الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أنيس النقّاش ونقشٌ على جدارِ الوطن

نشر بتاريخ: 24/02/2021 ( آخر تحديث: 24/02/2021 الساعة: 20:10 )

الكاتب: السفير منجد صالح

ترجّل الفارس الهُمام عن صهوة جواده الثوري الوطني الإعلامي الفكري الإنساني القومي الإسلامي.

ترجّل الفارس المقدام عن صهوة ثرى بلاد الشام، التي عشق وأحبّ، واحتضنت خطواته ومسيرته وكلماته وسهامه ونضالاته.

احتضنت روحه، واحتضنت جسدة الطاهر تُدثّره بعطر زنبقها وأقحوانها وياسمينها وبالنسمات الهابة من تُخوم بحر حيفا وعكا ويافا وصور وصيدا وبيروت وطرطوس ولواء الإسكندرون.

ترجّل الفارس الحسن في الزمن العربي الرديء.

كم نحن بامسّ الحاجة إلى فرسان بحجم وقامة وهامة أنيس النقّاش "الفارعة الباسقة"، التي "تُنافس" قمم الجبال الشامخة الشاهقة في سموّها ونضارتها ونقاء نسيمها وهوائها.

تُلامس السحاب وتقترب من نجمات "درب التبّانات" التي تُزيّن سماء فلسطين ولبنان، سماء جبال كرمل فلسطين، شمال فلسطينن وسماء جنوب لبنان، عرين الثوّار والأحرار، وقت الحصاد.

حصاد خيرات الأرض المباركة، أرض الكنعانيين الأوائل، وحصاد أرض الأرز، مهد ومنطلق روّاد البحار الأوائل، الفنيقيين، متعانقين مُتّحدين مع جيرانهم وتوأم روحهم، الكنعانيين.

لبنان توام روح فلسطين وفلسطين توأم روح لبنان، منذ الأزل.

روح واحدة سامية، روح أنيس النقّاش، جمعت، في جسم واحد، في جسد واحد، لبنان وفلسطين معا، مُنصهرتين في بوتقة واحدة من العنفوان والنضال والكفاح والعزّة والكرامة والفداء والفكر والرزانة والرجاحة والفصاحة والحصافة.

سلام عليك يا أنيس يوم ولدت ويوم سرت وامتشقت البندقية ولامست قبضاتك حصنا منيعا بنيته بهمّتك وعنفوانك، قصرا أبديّا لعشّاق الثورة والنضال، لعشّاق فلسطين، في الأعالي بين رصاصتين.

سلام عليك حين امتشقت قلمك إلى جانب سيفك، فكان قلما بتّارا على الأعداء، رحيما مدافعا شرسا عن الإخوة والأشقاء والأحباب والأصدقاء، وعن قضايا الأمّتين العربية والإسلامية.

سلام عليك حين ترجّلت عن حصانك في ذكرى الوحدة، وحدة مصر وسوريّا، وحدة بلاد النيل مع بلاد الشام.

وسلام عليك حين تُبعث حيّا.

لا نقول وداعا أيّها الفارس وإنّما إلى لقاء سرمدي، فإسمك ورسمك ونضالاتك وكلماتك وفكرك وصولاتك وجولاتك وسيفك وقلمك منقوشة كلّها على جدار الوطن.

رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جنّاته.

وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

كاتب ودبلوماسي فلسطيني