد معاناة 18 فلسطينيا شردهم الاحتلال الى العراء

نشر بتاريخ: 20/11/2019 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:11 )
صور- معا ترصد معاناة 18 فلسطينيا شردهم الاحتلال الى العراء
القدس - تقرير معا -إعلان الإدارة الأمريكية "بأن المستوطنات في الضفة الغربية لا يعتبر خرقا للقانون الدولي وان بناء المستوطنات شرعي" كان بمثابة ضوء اخضر إضافي لسلطات الاحتلال لتنفيذ أجندتها بتفريغ مدينة القدس، فبعد ساعات معدودة نفذت هدم 3 منازل سكنية أحدها قائم قبل قيام "دولة الاحتلال" بعقود.
حملة هدم في أحياء مدينة القدس بدأت منذ ساعات الصباح واستمرت لعدة ساعات متتالية، وتركزت في حي جبل المكبر جنوباً وانتهت في بلدة بيت حنينا شمال المدينة، وأدت إلى تهجير 18 فرداً.

عائلة العباسي لن تعود الى منزلها كما خرجت منه.
السيدة فاطمة العباسي وأبنائها الأربعة، خرجوا صباحا ككل يوم من منزلهم في قرية جبل المكبر.. الأم الى عملها والأبناء الى الجامعات والمدارس، لتتلقى اتصالا يخبرها باقتحام قوات الاحتلال منزلها تمهيدا لهدمه، فحاولت مسرعة الوصول لمعرفة ما يجري خاصة وأنها تدفع "غرامة بناء بدون ترخيص بداية كل شهر حتى عام 2021"، وقال جلال العباسي :"منعوني وشقيقتي من الدخول الى منزلها ثم سمحوا لها وتمكنت من أخذ بعض الأغراض الخاصة، ثم نفذوا عملية الهدم والتي تمت دون سابق إنذار... هذه ضريبة الصمود والعيشة في مدينة القدس."
السيدة فاطمة العباسي أصيبت بوعكة صحية لما شاهدته في منزلها الذي عاشت فيه وأبنائها 10 سنوات، وأبنائها لم يعودوا الى منزلهم الذي تحول لركام وأكوام من الحجارة المتناثرة هنا وهناك، وشرع أبناء العائلة بتجميع ما تبقى من الأثاث والمحتويات من تحت الركام.
تأجيل الهدم ولكن!

وعلى بعد أمتار من منزل العباسي، توجهت جرافات الاحتلال لمنزل لعائلة شقيرات، وحاصرته لأكثر من ساعتين، وشرعت بتفريغ محتوياته، الا أن العائلة تمكنت من تأجيل وتجميد قرار، بعد توجهها لمحكمة البلدية ودفع غرامة مالية فورية فيما يبقى القلق والخوف وعدم الشعور بالأمن يسيطر على سكان المنزل.
منزل عمره 130 عاماً يتحول لركام !
وفي ساعات العصر انتقلت جرافات الاحتلال لمنزل عائلة الخلايلة في القرية، وطالب مفتش البلدية من العائلة تنفيذ قرار الهدم بشكل فوري وإلا ستقوم هي بعملية الهدم وعليها دفع "أجرة الهدم قيمتها 100 ألف شيكل"، فاضطرت لتنفيذ الهدم واستئجار جرافة وبقيت القوات تحاصر المنزل حتى الانتهاء من عملية الهدم كاملة، إضافة الى تصوير جوي لما بعد الهدم.

موسى عواد خلايلة قال:" المنزل قائم منذ ما يزيد عن 130 عاماً، وكان بحاجة لعملية ترميم واسعة خاصة أن السقف والجدران من الطوب والحجارة، وكانت المياه تتسرب منها، وبعد فحص مهندس البلدية حالة المنزل وافق على "الترميم"، وتمكن من الحصول على رخصة ترميم، وحسب تعليمات المهندس قمنا بالعمل بشكل كامل ولم نتجاوز الرخصة، لنفاجئ بعد رفع أساسات المنزل بقرار من وزارة الداخلية بهدمه "بحجة البناء دون ترخيص".
وأَضاف خلايلة:" ادعت وزارة الداخلية بأن المنزل لم يكن قائما، فتوجهت الى "قسم الخرائط والمساحة" في تل أبيب وتمكنت من اصدار صورة جوية للمنطقة أظهرت المنزل، ثم ادعت البلدية بأني قمت بتجاوز رخصة الترميم، حتى أصدرت المحكمة العليا قرارا بهدمه."
وقال خلايلة:" هذه هي ديمقراطية الاحتلال، بهدم منازلنا وتشريدنا وملاحقتنا على ذكرياتنا...ففي هذا المنزل ولد أجدادي وعشنا فيه ليتحول اليوم الى أكوام من الحجارة، وحتى هذا الركام تم مطالبتنا بتفريغه ونقله الى مكان مخصص "مكب للحجارة يتبع لبلدية الاحتلال وعلينا دفع 1500 شيكل لكل شاحنة".
عائلة علون... مأساة الهدم
وفي حي الأشقرية ببلدة بيت حنينا، تعالت أصوات السيدة منوة علون وهي تقول وتحاول مواساة زوجها الذي جلس باكيا على ركام منزله "المهم أنت موجود مش مهم الدار... ما تزعل بلاش يصيرلك اشي".
وقالت:" أخذنا موعد في البلدية مطلع الاسبوع القادم لتقديم طلب لترخيص المنزل، لكننا فوجئنا بالقوات تحاصر المنزل وتخرجنا منه وتشرع بهدمه، أسرعنا لدفع 25 الف شيكل للبلدية لتأجيل الهدم لكن جرافات الاحتلال رفضت الانتظار والتأجيل.
وأوضحت علون:" منذ 7 سنوات نعيش في المنزل أنا وزوجي وأطفالي الأربعة، دفعت "غرامة مالية بحجة البناء دون ترخيص" قيمتها 40 ألف شيكل، وتمكنا من تأجيل وتجميد قرار الهدم في محاولة لترخيص البناء."
من هُدمت منازلهم اليوم وشردوا وباتوا دون مأوى لسان حالهم يقول" ثابتون في القدس ولن نرحل مهما اشتدت حملة مؤسسات الاحتلال علينا".