الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ثقافة الكازينو

نشر بتاريخ: 17/01/2023 ( آخر تحديث: 17/01/2023 الساعة: 19:04 )

الكاتب:

الأسير قتيبه مسلم



عميد أسرى حركة فتح ورئيس اللجنة التعليمية العليا لسجن جلبوع
من الجليل رؤية سياسة نتنياهو الفاشية الاستيطانية ورفضه الذي سيستمر بالتأكيد لأي حلول سياسية أو خطوات تفاوضية حقيقية مع الشعب والقيادة الفلسطينية تضمن الحياة المستقرة والآمنة لشعوب ودول المنطقة هذه السياسة الإسرائيلية التي تُحظى للأسف الشديد بدعم ٍ أمريكيٍ غربي يجسد ذات المفهوم الذي يحكم سلوك هذا اليمين القومي والديني الفاشي الذي يستند بسياسته العنفية والقمعية على ما يسمى بسياسة الكازينو هذه الثقافة التي تعني الخاسر في لعبة القمار لا يستحق الشفقة أو المراعاة أو العطف.
وهذه الثقافة الاستعلائية الفاشية حملها منذ بداية تأسيس الحركة الصهيونية جابوتنسكي مسؤول التيار التصحيحي في بدايات النشاط الصهيوني ومناحيم بيغن وآخرين وهي التي ينهل منها أيضاً نتنياهو وفريقه اليميني المتطرف أفكارهم وسياساتهم وخططهم الاستيطانية الاستئصالية التي تستهدف شعبنا وأرضنا وأقصانا وأسرانا.
وقد سبق وأن حضّر أينشتاين اليهودي في بداية تأسيس دولة إسرائيل حينما رفض استلام منصب رئاسة الدولة وزار بيغن أمريكيا من خطورة هذا الفكر المتطرف واصفاً إياه (بأن مناهجه وفلسفته السياسية وتوجهه الاجتماعي وثيق الصلة بالأحزاب النازية والفاشية) وكان مع اينشتاين أكثر من مئة شخصية من اليهود وغيرهم يحذرون من هذا المنهج المتطرف وانتقد مجزرة دير ياسين التي كانت قرية فلسطينية مسالمة.
والحقيقة أن هذا النهج هو المهيمن الأكبر على المشهد الحزبي الإسرائيلي وفي العديد من الدول الغربية والذي لا يبحث للأسف سوى عن الانتصار والعنف والقتل والإرهاب والتهجير والتهويد والعنصرية ويرسخ ثقافة الكازينو ضمن منطق القوة على حساب أي ثقافة سلمية أو إنسانية أو حوارية أو تسامحيه.
ويقف ضد هذا النهج الإرهابي القمعي العنفي عنوان الإرادة الفلسطينية وصاحب نظرية اللاعنف الجديدة الفلسطينية الرئيس أبو مازن بثقافة القانون الدولي وثقافة السلام واحترام الآخر وثقافة رفض الاحتلال والاستيطان والانشداد للشرعية الدولية بديلاً عن طريق الدم والموت والقتل والمآتم ولكنه يُحارب من دعاة الديمقراطية الزائفة الذين يسعون للإطاحة بالنظام السياسي الفلسطيني ورأسه السيادي الرئيس أبو مازن الذي استطاع لهذا الوقت افشال خطط الدم والتهويد ورفض التعايش مع ثقافة الكازينو وثقافة الفوضى والحروب والدمار مؤكداً أنه مع المقاومة الشعبية السلمية باحثاً عن حلول دبلوماسية وقانونية للقضية الفلسطينية وعلينا أن نراعي أن أمريكيا المحافظين الجدد هي التي سبق وأوعدت لنتنياهو عام 1996 لوضع بند ينص على عدم الانسحاب من الأراضي المحتلة ببرنامجها الانتخابي حتى لا نُعول على أمريكيا أو على سياسة أمريكيا أو على أي زيارة أمريكية لأرضنا علينا أن نراهن على إرادتنا الفلسطينية وعلى إمكانياتنا الداخلية الذاتية وعلى تصليب وحدة جبهتنا الوطنية الفلسطينية وإعادة صياغة النظام السياسي بكل توافق فلسطيني داخلي حتى تكون القيادة واحدة والبرنامج السياسي واحد والاستراتيجية والتكتيك الفلسطيني واحد بهذه الإرادة والسياسة نستطيع خوض مواجهة النهج اليميني الديني الفاشي المتطرف وأن نكسب المعركة بالميدان وأن نكسب المعركة داخل أروقة الشرعية الدولية وننتصر على ثقافة الكازينو وثقافة الإرهاب الدولي وثقافة العنف والتفرقة والعنصرية والجنون التي يحملها نتنياهو وبن غفير وسموتريش وعصابة الإرهاب ليكونوا خير من يمثل هذه الثقافة ضد الإرادة الإنسانية الدولية وكل شرعيات العالم.