الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أهلا بالعام الجديد

نشر بتاريخ: 04/01/2021 ( آخر تحديث: 04/01/2021 الساعة: 12:51 )

الكاتب: رولا سلامة

في هذا العام اختلفت الفرحة باستقبال العيد والعام الجديد واختلفت معها استعدادتنا وتحضيراتنا ، اعتدنا ولسنوات مضت أن نحتفل باضاءة شجرة عيد الميلاد وتزيينها باحتفالات كبيرة نرى خلالها الأهل والأصدقاء وبعض المعارف الذين نجتمع معهم فقط في المناسبات العامة ، أما هذا العام وبسبب كورونا وتأثيرها على الأوضاع بشكل عام ، من تباعد اجتماعي ومنع للتجمعات ، ومن لبس للكمامات التي غيرت من معالم وجوهنا ، فقد تغيرت أيضا طرق احتفالاتنا ، والغيت جمعاتنا واقتصرت على القليل من الفرح والقليل من المدعوين والقليل من الحلوى والطعام .

في هذا العام اختلفت المشاعر ، مشاعر الفرحة بالعيد وفرحة الأطفال بالهدايا واستقبال بابا نويل وشراء كل ما يلزم لتزيين شجر عيد الميلاد ، وفرحة استقبال عام جديد ندعو الله أن يكون عاما مختلفا يحمل الكثير من الخير لنا جميعا ، يحمل بشرى القضاء على الفيروس باكتشاف التطعيم المناسب والقضاء على الخوف والرعب الذي عشنا فيه لأكثر من عام ، وفرحة اخرى بانتهاء عام كان من الأعوام الأصعب علينا جميعا ، في فلسطين وفي العالم ، عام توحدت فيه مشاعر الخوف والقلق والترقب في العالم أجمع ، فغير ما غير من حياتنا وأفقدنا بعض الأحبة والأصدقاء ، وعشنا ظروفا غاية في الصعوبة ونحن نترقب مصيرنا ومصير الأحبة والأهل والأصدقاء ، وعاش كل واحد منا مشاعر الحزن والغضب لفقدان حبيب أو عزيز ، والأن أن الأوان ونحن نستقبل العام الجديد أن نتفاءل بالخير ونستعد له ، أن نرسم أحلامنا لنحققها لا لنخزنها في الذاكره ، ان الأوان لنزرع الفرح ونمحو الحزن ، ان الأوان لان نحاول أن نحمل حلم العام الماضي ونضيفه للعام الحالي ، فما رأيكم أن نحاول أن نمسح العام 2020 من ذاكرتنا ان استطعنا ولو لبعض الوقت، نحاول أن نخفيه وننساه ، نحاول ونحن نحلم بالغد أن لا نفكر بالأمس كثيرا ولا نفكر بالمرض والموت ، بل نحاول أن نفكر بالحياة والحب ونشكر الله ليل نهار على صحتنا وحياتنا وبقائنا وقربنا ممن نحب .

علينا الاستفادة من دروس العام الماضي ، عام كورونا وعام العزل والتباعد الاجتماعي ، والتقارب الأسري ، عام الأسرة التي قضينا معها ووسطها عاما مليئا بالتحدي وبالتقارب وتعرفنا على كل ما يتعلق بأفراد الأسرة من قصص وقضايا ومهارات وعادات وابداعات ، تعرفنا على أولادنا وأزواجنا ، تعرفنا على نصفنا الأخر وعشنا معا التحدي الأكبر في حياتنا ، فتجارب العام الماضي فيما يختص بكورونا واثارها كانت في معظمها سيئة ومتعبه الا هذا الجانب الأجمل الذي جمعنا باسرتنا ، قضينا الوقت معا وشعرنا بدفء الأسرة ، وشعرنا بالحب الذي نحمله لبعضنا البعض ، وكنا معا في كل تفاصيل الحياة ، علينا ونحن نستقبل العام الجديد أن نفكر باسرنا ونحاول قضاء الوقت الأكبر معهم وبينهم ، أن نعيش مع أطفالنا طفولتهم ومع أبنائنا مراهقتهم ومع بناتنا أحلامهم وأمالهم ، أن نرسم مستقبلهم سويا وأن نشاركهم بتجاربنا وانجازاتنا واخفاقاتنا ، أن نراجع دروس الماضي وأحلام المستقبل معا ، وأن نعلمهم أن الحياة هي المدرسة الحقيقية سندرس دروسها وننجح أحيانا بمعدلات عاليه وأحيانا ننجح بمعدلات متوسطه وأحيانا نخفق في الامتحان ولكن سنتعلم دوما من دروسنا .

في هذا العام ونحن نبدأ مشوار الحياة الجديدة ونطوي صفحة العام الماضي ، علينا أن نفكر بمن عاشوا محرومين سنوات طويله ، نفكر بمن عاش الفقر والجوع والمرض قبل كورونا وخلال كورونا وكذلك بعد كورونا ، علينا أن نفكر بالأخر ، نفكر بالجار والصديق والقريب والبعيد ، وأن نسعى لاسعاد من نستطيع ، بالمال وغير المال ، بالكلمة الحلوة الطيبة وبالابتسامة والضحكة الجميلة ، علينا أن لا نعجز بخلق الحب والخير ولحظات السعادة ، علينا أن نخلق لحظات فرح ومرح وهدوء وسكون وسلام في المنزل وخارج المنزل ، علينا واجبات كثيرة وأمامنا تحديات جسيمة ، ونحن لها ان قررنا ذلك .

كل عام ونحن جميعا والعالم أجمع بألف خير ، كل عام ونحن بالأمل نحيا ونكبر وننتصر ونتوحد ، كل عام وأسرانا بيننا وبين أهلهم وذويهم، كل عام وغزة تنتصر على الحصار وتنهض من جديد ، كل عام وقدسنا تحتضن غزة والضفة والجليل ، كل عام ونحن جميعا معا تحت علم واحد وصوت واحد واغنية واحده .

كل عام وأطفالنا بلسم الروح وعشاق الحياة وصناع الأمل والمجد بخير وكل عام ونساء فلسطين حارسات الحلم وشمعاتنا المضيئة بألف خير .

الكاتبه : الاعلامية رولا سلامه هي مديرة التواصل الجماهيري والتثقيف في مؤسسة "جست فيجن " ومنتجة أفلام وثائقية ومعدة ومقدمة برنامج فلسطين الخير على فضائية معا . والمدير العام لمؤسسة فلسطين الخير ، المقال من سلسلة مقالات اسبوعية تتحدث عن فيروس كورونا والحياة في زمن كورونا وتأثيره على المجتمع الفلسطيني .