الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أول الربيع...

نشر بتاريخ: 21/03/2020 ( آخر تحديث: 21/03/2020 الساعة: 22:38 )
أول الربيع...
الكاتب: د.ايناس عبد الرحمن عباد
هل يكون نهاية لاستهتارنا ....؟؟ وبداية لنشر الوعي والثقافة الخاصة بفيروس كورونا ؟؟!؟ أو بداية لنهاية الهلع المتعلق بهذا المرض..؟؟

نحن من نقرر ذلك...هذا الأسبوع هو الأكثر أهمية وجدية في انتشار الفيروس....

بدأ المرض على شكل أخبار تتخللتها الإشاعات والتنبوءات والتحليلات السياسية والاقتصادية والطبية وحتى الدينية أكثر من الحقائق؛ مثل كونه مؤامرة أمريكية لضرب اقتصاد الصين، وأن مصدره الخفافيش والأفاعي التي تباع في أسواق السمك، بحجة أن أول أوائل المصابين به كانوا من العاملين في أسواق المأكولات البحرية في ووهان، والتي تبيع الخنازير والكلاب والثعابين والفئران وغيرها من الحيوانات التي يأكلها الصينيون؛ وأخبار ممزوجة بتحليلات بأن الصين هي المستفيد الأول من انتشار المرض، فالدولة تشتري عقارات يملكها اوروبيون وأمريكيون بأسعار زهيدة، وأخرى تقول أنه وباء يهدف لتقليص عدد سكان العالم، وغيرها تقارنه بالإنفلونزا العادية التي تقتل ما يقارب 10٪؜ من المصابين، وتذكر احصائيات لعدد من المنظمات ومنها منظمة الصحة العالمية أن الانفلونزا العادية تصيب عشرات الملايين كل عام بينما تقتل ما يقارب 250-500 ألف شخصاً منهم.

اليوم تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا 200 ألف مصاب، بينما عدد الوفيات وصل إلى ما يقارب 9000 حتى الان.

أطلقت منظمة الصحة العالمية في الخريف الماضي اسماً رسمياً للفيروس كورونا الجديد اسم "سارس-كوف-2"، وأطلقت على المرض الذي يسببه اسم "كوفيد-19".

واليوم تردنا الأخبار أن ما يقرب على مليار شخص هم في الحجر الصحي أي ما يقرب على ثُمن سكان العالم، وفي المقابل تجرى تجارب علمية حول العالم، خاصة ألمانيا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة الامريكية، والتي يعتبرها العلماء واعدة في علاج فيروس كوفيد -19، وإن صح ذلك فإنه لا يمكن للمرضى الحصول على العلاج قبل خريف هذا العام، أي بعد ستة أشهر من الآن.... فهل ننتظر !؟!؟ وما الذي يهمنا نحن في القدس وبقية المدن الفلسطينية !؟!؟

بالنظر إلى سرعة انتشار الفيروس نجد أنه قد بدأ بعدد لم يتجاوز العشرة وفِي الأسبوع الثاني أصبح الرقم مكوناً من منزلتين وفي الثالث أصبح الرقم بالمئات وفي الرابع أصبح يعد الآلاف من المصابين، وما أن وصل الأسبوع الخامس في تلك الدول حتى أصبح العدد عشرات الآلاف كما في ايطاليا وإيران وهنا خرج عن السيطرة....

اليوم نحن في هذا الأسبوع الحاسم؛ إما أن نستمر في الإنكار وبالتالي التعامل مع الموضوع وكأنه خبر في الإذاعة، أو فيديو في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي متابعة حياتنا بشكلها الاعتيادي، والخروج للزيارات والشراء غير المبرر والتواجد ضمن الحشود، وستكون فرصة الإصابة بالعدوى قوية وقد ينقل الفيروس ونساهم في انتشار المرض....

وهذا فعلياً ما حدث في ايطاليا ... الأفراد تهاونوا واعتبروا العطلة فرصة لحفلات الشواء والتسوق، وتسببوا باصابة غيرهم وموت أحبتهم

والمحزن أكثر أن يموت من نحبهم لحرمانهم من الحيز على أجهزة التنفس الصناعي ... حياتك أو حياة من تحبهم ..!!!

ربما علينا أن نفكر أكثر ونقرر أن نكون أكثر وعياً لما يجري، وأشد حذراً وإدراكاً لخطورة الوضع القائم، وهو ما فعلته ووهان في الصين رغم أنها المصدر الأول للفيروس... واليوم هي خالية منه تماماً...

كيف نكون أكثر التزاماً ووعياً؟

بحسبة سريعة مدة احتضان فيروس كورونا هي ١٤ يوم؛ ولو تمكن كل منا من الالتزام ببيته مدة ٣ اسابيع .....تأكدوا ستنتهي الأزمة.... ولهذا لن يجد المصاب بالمرض أي شخص لينقل له العدوى ويحظى المصاب حينها بالرعاية الطبية ويتماثل للشفاء في الفترة ذاتها التي يلتزم غيره بيته...

دعوة للمقدسيين وبقية المدن الفلسطينية لعدم الانخراط في هذه الأزمة بالوعي والالتزام......... ولتكن بيت لحم قدوتنا في ذلك....