الأحد: 08/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

رؤية المعرفيين للمستقبل

نشر بتاريخ: 30/12/2020 ( آخر تحديث: 30/12/2020 الساعة: 14:22 )

الكاتب: د خالد سميح البرغوتي

الحلقة ٢

التنبؤ يؤدي للسيطرة وهذا ما تعمل عليه النخب اليهودية من ما وراء الكواليس و لذلك شعار الفيروس كوفيد حسب ما نشر في مجلة الايكونوميست جاء بشكل دائرة تحيط بمثلث في وسطه عين الشيطان، يرمزون به على السيطرة و التحكم بعالم اليوم و يحددون مستقبله.

ماذا تخطط تلك النخب سيئة الذكر أن تفعل في العالم و المجتماعات و البشر!؟

يستخدمون آراءنا و أولوياتنا واعتباراتنا، لذلك بدأت جائحة الكوفيد ظاهرة غير طبيعية جذرياً، ثم بدأ تقبلها لتصبح واقع معروف و منتشر و اليوم أصبحت ظاهرة طبيعية والآن الضغوط والبدء بنشر اللقاحات وقد لمح رئيس وزراء بريطانيا جونسون لفكرة جواز السفر الصحي للبشر ، و ممكن أن يصبح ذلك الجواز هو الأهم و ليس الجواز الوطني الحالي و هو ما يؤهل البشر للسفر و التنقل و الحجز في الفنادق و من يرفض حمله يمنع الخروج من بيته، و بالمناسبة في المؤتمر الصحفي السنوي للرئيس بوتين أشار على أنها فكرة تستحق التفكير، و هذا يعني البدء في استخدام كافة الطرق في السيطرة على البشرية.

التحكم بالمعرفة و الوعي و تغيرالتاريخ والعمل على الأيدولوجيا والعملة الرقمية الورقية أو لاحقاً فقط الرقمية هي السلطة الإقتصادية للعالم و السيطرة على التطور الجيني و بالنهاية سلطة الدول العسكرية وإلخ.

الجائحة أدت إلى إنتاج مفردات و مصطلحات جديدة و بالتالي ظهرت افكار جديدة و علاقات بين الناس جديدة ايضا. لذلك إذا أرادت المجتمعات الحياة والتعايش مع الطبيعة وثرواتها عليها تغيرالمفردات و المصطلحات و الأفكار و إلغاء التأثير على الوعي و السلوك و العلاقات٠

إذن إدارة مشروع بهذا الحجم يتطلب قوة مذهلة حقيقة و لذلك الكثير يستبعد إمكانية التحكم و السيطرة على مشاريع بهذا المقياس بسهولة. لذلك على الأغلب المخططات بهذه المقايس العالمية يصعب الإلتزام بفترات زمنية أو ميزانية محدودة لتحقيقها و تنفيذها، لذا يستخدمون ترتيب زمني مختلف عن المعتاد عليه. المعروف عن المدرسة البريطانية في الإدارة لمخططات بهذه المقايس - مثل ما بدأت بريطانيا العظمى تحقيقه في القرن الثامن عشر أدركت أنها بحاجة لميزانية غير محدودة و يتم الصرف حسب الحاجة مهما بلغت و ادركوا أن التحكم والسيطرة ينجز بعشرات العقود الزمنية أي لا أهمية للوقت مثل حجم الميزانية. لذلك تمر مشاريع النخب بمراحل زمنية طويلة نسبياً لذلك فعلا تبدو مجلة الإيكونيميست مركز التخطيط العالمي فعلا مترافق ذلك باللوحات السنوية و الرزنامة الشهرية و هذا ما كان يحدث في القرن التاسع عشر ان كافة العائلات الأرستقراطية الحاكمة و فئات الاثرياء-الإليت في المجتمعات كانت تدرك المرحلة و المستقبل من خلال تلك المجلة و ما ينشر فيها من شعارات ورسومات كريكاتيرية و اليوم ما تنتجه هوليوود من أفلام تنشر أفكاراً عن ماهو المستقبل، و هناك المجلات الأسبوعية التي ممكن شرائها عبر موقع الأمازون و يطلع الناس على الرسومات الرمزية التي توضح إلى ما نحن عليه أو مقدمين عليه في المستقبل البعيد و القريب، فلا داعي لفك الشيفرات و لا للتحليل، لأن أصبحت الأمور واضحة تماماً.

في مجلة الإيكونيميست تم نشر رزنامة ٢٠٢١ من ١٢ رسمة توضح ما يخططوا له في السنة القادمة. في الشهر الثامن مثلا تشير الرسومات الى الشخصية الحقيقية التي تحكم العالم وواضح أن ذلك ليس بايدن و ليس نائب الرئيس الأمريكي و أنما شخصية أهم و أكثر جدية. الرسومات التي تنشر بالمجلات صغيرة وتختفي فيها التفاصيل و الأهم فيها أن هناك الكثير من الرسومات جاءت مفصلة على المقولة الإنكليزية المشهورة أن الشيطان في التفاصيل. مخططات استراتيجية تنشر على مجلات أسبوعية في مختلف المواقع و تعرض للبيع للعامة. أنظمة التخطيط أصبحت في متناول الجميع و ليس سراً من وراء الكواليس. إدخال الأفكار يتم بطريقة بسيطة و مضمونة من خلال اللوحات و الأفلام و بعض الإعلانات الإقتصادية و تترافق مع المجلات و الإعلانات و الآن العالم الرقمي أيضاً ساعد لدرجة قصوى لإيصال المخطط للبشر.

ينتهي ٢٠٢٠ و لن تنتهي معه رزنامته كما نشرت في نهاية عام ٢٠١٩ بل ستتداخل و تستمر مع رزنامة ٢٠٢١، تعمقت الجائحة و أدت وظيفتها و ترسخت الدولة البولسية، و نمط المستقبل القادم سيتجلى فيه الذكاء الصناعي وانتشار الاعتداءات على انظمة المعلومات و تشكلت عصاباتها الدولية وأصبح الواقع العالمي أكثر استعداداً للإنتقال إلى مرحلة ما بعد الإستغلال البشع للاحتكارات الكبرى، فعليا البعض متفق ويعتبر الرأسمالية اقتصاد عالمي قد انتهى في عشرينات القرن الماضي. الواضح والنتيجة أن الدول كتركيب للعالم لم يعد له ضرورة.

الفاتيكان المركز العالمي للمسيحية أصبح على عتبة الإنهيار. الواضح أن الأديان الكافة فقدت وظيفتها التاريخية و لم تعد لها أهمية في التحكم في الوعي والأخلاق و سلوك البشر ولذلك ستنتهي في المخططات الجديدة وما يعزز ذلك أيضاً هو التطور التقني والشبكة العالمية لإدارة المعلومات وتوجيه المعرفة لذلك ستفقد الأديان وظيفتها.

فترة حكم ترمب كانت في غاية الأهمية للتدقيق في ما يفعله خلال ولايته في الحكم و على أساسها يتم اتخاذ القرارات و الخطوات اللاحقة، لذلك كانت الشجاعة القصوى التي تحلى بها وإعلانه أنه لن يغادر و تحدى تلك القوى و كان قد جهز نفسه لذلك بشكل كبير. كانت المخالفات الهائلة في ما بعد الإتنخابات و منها الإصرارعلى تقديم الفوز المسبق و جرى ذلك ليس وفق القانون الأمريكي الذي يحظر أية أفعال تؤثر مباشرة على اجراءات الإتنخابات. التدقيق في ما يفعله ترمب نسبيا من دون حروب داخلية مؤلمة و التحدي الذي فرضه في تبيان الشرخ الكبير وما سينتج عن معركته مع الواقع الخفي في أمريكا.

الحدث المهم الآخر هو البريكست و الضغوطات الهائلة التي شهدتها بريطانيا، ثالثاً الذكاء الصناعي و محاولة إعطاءه مهام الإدارة المركزية للدول، التدقيق في الذكاء الصناعي ونقل الإدارة و السيطرة، و الواضح ان الخبراء من يدير الأحداث عالمياً، الدعوة للجميع في اوروبا للإنضمام للإتحاد الأوروبي ادى لهرولة الاحداث، ما حدث و يجري في مينسك - روسيا البيضاء وأحداث شرق المتوسط و تركيا و الحرب في كاراباخ و إلغاء خط الغاز الروسي في الشمال أو وقف إنجازه والإعلان الرسمي الأمريكي عن إلغاءه والانصياع الكامل من قبل المانيا وكامل الاتحاد الاوروبي للقرار الأمريكي بشأنه.

اللقاح و توزيعه سينتج مشاكل اجتماعية هائلة على سبيل المثال البلد التي تعداد سكانها ١٥مليون و تحصل على مئتين ألف لقاح ومجموعة محددة تحصل على اللقاح و الآخرون يتساءلون سبب عدم حصولهم على اللقاح. هنا التأثير الكبير على وعي المجموعة و جزء من السيطرة و التحكم. المهم أن العملية الجارية وليس من الممكن التراجع أو وقفها واصبحت مستمرة تلقائياً.

يد ماكينة اللعب في الكازينو الشعار الأساسي لما يجري في العالم وهي المقامرة وإمكانية الفشل او الربح الكبير و المقارنات بين اللقاحات و التطور الهائل في العلوم الطبية، لحد اليوم عدد اللقاحات تحت التطوير٣٢٠ لقاح. عهد بايدن سيعمل في تلك المسابقة المصطنعة والتي لا عودة فيها ولا يمكن إلغائها لذلك عام ٢٠٢١ تم تسميته عام المتغيرات الغيرمحددة والغير معروفة.

ما هو المطلوب للبدء في الهجوم السيبراني والترتيبات الهائلة ستبنى عليه في العلاقات الدولية تخدم ما هو مشار اليه في ٢٠٢١. التطور المعرفي و التقني الأساس لتحديد المستقبل، لم يعد مهم بتاتاً الإنتظار في الكنيسة والجامع وإقامة الصلوات وجمع المكاسب عند الخالق و هناك من يبحث عن المعرفة و حماية الحياة الإنسانية، تبين أن تنفيذ المخطط والوصول إلى نتيجة لا يمكن في عهد ترمب و لا بد من استكماله في عهد بايدن، بات مهماً تغذية الصناديق بالمال و تعزيز دور الاحتياطي الفيدرالي. مؤسسات مثل فيسبوك أبل و جوجل و أمازون و مايكروسوفت تضخموا وأصبحوا مؤسسات عملاقة مالياً و تعززت أدوات العالم الرقمي وهنا أساس المخططات أن يتم التحكم والسيطرة من خلال التطور للعالم الرقمي وتوجيه الوعي وًالسلوك في ذلك الإتجاه وهنا يجب التذكير في أهمية صعود دكتاتورية الصحة في وعي المجتمعات البشرية بعد ما انجزه الجيل الاول من الفيروس كوفيد.

دور ترمب تلخص في تعقيد الحالة ومن خلفه بدء التحكم الرقمي وينتهي بالتشابكات والقضايا المفصلية وفي الشرخ للعالم ولأمريكا اولاً. إذن تحطيم المجتماعات و حياة البشر و القيم و التعليم و التطور الحر للأعمال وتكشفت شراسة العالم الغربي و يعلنون عن مخطط إعادة تشغيل النظام للعالم كافة لتعميق تحكمهم بالعالم والاقتصاد العالمي متحججين بالجائحة و الفيروس و مشتقاته و لقاحاته. يطمحون في إعادة التشغيل التخلي عن شكل الملكية الحالي و تعزيز أهمية اللقاحات و الكوفيد الجديد القادم و لذلك يترتب على الجميع الحصول على الهوية الصحية ومن يخالف ولا يستجيب سيحاصر ويعاقب و تتم مصادرة أملاكه. المخطط الحالي في إعادة التشغيل للدول و الروؤساء و الملوك و الحكومات حتى أصغر دولة في العالم ومن لا يلتزم يحاصر فوراً، الجميع يتلقى التعليمات من منظمة الصحة العالمية بإدارة خلفية من النخب.