الثلاثاء: 14/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

ليست فشلا او هزيمة بل بداية اخرى

نشر بتاريخ: 26/04/2021 ( آخر تحديث: 26/04/2021 الساعة: 13:19 )

الكاتب: د. أحمد رفيق عوض

موقفان فلسطينيان تبلورا اتجاه اجراء الانتخابات في القدس المحتلة، الاول رسمي يرى بضرورة انتزاع اعتراف علني و تصريح جلي من اسرائيل ينص على اجراء الانتخابات في المدينة المقدسة ترشيحا وانتخابا ودعاية انتخابية، و الثاني شعبي يرى بامكانية انتزاع هذا الحق من خلال -الاشتباك مع الاحتلال-.

وهما رأيان لهما وجاهة، ولهما ما يبررهما ايضا ، ذلك ان اسرائيل لن تتراجع عن هدية ترامب المجانية بتوحيد المدينة المحتلة والاعتراف بها عاصمة لاسرائيل ، كما ان اسرائيل لن تقدم للشعب الفلسطيني هدية مجانية بتسهيل الانتخابات في ما تسميها عاصمتها ، هذا من جهة اما من جهه اخرى، فانه من الضروري ايضا بالنسبة لنا نحن الفلسطينيين ان نعمل على كسر هذا الوهم وانهاء صفقة ترامب بالكامل عندما تجري الانتخابات دون اذن او تصريح من اسرائيل.

ان الامر لا يبدو كذريعة للتخلص من نتائج الانتخابات او التخوف منها، رغم ان هناك نصائح بعدم اجرائها قدمت من اصدقاء وحلفاء، وهناك تهديدات سمعت من اسرائيل عندما قالت على لسان بعض مسؤوليها ان نتائج الانتخابات قد تؤدي الى تدهور امني او قطع للتمويل او قطع للعلاقة، وهذا تهديد حقيقي و تدخل سافر في العملية الديمقراطية الفلسطينية.

ولكن هذا لا يستوقفنا، فالديمقراطية كما يفهمها المستعمر هي ان نقبله و ان نسترضيه وان نحميه وان نكون على مقاسه ومقاس مصالحه ورؤيته.

اقول ان الامر لا يبدو كذريعة رغم كل ما سبق ، لان عدم اجراء الانتخابات في القدس له مخاطر سياسية وقانونية و مستقبلية جسيمة، ولكن تاجيل الانتخابات من جهه اخرى له مخاطر كبيرة قد تكون اكبر من المتوقع.

ولهذا، اقول انه في حالة تأجيل الانتخابات - تحت اية مسميات او اية ذرائع- سيؤدي الى حالة فراغ كبيرة لا بد من الاسراع لملئها.

فالتأجيل قد يؤدي الى التشظي والتفكك وتبادل الاتهامات واندلاع الجدل والتراشق وقد يؤدي ذلك الى عنف داخلي، والأهم من ذلك ايضا هو تحطم الصورة وخلخلة النموذج الذي نريده ونصبوا اليه.

ملء - الفراغ في حالة التاجيل- يستدعي التفكير بالسيناريوهات المتعددة، ابتداءا من مجلس فلسطيني تأسيسي كما اقترح الاخ وليد العوض، الى تشكيل حكومة وحدة وطنية مرورا باية صيغة توافقية تمنع المواجهة وتعطل الانقسام او الانفصال.

قرار التأجيل يجب ان يكون قرارا توافقيا حتى لا ينفرط العقد وحتى لا تذهب ريحنا واحلامنا وصورتنا و وجودنا ايضا.

المحتل يريدنا ان نظل مجرد عصابات وميليشيات او دولة عشائر كما اقترح احد الاكاديميين الاسرائيليين، لذلك، التأجيل يجب ان لا يعني بشكل من الاشكال كانه اعلان الهزيمة او الفشل، بل ان يكون خطوة باتجاه النجاح والوحدة والمستقبل الواعد.