الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

إسرائيل ترتكب جريمة ضد التراث الحضاري في فلسطين

نشر بتاريخ: 27/01/2021 ( آخر تحديث: 27/01/2021 الساعة: 20:18 )

الكاتب:

بقلم : السفير محمد صبيح
أمين سر المجلس الوطني الفلسطيني

استولت قوات الاحتلال الإسرائيلية بالقوة العسكرية على مبنى تراثي فلسطيني في القدس الشرقية يزيد تاريخ بنائه عن 100 عام ،وقد تم بناءه قبل قيام دولة اسرائيل بسنوات طويلة ، ويعرف هذا المبنى (بقصر الحج امين الحسيني).

قامت سلطات الاحتلال الأسرئيلية بالاستيلاء على المبنى وتسليمه لجمعية "عطيرت كوهانيم " الاستيطانية والتي تدّعي أنها ستحوله الى كنيس يهودي ، وفق حكم المحكمة الاسرائيلية ، ولا بد أن نشير هنا إلى أن جميع المحاكم الاسرائيلية التي تحكم بأي شان فلسطيني تحكم بتوجيهات وعقيدة أجهزة الأمن الاسرائيلية ، وليس هو هذا المبنى الوحيد بالقدس الذي يتعرض لمصادرة ، ولكن تتعرض مباني كثيرة في القدس بشقيها الشرقي والغربي ، وهذه مباني جميلة تعبر عن حضارة الشعب الفلسطيني ،وتعكس مستوى المعيشة المرتفع للأسر الفلسطينية قبل نكبة عام 1948 .

أن هذه الجمعية المسماه "بعطيرت كوهانيم "الاستيطانية جمعية لها تاريخ إرهابي عنصري ، ويقوم على إدارتها مجموعات متطرفة شديدة الخطورة ، وهي لا تملك أي حق قانوني في الحصول على أي مبنى في مدينة القدس بشقيها، والغريب بالأمر، الحديث عن تحويل هذا المبنى الفلسطيني الجميل الى كنيس للعبادة ، والجميع يعلم أن أماكن العبادة لجميع الديانات ، لابد أن تتصف بالتسامح والطهارة ، وليس بالعدوان والاغتصاب ومصادرة حقوق الأخرين .

أن ارتكاب هذه الجريمة يعد انتهاك لكل القوانين والقرارات الدولية الخاصة بالقدس المحتلة ، ويخالف كل الاتفاقيات التي وقعت عليها أسرائيل بهذا الخصوص ، كما أنه جريمة تدمير مباني أثرية ؛ في الوقت الذي تطالب فيه كل المؤسسات الدولية بالحفاظ على التراث التقليدي ،والتاريخ الطويل بمدينة القدس الذي بدأت نشأتها مع تاريخ الكنعانيين العرب قبل الأديان بقرون طويلة ، هذا ليس جديداً على حكومة الاحتلال الإسرائيليه منذ عام 1948 .

إن جريمة تحويل هذا المبنى التاريخي الى كنيس ،يتعارض مع ما وقعت عليه إسرائيل من اتفاقيات أوسلو ، حيث أرسل وزير خارجية إسرائيل السابق شمعون بيريز برسالة الى وزير خارجية النرويج السيد يوهان يورغن هولست في 11 تشرين الأول /أوكتوبر .: " والتي أقرت فيها الحكومة الاسرائيلية بالوضع الخاص للمؤسسات الفلسطينية وعلى رأسها "بيت الشرق " في القدس الشريف .

أرغب أن أؤكد بأن المؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية وكذلك المصالح والحياه الكريمة ووضع فلسطينيي القدس الشرقية تعتبر على درجة كبيرة من الأهمية ويجب الحفاظ عليها .

ولذلك فإن جميع المؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية بما يشمل المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية والأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية تحقق هدفاً أساسياً للسكان الفلسطينيين .

ولا مبرر للقول بأننا لن نعيق نشاطاتهم، بل على العكس فإننا سنقوم بتشجيعها على تأدية هذه المهمة الهامة ".

هذا بالإضافة إلى أن اتفاق أوسلو الذي تنكرت له إسرائيل تماماً ، وقع في البيت الأبيض بوجود الرئيس الأمريكي السابق كلينتون وبحضور وزير خارجية روسيا في حينه .

من هنا نحن نطالب منظمة اليونسكو ومنظمة المدن العالمية التدخل الفوري لمساءلة إسرائيل على هذه الجريمة التي ارتكبتها ، كما أنه على كل الدول التي شاركت في احتفال توقيع اتفاق أوسلو أن تتدخل مباشرة لدى حكومة إسرائيل القائمة بالاحتلال على احترام القرارات الدولية الخاصة بمدينة القدس واحترام ميثاق الأمم المتحدة والتزامات إسرائيل تجاه هذا الميثاق .