الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفرص في كل صعوبة..

نشر بتاريخ: 29/08/2021 ( آخر تحديث: 29/08/2021 الساعة: 11:49 )

الكاتب: رامي مهداوي

«صباح الخير للي بعده مكمل ومش محبط» هذه الجملة التي كتبتها قبل أيام على «الفيسبوك» أخذت تفاعلاً ممزوجاً بفقدان الأمل في كل ما يحيط حولنا، والأقلية مازالت لا تعرف معنى كلمة إحباط، ما لمسته بتعليقات الأصدقاء جزء منهم قرر بسبب حالة الإحباط التي أصابته أن يأخذ موقف اللاوجود، بمعنى أنه ليس معنا على أرض الواقع، إن التمسك بالأمل ليس سهلاً دائماً، وخصوصاً بأننا نواجه كل دقيقة العديد من مُحفزات الإحباط واليأس.
في غياب الأمل سنُصاب بالشلل، لا عيب في النضال من أجل الأمل؛ إنه ليس إخفاقاً شخصياً في الشعور وكأن مستقبلاً أفضل بعيد المنال. يقولون إن أخذ التوقعات بعيداً يمكن أن يقترب من السذاجة، ويمكن أن يبدو وكأنه أمل زائف. لكن الأمل هو كيف يمكننا التفكير في أهدافنا للمستقبل، إلى أي مدى يمكننا تحديد المسارات أو الاستراتيجيات لتحقيق تلك الأهداف ثم الحفاظ على الدافع لمواصلة العمل نحو تلك الأهداف.
الأمل ليس سهلاً دائماً، لكنه فعال في مساعدة الناس على الازدهار عبر العديد من المجالات، وكما يُقال «الأمل يجلب الأكسجين إلى وعينا». «إذا قمنا ببناء الأمل، فنحن متحفزون». نحن متحمسون للعمل لأننا نشعر أن هناك احتمالاً بأن النتيجة التي نريدها قد تحدث. إذا لم يكن لدينا أمل، فأين نجد الدافع؟
نعم كُلنا محبطون، في غزة أعلى نسبة بطالة في العالم، جريمة القتل تنتشر في مجتمعنا، احتلال يخنق حياتنا بكافة الأشكال، ازدحام السير في الشوارع، أزمة فكر، نسبة الطلاق بتزايد، الجلطة المفاجئة تعصف بشبابنا، تراجع الأخلاق، العصبية والرجعية تنتشر، وفي العمل حدّث ولا حرج... وفي أي قضية عامة فقدنا الأمل؟!
ومع ذلك، فإن الأمل هو أفضل رد فعل في الوقت الحالي، إنه مهم لصحتنا الجسدية والعقلية. إنه يحمي من القلق واليأس. وهو يحمينا من الإجهاد؛ تظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من الأمل يتمتعون بمهارات أفضل في التأقلم والتعافي من النكسات بشكل أسرع. إنهم أفضل في حل المشكلات ولديهم مستويات أقل من الإرهاق. لديهم علاقات أقوى، لأنهم يتواصلون بشكل أفضل وأكثر ثقة.
تختلف الطريقة التي يتعامل بها الشخص المتفائل مع الإحباط عن غيره. حتى لو كان الحاضر غير سار، فإن التفكير في المستقبل الإيجابي يمكن أن يزيل التوتر ويمكن أن يقلل من تأثير الأحداث السلبية أو خيبة الأمل. كونك متفائلاً بلا هوادة بشأن المستقبل يساعدك على إدراك أنك قادر على التكيف والقدرة، ما يمكّنك من طمأنة نفسك بأنك ستمر بوقت عصيب.
التخلي عن الأمل يعني التصالح مع فشلك، من الصعب التخلي عن الأمل، لأنه يعني أنك فشلت في الحصول على ما كنت تتوقعه. في ثقافتنا هناك سحر خاص ينسب إلى أولئك الذين يصرون وينتصرون، على الرغم من الأمل المحدود في النجاح. في الوقت نفسه، فإن امتلاك القوة لإدراك متى يجب التخلي عن الأمل، والشجاعة للاعتراف بعجزك، يمكن أن يوجهك إلى اتجاه خالٍ من الشوائب مصحوباً بأمل جديد، وكما قال ونستون تشرشل «المتشائم يرى الصعوبة في كل فرصة، والمتفائل يرى الفرص في كل صعوبة».