الثلاثاء: 19/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

اليونسكو تحثّ على اتخاذ إجراءات لتدارك خطر حرمان الاطفال من التعليم

نشر بتاريخ: 13/09/2019 ( آخر تحديث: 13/09/2019 الساعة: 20:16 )
باريس- معا- كشفت بيانات جديدة نشرها معهد اليونسكو للإحصاء اليوم، بشأن الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في العالم، عن إحراز تقدم ضئيل، إن لم يكن معدوماً، في مجال التعليم على مدى أكثر من عقد. كان العالم قد شهد عام 2018 حرمان زهاء 258 مليون طفل ومراهق وشاب من حقهم في الذهاب إلى المدرسة، أي ما يعادل سُدس عدد الأطفال في سن المدرسة على مستوى العالم (من 6 إلى 17 عاماً). وإنّ الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنّ التخاذل عن اتخاذ تدابير عاجلة في هذا الصدد قد يحرم نحو 12 مليون طفل في سن التعليم الابتدائي من أن تطأ أقدامهم المدرسة. وتنذر هذه النسب والأرقام بالصعوبات التي تعترض سبيل الجهود الرامية إلى توفير تعليم شامل للجميع، الأمر الذي يعدّ أحد أهداف التنمية المستدامة التي وضعها المجتمع الدولي لعام 2030.

وتؤكد البيانات الجديدة المتعلقة بالأطفال غير الملتحقين بالمدارس التوقعات التي كانت قد كشفت عنها اليونسكو مؤخراً والتي توضح أنه في ظل الوضع الراهن، سوف يبقى واحد من بين كل ستة أطفال خارج المدارس الابتدائية والثانوية في عام 2030، وأن ستة شباب فقط من بين كل عشرة سوف يتمكنون من إتمام تعليمهم الثانوي.

وتبرز البيانات أيضاً الفجوة القائمة بين أغنى بلدان العالم وأفقرها. فوفقاً للبيانات الصادرة عن معهد اليونسكو للإحصاء، فإنّ 19٪ من الأطفال في سن التعليم الابتدائي (حوالي 6 إلى 11 عاماً) غير ملتحقين بالمدارس في البلدان المنخفضة الدخل، وذلك مقارنة بنسبة 2٪ فقط في البلدان ذات الدخل المرتفع، ناهيك عن أنّ الفجوة تزداد اتساعاً بالنسبة للأطفال الأكبر سناً والشباب. وإنّ هناك نحو 61 ٪ من مجموع الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 17 عاماً في البلدان المنخفضة الدخل غير ملتحقين بالمدارس، مقارنة بـ 8 ٪ في البلدان ذات الدخل المرتفع.

وتقول المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، في هذا السياق "إنّ أكبر العوائق والصعوبات لا تزال تواجه الفتيات". "تفيد التوقعات التي توصلنا إليها إلى أنّ 9 ملايين فتاة في سن التعليم الابتدائي لن يذهبن إلى المدرسة أو تطأ أقدامهنّ القاعات الدراسية، وذلك مقارنة بنحو 3 ملايين فتى. وتعيش أربعة ملايين فتاة منهنّ في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، الأمر الذي يمثل مدعاة أكبر للقلق. ومن الحريّ بنا في ظل هذه الظروف أن نركز على تعليم الفتيات والنساء كأولوية مطلقة".

وتقول مديرة معهد اليونسكو للإحصاء، سيلفيا مونتويا: "لا يزال أمامنا 11 عاماً كي نفي بوعدنا ونضمن حق كل طفل وطفلة بالتعلّم والذهاب إلى المدرسة. لكنّ البيانات الجديدة لا تظهر أي تقدّم، بل لا يزال هناك تقصير في توفير التعليم الجيّد للأطفال". لكن أضافت قائلة إنّه "يمكن التغلب على هذه التحديات من خلال تكثيف جهودنا وتعزيز التمويل المخصص لهذه الغاية. إنّنا بحاجة أيضاً إلى التزام ملموس من قبل الحكومات كافة، بالإضافة إلى تعزيز التمويل".

لقد انخفض عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس من 262 مليون طفل وطفلة في عام 2017 بفضل التغيير المنهجي الذي شهدته عملية تحليل المؤشرات. ووفقاً لما ورد في إحدى الوثائق البحثية الجديدة، كان عدد الأطفال الملتحقين في برامج التعليم ما قبل المدرسة، رغم كونهم في سن التعليم الابتدائي، ضمن المجموع الكلي للأطفال غير الملتحقين بالمدارس لكن لم يعد ينظر إليهم كذلك*. لكن ذلك لا يغير شيئاً بشأن المعدلات الإجمالية للأطفال خارج المدرسة.

لقد صدرت البيانات الجديدة عن معهد اليونسكو للإحصاء – الهيئة المسؤولة عن رصد الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة - قبل أسبوع من انعقاد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة للنظر في التقدم المحرز نحو بلوغ أهداف التنمية المستدامة. وتوضح هذه البيانات الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود من أجل توفير تعليم جيّد للجميع. ولا تزال الفرصة سانحة أمامنا لبلوغ هذا الهدف شريطة أن نجدّد جهودنا ونجمع المزيد من البيانات الكاملة والموثوقة كي نتمكن من رصد التقدم المحرز فيما يتعلق بتوفير التعليم الجيّد والحرص على إتمامه.
لقد كان جميع الأطفال في سن التعليم الابتدائي (من 6 إلى 11 عاماً) وغير الملتحقين في مراحل التعليم الابتدائي أو الثانوي، يعتبرون حتى وقت قريب، من ضمن فئة الأطفال غير الملتحقين بالمدرسة، بما في ذلك الأطفال الذين في سن التعليم الابتدائي والملتحقين في مرحلة ما قبل التعليم الابتدائي. لكن بعد استثناء هذه الفئة الصغيرة نسبياً (مع العلم أن معظمهم من البلدان المرتفعة الدخل)، فقد انخفض العدد الإجمالي للأطفال غير الملتحقين بالمدارس في سن التعليم الابتدائي بقرابة 4.6 مليون طفل.