الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

اجتماع أمناء الفصائل ومواجهة مخططات الضم وتحقيق الوحدة

نشر بتاريخ: 06/09/2020 ( آخر تحديث: 06/09/2020 الساعة: 17:34 )

الكاتب: ربحي دولة

نعيش وقضيتنا في هذه الأيام أصعب اللحظات وأشدها تعقيدا منذ بداية الاحتلال، حيث الغطرسة الاحتلالية الكبيرة والتنكر لكل الاعراف والقوانين الدولية وممارسة سياسة القتل والهدم والمصادرة بأبشع صورها وتحت غطاء امريكي واضح، حيث تمارس امريكا كل ضغوطاتها على كل دول العالم من اجل الوقوف وقفة المتفرج امام ما يجري لقضيتنا ولشعبنا من اجل تمرير كل المخططات الصهيوامريكية الهادفة الى السيطرة على منطقة الشرق الاوسط وانهاء جوهر الصراع العربي الصهيوني وتصفية القضية الفلسطينية وتثبيت دولة الاحتلال في المنطقة كدولة مسيطرة ومهيمنة على المنطقة بأسرها متمتعة بكل خيراتها ومقدراتها وكدولة صديقة في المنطقة وليست كقوة احتلال وقد بدأت امريكا و دولة الكيان بتحقيق بعض الاختراقات وبعض النجاحات، فيما يتعلق بالدول العربية والاسلامية وحتى بعض الدول التي كانت تعتبر مناصرة لقضيتنا من خلال سياسة الترغيب والترهيب التي تمارساها معا مع هذه الدول بعض الدول العربية رغبة منها في يد التهديد الايراني المزعوم هذا التهديد الذي أبرزته امريكا واسرائيل وتصوير ايران على انها التهديد الحقيقي لاستقرار دول المنطقة، وان امريكا واسرائيل القادرتين على التصدي لهذا التهديد مقابل عقد اتفاقات مع هذه الدول والباقي تستعمل معهم امريكا سياسة التهديد وخاصة تلك الدول التي تعتمد على المساعدات الامريكيه وبالتالي يكون ثمن استمرار الدعم هو عقد تحالفات مع دولة الاحتلال وتقويتها سياسيا وازالة صفة الاحتلال عنها وشرعنة كل ممارساتها
ان كل هذه الظروف التي نعيشها وهذه الحالة من الضعف والهيمنه الكبيره التي تفرضها امريكا على جزء كبير من العالم أصبحت القضية الفلسطينية قضية ثانوية بالنسبة للعالم وخاصه العربي منه بعد ان كانت تتصدر قائمة القضايا عالميا، وبالتالي الرهان على مواقف هذه الدول لا يشكل أي مصدر قوة وبالتالي اصبح الرهان فقط على قدرة شعبنا وتخطي هذه الازمة التي نمر بها ووعي القيادة في لملمة الاوراق وجمع الشمل الفلسطيني داخل البيت الواحد.
ولعل اجتماع الأمناء العامين في رام الله وبيروت برئاسة الرئيس محمود عباس مؤشر جيد نحو اعادة اللحمة الى شعبنا وطي صفحة الانقسام الذي دفع لأجله شعبنا وقضيتنا الثمن الغالي وأدى الى إضعاف موقفنا وقضيتنا على كل الصعد وأعطى الاحتلال ذريعة لاستمراره في الممارسات العنصرية بحق شعبنا وحق ارضنا الفلسطينية جوهر الصراع والمضي في تهويد القدس.
إن الضوء الاخضر الذي منحه السيد الرئيس للجان التي تشكلت بعد هذا الاجتماع لوضع البرامج المناسبة من أجل التصدي لهذه الهجمة الشرسة التي تستهدف المشروع الوطني ككل أكبر فرصة لاتخاذ قرارات جريئة طال انتظارها اولها تحقيق الوحدة الحقيقية وطي صفحة الانقسام الى الأبد وتشكيل قيادة وطنية موحدة مهمتها وضع برنامج نصالي شامل يعتبر دستورا للعمل الوطني يقود شعبنا الى بر الأمان حتى تحقيق الحق الفلسطيني ودحر الاحتلال واقامة الدولة المستقلة، هذا هو سلاحنا الاستراتيجي الذي يمكننا فقط الاعتماد عليه في هذه المعركة الشرسة في هذا التراجع العربي والهيمنة الامريكية على العالم.

٠ كاتب وسياسي