الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

هنية والزهار على خطوط النار

نشر بتاريخ: 05/04/2015 ( آخر تحديث: 05/04/2015 الساعة: 19:19 )
هنية والزهار على خطوط النار
غزة- تقرير معا- أثار نشر صور قادة حماس وهم يتفقدون مواقع عسكرية متقدمة ومتاخمة للحدود مع غزة تساؤلات كثير من المراقبين، حول المغزى من ظهور قيادات الصف الاول في تلك المواقع وماهية الأهداف الكامنة وراء تلك التحركات.

وتُظهر الصور التي تناقلتها مواقع حماس إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس وقائدها الفعلي في غزة، إلى جانب على ما يبدو أفراد من وحدة النخبة في (كتائب القسام) شمال غزة بالقرب من مستوطنة "نتيف هعستراه"، بالإضافة الى صور ظهر فيها الدكتور محمود الزهار الذي يصنف من التيار المتشدد في الحركة.
معا بدورها وقفت عند مجموعة من التساؤلات: هل الأمر مجرد زيارة عادية لا تحمل أي مغزى أمني أو سياسي؟ أم أنه بداية لعملية تحفيز وتحريض الجناح المسلح استعداد لما قد تقدم عليه الحركة في ظل استمرار الحصار وتأخر الأعمار كما هددت مسبقا؟، ام أنها رسالة لإسرائيل في ظل حديثها الدائم عن عودة حماس لبناء قدراتها العسكرية وحفر الأنفاق استعدادا للمواجهة القادمة؟ أم أن الأمر متعلق بما يقال عن مفاوضات تديرها (قطر) للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد؟.

اتفاق التهدئة.. 
وفي هذا الشأن يقول اكرم عطا الله المحلل والمختص بالشأن الاسرئيلي، ان زيارات قادة حماس ونشر الصور يأتي في اطار حديث الحركة المعمق حول اتفاق التهدئة الذي يعمل الآن على تحقيقه وتنفيذه بوساطة عربية ودولية وفي مقدمتها قطر والأمم المتحدة.. خاصة وان هناك اختلافا على ما يبدو بين القيادة السياسية والعسكرية للحركة حول مدة الاتفاق والبنود المتعلقة فيها!! وهي رسالة تقول للجميع ان لا خلاف وان القيادتين متفاهمتان الى حد كبير في موضوع التهدئة. 

ويضيف عطا الله أن حماس تحاول أن ترسل رسالة للمجتمع الفلسطيني انه في حال تحقيق تهدئة بينها وبين إسرائيل، فإن هذا لا يعني إلقاء السلاح والاستكانة الى التهدئة.. وإنما تكون في إطار الاستعداد لحروب قادمة تكون فيها الحركة اشد قوة واصلب عود. 

دلالات هامّة
المحلل السياسي حسام الدجني أوضح ان الصور التي نشرتها حركة حماس لها دلالة سياسية وامنية مهمة، ولم تكن بالمطلق صور عفوية من قبل الحركة التي لديها منظومة أمنية واستخباراتية لا يستهان بها، وأولى تلك الدلالات: ان حماس على ما يبدو تسعى لتأسيس جيش قوى (جيش التحرير) باعتبار ان المنطقة التي ذهب إليها (هنية والزهار) وغيرهما من قاة حماس هي باتجاه شمال قطاع غزة وتدلل ان عين الحركة على شمال "فلسطين المحتلة" وعلى القدس والمناطق التي تسيطر عليها إسرائيل. 
رسالة لمصر 
كما أن نشر الصور في هذا التوقيت يمثل رسالة للحكومة والقيادة المصرية، بأن الحركة هدفها الأول هو تحرير فلسطين وان التناقض الوحيد لحماس هو مع الاحتلال وليس مع اي جهة اخرى!! وان الحركة ليس لديها أي أطماع او أعمال داخل سيناء أو غيرها من المدن العربية، فعين حماس على فلسطين وتأمل من الاشقاء العرب أن يساعدوها بتحقيق حلمها.
واشار الدجني إلى أن الحديث الذي يدور عن وجود اتفاق تهدئة يطبخ على نار هادئة بين أطراف عربية ودولية، ويؤسس لمرحلة جديدة من العلاقة المكشوفة بين (حماس واسرائيل) ويندرج في اطار كشف تلك الصور ووجوه بعض الشخصيات الكبيرة التي توجهت للمكان الخطير والقريب جدا من الحدود.. فلا اتصور- يقول الدجني- ان قادة الصف الأول من حماس وبعض قادتها العسكريين يقومون بزيارة تلك المواقع بشكل عشوائي دون تخطيط وهدف مسبق.
تقرير إبراهيم قنن