الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

شراء الوقت والأزمات المؤجلة....

نشر بتاريخ: 19/06/2022 ( آخر تحديث: 19/06/2022 الساعة: 13:34 )

الكاتب: رامي مهداوي

من الواضح أن صيف عام 2022 ساخن بجميع المقاييس وانعكاسه واضح على الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية وحتي الثقافية. المشهد هنا ليس قدحا في غامض الغيب فلا احد يعلم الغيب، لكن بقراءة الحاضر والأحداث المختلفة فإن ما هو قادم لا يُبشر بخير وخصوصاً في الضفة الغربية.
عشنا الأشهر الماضية_ منذ بداية العام الحالي بالتحديد_ تراجع في كافة المياديين والأطر الناظمة للقضية الفلسطينية، وترك ذلك اثراً سلبياً في المجتمع الفلسطيني، بأشكال مختلفة، تراجع مدروس!! وتراجع غير مدروس عشوائي يعاني منه الكُل الفلسطيني.

لكن النقص الحاصل في المواجهة السياسية مع الإحتلال أدى الى تنفيذ صفقة القرن بهدوء تام، خصوصا مع إنهيارات الأنظمة العربية في مفهوم تجاوز التطبيع مع الإحتلال، وقد تم مأسسة المصالح المشتركة، من خلال وضع سياسات مشتركة وقواعد عسكرية في عدد من الدول بالإضافة الى الإقتصاد المتكامل بكل مكوناته.

قيادة منظمة التحرير الفلسطينية مطالبة منذ الأمس بالاستعداد لصيف درجات حرارته مرتفعة بشكل غير مسبوق، واذا كانت القيادة الفلسطينية بمختلف ألوانها ذهبت كالعادة لشراء وقت، فإن هذا الوقت هو لصالح الإحتلال لسرقة وإستعمار أراضي جديدة، والمراهنة على الولايات المتحدة الأمريكية ومن تم تجربتهم مراهنة سوف تخيب، خصوصا؛ ان هناك مشاكل ايضا في قصة بناء المصالح السياسية لدول عربية وأجنبية جديدة مع الإحتلال، ومشاكل مختلفة ترتبط بالتحالفات الإقليمية بملف الحرب الروسية الأوكرانية، وهذا يقودنا كلنا الى التساؤلات حول ما ستفعله الفصائل والتنظيمات الفلسطينية منذ الآن دون انتظار أو شراء الوقت وخلق أزمة مؤجلة!!
إننا امام مشاكل كبرى تفوق الذي رأيناه خلال الأعوام الماضية، على مستوى تصفية القضية الفلسطينية، وعلى مستوى خلق نظام سياسي جديد، الذي سوف يتضرر بشدة، وقد يختفي بعض مكوانته، وولادة أجسام جديدة، خصوصا في قطاع غزة والشتات وهذا ما لا أتمناه.
ذلك يأخذنا الى وضع صعب وحساس، لا بد لنا من حلول مبكرة إبتكارية، وهي حلول نستطيع العمل بها، لكني لا أجد أحد يعمل بها حتى هذه اللحظة على ارض الواقع حتى الان، خصوصاً ان الحلول المطروحة لا قيمة لها وكلفتها مرتفعة جدا، وبحاجة الى وقت طويل من اجل تنفيذها في ظل المعطيات الإقليمية والمحلية.

مثل هذا الكلام يثير الكآبة والشعور باليأس والإحباط، لكننا امام مجموعة من الأزمات احد اوجهها فقدان السيطرة على الضفة الغربية، والتوسع في الإستعمار الإستيطاني، خصوصا في القدس والخليل ، وغير ذلك، كما أن غياب الدعم المالي وتراجعه لخزينة الدولة، وجه آخر للمشكلة، إضافة إلى سوء التخطيط في أغلب القطاعات، وانتظار الازمات حتى تقع، والتصرف في اللحظات الاخيرة، بدلا من الحلول الاستراتيجية والتكيتيكية.
ملفات من الأزمات المؤجلة مقبلة على الطريق، والمؤشرات والدلالات التي نشاهدها والقراءات العلمية مثيرة للقلق على مستوى ما سنراه خلال الأشهر القادمة، ماذا ستفعلون قبل إنفجار الأزمات هذا هو السؤال؟