الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

ملاحظات حول المشفى الأمريكي في غزة

نشر بتاريخ: 08/12/2019 ( آخر تحديث: 08/12/2019 الساعة: 16:41 )

الكاتب: الأسير ظاهر أبو خليل

لا شك ان الظروف والملابسات والحيثيات المرتبطة والمحيطة بتشييد المشفى الأمريكي في غزة جاءت في سياقات تبعث على القلق والتخوف سيما انها تزامنت مع تصريح وزير الخارجية الأمريكي الذي يقضي بشرعنة الاستيطان في الضفة الغربية، فقرار الاحتلال الصهيوني المزمع بضم الأغوار وإنشاء حي استيطاني جديد في قلب الخليل وكل الاجراءات الاحتلالية التي تقوض حل الدولتين وتدفنه الى الأبد، فما السر الذي يجعل أمريكا تقدم على تشييد وتدشين مشفى أمريكيا متقدماً يعالج أمراض السرطان المستعصية وما هي مبرراته ودوافعه ومراميه ومالته، هل استيقظ ضمير أمريكا فجأةً وبدون سابق إنذار وبدون مقدمات ونحن نعلم ان النموذج الأمريكي يقوم على اصنس مركز من الشر المطلق والمتعالي والقائم على قهر الشعوب المستضعفة بكل المعمورة، فمن غزة الى القدس الى دمشق الى بغداد وفي كل جهات العالم وكل قاراته مارست الاضطهاد والعنف المطلق، فقنابلها المدمرة وصواريخ الكروز وغيرها وقنابل الارتجاج العميقة والقنابل الحارقة المحرمة دولياً تشهد في كل العالم وتبرهن على قوة إجرامها وسيء نيتها ناهيك عن قهر الشعوب وحصارها الخانق لنا ومحاولة ضرب الاقتصاد الفلسطيني بالإضافة لكثير من الدول أيضا، لقد جاء قرار إنشاء مشفى أمريكي في غزة في إطار الآتي:-
• بعد بداية ظهور أولى مخرجات المنامة التي تعد إنفاذا لصفقة القرن.
• بعد الجولة التصعيدية الاخيرة التي حصلت بين الاحتلال الصهيوني والجهاد الإسلامي والتي لم تنخرط فيها حركة حماس نهائياً لا من قريب ولا من بعيد.
• بعد خطة صهيونية بتحييد حماس نهائياً وحتى لو لم تشترك حماس في المواجهة لم تضرب حكومة الاحتلال أي وزارة او معسكر تدريب لحماس لتدفعها ثمن سيطرتها على غزة.
• بعد وقف كامل للمساعدات الأمريكية للسلطة الوطنية في الضفة والقدس ووقف المساعدات لمشافي القدس.
• بعد قرار السلطة قراراً بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية, ومن المفترض الا تنتخب حماس بسبب مسؤوليتها عن تجويع الناس واحتجازهم وعدم إعطاء التحويلات الطبية لمرضى غزة الى مشافي الضفة.
• عدم مشاورة حماس للفصائل الفلسطينية بهذا الخصوص.
• قرار حماس بوقف المسيرات الأسبوعية على السلك الشرقي وعدم مناقشة ذلك مع باقي الفصائل وإنما استغلال الحدث العسكري الأخير بعد اغتيال ابو عطا كفزاعة لثني الناس عن المشاركة.
• هل يستطيع أي مريض للسرطان من سكان الضفة العلاج بهذا المستشفى ام هل هو لأهل غزة فقط.
• هل يستطيع مطلوباً للاحتلال العلاج فيه سيما ان الأمن الصهيوني والأمريكي على تنسيق دائم.
• كيف حصلت حماس على المشفى؟ هل عن طريق قطر او تركيا ام عن طريق الحوار المباشر مع أمريكا, وان كان هناك قناة حوار فما هي أهدافه وماذا يسمى تقديم مساعدات بدون علاقات.
• وقت الحروب الصليبية وبعدها كانت تترافق مع الإرساليات التبشيرية محاولة نزع انتماءنا وهويتنا, فهل نحن على أبواب غزو ثقافي أمريكي هدفه ضرب الالتفاف حول المقاومة خاصة وان الجماهير خرجت للمطالبة بمواصلة الرد بالمواجهة الاخيرة وهذا اخطر في نظر الغرب من فعل المقاومة ذاتها.
• هل هي قاعدة عسكرية إذا ما وقعت حرب دماء في المنطقة.
• هل هي قاعدة أمنية استخباراتية وليست للتنصت فقط على الهواتف, فهذا تستطيع أي سفينة حربية القيام به, بل هي لإيجاد قاعدة بيانات دائمة.
• هل هي لدراسة نفسيات وانتماءات المرضى والمعالجين والمراجعين ومنع التفافهم حول المقاومة او لقياس مدى استعدادهم لتقبل الأخر الصهيوني .
• هل لشراهة الإخوان المسلمين للحكم وعدم الاستناد لمحددات وسقوف ومحاذير وأسس, بل للمصالح المطلقة.
خلاصة القول:
من حقنا ومن حق شعبنا ومن حق قوانا الحرة الخوف والتخوف على مصيرها وعلى مصير قضيتنا وعلى مستقبل مشروعنا الوطني وعلى مستقبل أبناءنا, دفعنا شهداء عظام وجرحى بواسل وعشرات الآلف من الأسرى تصل سنين ما أمضوه في سجون الاحتلال الى ما يقارب مليون سنة او أكثر حفاظاً على المشروع الوطني, في اليابان مثلاً تخرج كل سنة مسيرات للمطالبة بإغلاق القواعد الأمريكية هناك, فكيف بنا نحن الفلسطينيين ومن حقنا الشك والريبة لان المكان والزمان والحيثيات والمالات والنتائج كلها مرتبطة بصفقة القرن, والآن يجب على قيادة حماس ومن معها ان تخرج علينا لتبدد مخاوف الناس, فالخوف مشروع والخطر داهم والمالات مخيفة والنتائج مدمرة على مجمل القضية والقدس والسلام.
رحم الله الشهداء .............
وجرحانا في شفاء ...........
وأسرانا للحرية ........
وعاشت فلسطين مستقلة وعاصمتها القدس.