الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
جيش الاحتلال يعتقل جهاد نواجعة رئيس مجلس قروي سوسيا بالخليل

كريم وماهر: أربعون عاماً من "العزلة"

نشر بتاريخ: 11/01/2023 ( آخر تحديث: 11/01/2023 الساعة: 11:18 )

الكاتب: رامي مهداوي

"مئة عام من العزلة" إنها رواية الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز التي أصبحت مرجعاً في تاريخ أدب أميركا اللاتينية والأدب العالمي "مئة عام من العزلة" تتناول هذه الروايه تاريخ بلاده من الاستعمار والحروب الأهلية والتدخّل الاقتصادي الأجنبي الى اندثار المجتمع الأصلي بكل تفاصيله.

أما في واقعنا الفلسطيني فنجد الرواية على شكل الإفراج عن كريم يونس في الخامس من كانون الثاني 2023 عن عمر بلغ الـ65، بعدما أمضى 4 عقود معتقلا في غياهب سجون الاحتلال الإسرائيلي، وخلال أيام سيُفرج عن ماهر يونس عن عمر بلع ال64 عاما بعد أن يمضي هو الآخر عامه الأربعين في معتقلات إسرائيل، إذ يقبع حاليا في معتقل "النقب" الصحراوي.

السؤال الذي يطرح نفسه اذا ما كان هناك خطة وطنية شمولية للتعامل مع كريم وماهر؟ أم سيتم الإكتفاء بالإحتفالات والتصوير معهم والسباق في عقد لقاءات إخبارية ومع الأيام ننسى وتُنسى ملحمتهم الصمودية الإسطورية في وجه السجان.

أنا كُلي ثقة بأن كريم يونس سيقوم بإستكمال دوره الوطني كما عهده الأسرى في كسر أحد أهداف الاحتلال في طمس الثقافة والوعي ومواجهة الفكر الصهيوني. وخير دليل على ما أقول كيف تحدث للمجتمع المحلي عن رحلته الجديدة منذ اللحظة الأولى التي تم الإفراج عنه بهذا الإسلوب الذي يعبر عن وجه الإحتلال القبيح.

استناداً لذلك، وضمن الحفاظ على هذا الإرث النضالي لكريم و ماهر؛ يجب مأسسة إطار عام ضمن إستراتيجية توعوية على الصعيد المحلي والعالمي؛ تعبوية فكرية للأجيال الشابة، لهذا على كافة المؤسسات الوطنية على الصعيد الحكومي والأهلي وحتى القطاع الخاص التعاون كل حسب مقدرته ومسؤولياته لإنتاج خطة عنوانها كريم وماهر لكن في مضمونها ملف الأسرى الفلسطينيين.

أتمنى من الكل الفلسطيني أن يُشمر عن ذراعه والعمل الفوري في إحياء ذاكرة كريم وماهر ليس بالشعارات والهتافات والمرور مرور الكرام والإكتفاء بمجرد خبر على الشريط الإخباري في وسائل الإعلام المحلية حول الإفراج والإحتفالات والإستقبال هنا وهناك، بقدر ما يجب الخروج من الخطة ببرامج ومشاريع وأنشطة تحقق الهدف المراد تحقيقه.

لذلك على القطاعات المختلفة من: الثقافة والفن بكل مكوناتهما، الإعلام بمختلف أدواته، الدبلوماسية على صعيد المحافل العالمية والشعبية، والتعليم من مدارس وجامعات، الشتات والمهجر تحمل المسؤولية وإستكمال المسيرة بالإشتباك المعرفي وتعرية السجان من منطلق حقوق الإنسان أولاً واخيراً وما يحدث في غياهب السجون من إنتهاكات يومية وصلت حد القتل وخير نموذج الشهيد الأسير ناصر أبوحميد.

آن الأوان أيضاً أن تقوم المؤسسات الأهلية والدولية التي تهتم بقضايا حقوق الإنسان والأسرى وعلى رأسهم الصليب الأحمر الدولي الذي يشاهد العديد من الانتهاكات المخالفة لأحكام القانون الدولي الإنساني أمام أعينهم، ويكتفي برفع التقارير لجنيف؛ دون أن يلمس الأسرى أي تحول أو تأثير لهذه التقارير على سلوك إدارة السجون في التعامل معهم.

“أربعون عام من العزلة” هي الرواية التي كتبها كريم وماهر على أرض الواقع ليس في عالم الخيال، هم الأبطال الحقيقيين دون تمثيل، يدخلون بين العام والخاص في معادلة مدهشة مذهلة يقف لهم الشعب الفلسطيني إحتراماً وتقديراً، روايتهم يتداخل فيها التاريخان الوطني والشخصي، إنها رواية الأسير الفلسطيني، ما يتطلب من الكُل الفلسطيني القيام بما عليه من مسؤوليات اتجاه أبنائنا المنسيين الذين قاموا بما عليهم وعلينا أن نقوم بما يجب اتجاههم.....