الإثنين: 06/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

( موت سهى )

نشر بتاريخ: 15/07/2021 ( آخر تحديث: 15/07/2021 الساعة: 14:54 )

الكاتب: زعل ابو رقطي



انتظرت بعض الوقت لأكتب عن موت ( سهى ) علّ جرح الموت يبرد قليلاً في نفوسنا ..
ورغم ان الموت حق .. والاعمار بيد الله .. لكن موت الفلسطيني عادة ما يكون مختلفاً بكل التفاصيل ..
وسهى حكاية موتها حكاية مؤلمة بقدر الألم الذي تركته فينا جميعاً ونحن لانعرفها شخصياً ..
فهي فتاة بعمر الورد والامل .. تتدفق حيوية ووطنية وجمالاً .. ماتت موت الغرباء عن حضن امها واهلها .. ماتت سهى وهي تحمل الف حسرة بقلبها الغض وهي البعيده عن دفء حنان امها القابعة خلف قضبان الاحتلال الكريه !
ترى من يحتمل هذا الموت المزدوج .. بلا قبلات الام .. ولا احضانها .. ولا لمسة يدها او جبينها .. ومن يحتمل ان تذهب سهى البريئة الى السماء بلا نظرة وداع من أم غيبها الاحتلال قسرا ..
وكيف للام القابعة خلف القضبان ان تحتمل سطوة هذا الموت دون ان ترى وجه ابنتها كوداع اخير ..
سهى لم تكن الوحيدة التي رحلت دون وداع .. هناك الآلاف من ابناء شعبنا رحلت امهاتهم وابائهم دون ان يتمكنوا من وداعهم بسبب ظلم وحقد المحتل ..
سهى .. اي دمع سيسعف امك وهي لا تستطيع ان تطبع ولو قبلة على جبينك .. واي حرقة ستبقى تسكن قلبها عندما تخرج من معتقلها ولا تجدك تملئين البيت حركة وحيوية وفرحا .. واي حزن سيرافق امك مدى الحياة وهي التي ربتك وكبرتك وسهرت الليل لاجلك ، اي حزن سيبقى شريك عمرها طوال الحياة ..
هكذا هو الاحتلال ياسهى .. هكذا هو الظلم والتعسف والارهاب .. نموت الموت الف مره .. ونعيش العذاب احياء كنا او اموات .. ونحرم من الوداع .. ومن الفرح وحتى من نسمة حرية ..
الاخت المناضله خالده جرار .. مصابك مصابنا جميعا .. ورحيل سهى ترك الف غصة بقلوبنا .. وحرمانك من وداعها ادمى قلوبنا ..
الف رحمة لروح سهى
والحرية للاخت خالده
والاستقلال لبلادنا ..